وزير الإعلام والتحدي الجديد

جريدة الرياض
27-02-2020

في البدء لا بد من التأكيد على أن للإعلام دوراً مهماً حيوياً ومؤثراً على المجتمع سواء من الناحية النفسية والفكرية أو الانتمائية.. وأيضاً لا بد من الاعتراف أن هناك إعلاماً خارجياً وقحاً مرتكزه العبث، ويعمل على تشويه صورة كل ما هو سعودي.. وبين هذا وذاك تعلمنا من مؤسسي هذه البلاد العظيمة ومن قادتنا الذين يقودون الرؤية الصادقة والمستقبل المشرق أننا لا بد أن نكون ملتزمين بالأخلاق والمبادئ.. لا أن نكون كاذبين وقحين كما أولئك العابثين من الفرس والإخونج؟!.

وفي خضم ما ذكرنا أعلاه لدينا مبادئ، وبين أيدينا آلة إعلامية قوية أنشأناها بجهدنا ومالنا وتأثيرنا.. نستطيع من خلالها ليس إيقاف أولئك الأفاكون بل تحطيمهم معنويا.. ورغم مقوماتنا هذه إلا أننا نعترف أن إعلامنا في محل الثبات والاستكانة، وكأن مهمة هذا الإعلام أن يكون متسامحا في كل شيء، حد ألا يعنيه غير ذلك.. ولن نحمّل الوزير الجديد الأستاذ ماجد القصبي مسؤولية ذلك من جراء أنه استلم مهامه قريبا، لكن نسعد بمقدمه وهو المدرك تماما ما يحتاجه هذا الإعلام وصرح به في عدة مناسبات حتى قبل أن يستلم الحقيبة.

معالي الوزير، ليس خطابا تنظيريا ما أكتبه هنا لأنني أيضا من ضمن المعنيين بالعمل الإعلامي لفترة اقتربت من الأربعة عقود، وبما يؤكد أنني جزء من العملية الإعلامية السعودية، وأي إخفاق لها يعني أنني مشارك فيه، لكن ومن باب محاسبة النفس المتطلعة لمواكبة الركب التنموي والتطويري لبلادنا، لكي يكون تأثير هذا الإعلام ملموسا.. ولأن الإعلام فن وقدرة وسياسة مختلفة، فلا بد أن يواكب التوجه الكبير نحو المستقبل متزامنا ومصاحبا لتلك الرؤية المتكاملة المتوثبة بخطواتها الواثقة.. تلك التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ويرسمها ويقوم بتنفيذ أدوارها سمو ولي العهد الأمين، الأمير محمد بن سلمان.. رؤية عظيمة تنطلق من شعب متماسك وقيادة حكيمة فلا بد من حمايتها معلوماتيا وتأثيريا معنويا.. لأن ما يحدث يا معالي الوزير هي حرب إعلامية.. لأجل تشويه تأثيرنا وإخفاء ارتقائنا وتنميتنا وتشويه حقيقة ما تفعله قيادتنا لأجل شعبها ووطنها وأمتها الإسلامية والعربية، وكل ذلك يسيئهم فيبادرون لتشويهه.

الأهم في القول يا معالي الوزير أن لدينا المصداقية ولدينا الكوادر والقدرات ونمتلك قوة إعلامية فاعلة واصلة، فقط نريدها أن تنطلق من داخلنا.. من أبنائنا.. من بلادنا، تكون قادرة على توضيح الصورة والتأثير إيجابا وإفشال مخطط الكاذبين، ترتكز على استراتيجية إعلامية فاعلة، ذات منهجية واضحة لمجابهة والقضاء على ما يحدث من كذب تجاه بلادنا وقادتها.. وعليه فإننا نتطلع إلى معاليكم لإحداث التغيير المطلوب، لا سيما أن الإعلام تأثير وتحدٍ وقدرة على المجابهة والمقارعة، لأجل إظهار الوجه الحقيقي للبلد، والتصدي لكل من يريد بها شراً بكشفه أولاً ومن ثم تعريته.