أصالة المعدن

جريدة الرياض
02-04-2020

بلادنا - ولله الحمد والمنة - معدنها أصيل بقيادتها وشعبها وأرضها المباركة، كل يوم يبرق ذلك المعدن ويظهر أحسن ما فيه من أصالة قل نظيرها، لا نقول إلا الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، كل يوم يتبين لنا معدننا الأصيل قبل هذه الأزمة وخلالها وبعد أن تنجلي بحول الله وقوته، نعرف أننا لم نأتِ بجديد، ولكن أيضا يجب أن نعطي كل ذي حق حقه، فما القرار الذي اتخذه أكثر من مئتي وخمسين طبيباً سعودياً في برنامج التخصص السعودي - الفرنسي بالبقاء في فرنسا لمساعدة زملائهم الفرنسيين في مكافحة فيروس (كيوفيد - 19) إلا قرار إنساني شجاع ممن يمثلون الوطن أفضل تمثيل في الخارج ضاربين أروع أمثلة الشهامة والإنسانية، ومساعدة الغير في أحلك الظروف تجسيداً للمبادئ والقيم العربية الإسلامية السعودية التي تربينا عليها.

موقف إنساني شجاع وتضحية كبيرة من أولئك الأطباء الدارسين، لا يقل شجاعة عمّا تقوم به الطواقم الطبية، وكل الجهات التي سخرت نفسها من أجل مكافحة هذا الفيروس كلٌ في مجاله داخل المملكة، فالمواطن السعودي أثبت أنه على قدر المسؤولية التي أنيطت به حتى وإن لم يكن يعمل خلال هذه الأزمة ضمن الجهات العاملة، فالتزامه بالتعليمات التي وضعت من أجل سلامته وسلامة أسرته ومجتمعه هي في حد ذاتها شجاعة وتضحية يشكر عليها، بل ونشد على يده كونه التزم، وبذاك الالتزام هو يساهم في حماية الوطن من هذا الفيروس،

حمى الله بلادنا من كل مكروه.