باب ذكر أس السنة العربية

الأسّ معناه الأصل. فاسّ السّنة عدد يتّخذ أصلا لمعرفة أوائل شهورها. ويسمّى علامة السّنة أيضا.

فمن أهل الحساب من يعتبر (١) أسّ السّنة بأوّل يوم منها ، فيجعل الاسّ واحدا إن كان أوّلها يوم الأحد ، ويجعلها اثنين إن كان أوّلها الاثنين ، وثلاثة إن كان أوّلها الثّلاثاء. ثم على هذا المثال بقيّة الأيام.

ومنهم من يعتبر أسّ السّنة بآخر يوم من السّنة التي قبلها. وهو في العربية آخر يوم من ذي الحجّة ، وفي العجمية (٢) آخر يوم من أيلول. فإن كان آخر يوم من السّنة الأحد كان أسّ السّنة الداخلة واحدا ، وإن كان آخرها يوم الاثنين كان أسّ السّنة الداخلة اثنين. ومحصول ذلك أنّ أسّ السّنة هو عدد ما مضى من قبلها من أيام الأسبوع ، على أن أوّل الأسبوع يوم الأحد. وبهذا المذهب أخذنا في كتابنا هذا.

فإذا أردت معرفة أسّ السّنة العربية فخذ ما مضى من سني (٣) الهجرة بالسّنة التي تريد معرفة أسّسها (٤) ، فأسقط منها أربعمائة وعشرين. وما بقي فألقه ثلاثين ثلاثين. وخذ لكلّ ثلاثين ألقيتها خمسة ، واعرف ما يجتمع

__________________

(١) في الأصل المخطوط : تعتبر.

(٢) يريد المؤلف بالسنة العجمية السنة الرومية أو السريانية ، كما يذكر في آخر. باب ذكر أيام السنة الشمسية). وهو يريد هاهنا السنة السريانية المستعملة في المشرق العربي ، ويذكر المؤلف العجم والعجمية غير مرة في كتابه ، ويقصد بذلك غير العرب بصورة عامة ..

(٣) في الأصل المخطوط : سنين ، وهو غلط.

(٤) في الأصل المخطوط : اسمها ، وهو تصحيف.

 

لك من الحساب واحفظه ؛ وما لم يتمّ ثلاثين فلا تأخذ له شيئا ، ولكن ألقه ثمانية ثمانية. فما بقي من واحد إلى ثمانية فاضربه في أربعة ؛ معنى ذلك أن تزيد عليه ثلاثة أمثاله. ثم انظر ما يجتمع منه. فإن كان أكثر من أحد عشر ، أو أقلّ من اثنتين (١) وعشرين ، فزد عليه واحدا. وإن كان أكثر من اثنتين (١) وعشرين فزد عليه اثنين. ثم أضف إليه ما حفظته من الحساب المأخوذ من كل ثلاثين ، وألق الجميع سبعة سبعة. فما بقي من واحد إلى سبعة فهو أسّ السّنة العربية التي حسبت لها محقّقا إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) في الأصل المخطوط : اثنتي ، وهو غلط.

(١) في الأصل المخطوط : اثنتي ، وهو غلط.