مع عودة الحياة تدريجياً

جريدة الرياض
05-06-2020

أولاً نشكر الله عز وجل أن خفف عن هذا الوطن هذا البلاء ثم الشكر بعد شكر الله لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان يحفظهما الله..

وموصول الشكر لسمو وزير الداخلية -حفظه الله- وجميع القطاعات العسكرية والمدنية في الميدان في مواجهة موجة فيروس كورونا في الشهور الماضية على مابذلوه من جهود في مكافحة هذا الفيروس حتى عادت الحياة إلى طبيعتها.

وموصول الشكر للشعب السعودي الذي يضرب به المثل في التعاون والمبادرات خلال هذه المدة، بعد أن عاش الوطن مأساة فيروس كورونا بين السلب والإيجاب بدأ الناس في مزاولة حياتهم المعيشية، ولعلهم أدركوا الكثير من إيجابيات الحجر المنزلي ورب ضارة نافعة، ومنها الأكل في البيت وتوفير المال في ظل عدم التسوق وإدرك المجتمع أن الكثير من المشتريات لا حاجة لها وأن جمع الأسرة على مائدة الطعام على رأس الإيجابيات..

هل تستمر المبادرات في مناسبات الزواج وبعض المناسبات والبقاء في المنازل لمواصلة مسيرة التقارب الأسري،

لعل المجتمع استوعب بعض الإيجابيات في وقت الحظر هذه المدة التي بالإمكان تطبيقها، مثل الزواجات كما هو الحال في وقت فيروس كورونا يقتصر على الأهل والأحباب دون تكلف أو بذخ أو بهرجه اقتداء ببعض المناسبات في وقت الحظر..

وما زالت تتوالى المبادرات في الزواجات في أجواء أسرية كانت إيجابية والتقليل من الولائم والتجمعات في غير حاجة ضرورية واستمرار الحياة الأسرية في البيوت وتجنب الزحام،

المجتمع رحب بتلك المبادرات في الزواجات والمناسبات واقتصارها على الأسرتين..

لو حسبتم كم التكاليف الخارجة عن المألوف في الزواجات قبل كورونا لوجدتم أن الكثير من تلك المظاهر والبهرجة

بدءاً بالمهر والمطربة والقصر والخطوبة وعقد القران وليلة الدخلةُ، تمتد لشهور بأموال طائلة أثقلت كاهل العرسان والكثير في عزوف، ناهيك عن الرفدة بالمال المبالغ فيها من الرجال والنساء في كل نهاية شهر على مدار العام ما لا يقل عن عشر مناسبات،

من إيجابيات كورونا والنبلاء الفضلاء أن تلك المناسبات السبع الموضحة أعلاه على مر الشهور اقتصرت في مناسبة واحدة وفي عصرية وفي ساعة واحدة من الزمن، وبأقل تكلفة فرح العرسان بهذه المناسبة في أجواء عائلية..

وأدرك العُقلاء إيجابيات الترشيد وبساطة الأمور بدلاً من ارتفاع غلاء المهور..

المجتمع ينتظر من يبادر بمثل تلك المبادرات بعد أن عادت الحياة إلى شبه طبيعتها، ويكون له السبق، ونتمنى أن تستمر ثقافة كيف نزوج وكيف نفرح بعيداً عن الخسائر لنبني أسراً ونقضي على العونسة..