يوم لغتنا المجيد

جريدة الرياض
20-12-2019

قبل شهر تقريباً بدأ الاستعداد جيداً لتنظيم حفل يليق بصاحبة الجلالة والفخامة (اللغة العربية) لغتنا المجيدة، لغة القرآن الكريم، والحديث الشريف، والشعر العربي الأصيل، والنثر الفني المتدفق والمتجدد؛ وكان الاختبار صعباً؛ لأن شعار اليوم العالمي هذا العام كان يرمي بثقله بعيداً عن التخصص العميق لأهل اللغة والأدب، كان هذا الشعار (اللغة العربية والذكاء الاصطناعي) في حد ذاته تحدياً كبيراً لنا، غير أن قسمنا العزيز في جامعة حائل (قسم اللغة العربية) كانت له بصماته الواضحة في الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية كعادته في كل عام.

هكذا اعتدنا أن نقدم حفلاً متواضعاً في كل ذكرى تعود فيها مناسبة اليوم العالمي للغة العربية، غير أن احتفالاتنا السابقة كانت إما سابقة لذلك اليوم، أو لاحقةً له؛ نظراً إلى ظروف تصادف صعوبة الاحتفال باليوم العالمي في التوقيت نفسه، لكننا هذه المرة بدأنا مع إشراقة اليوم العالمي، وأعطينا الحدث اهتماماً بالغاً، على الرغم من صعوبة الإمكانات، وضغط العمل، ووقت الاختبارات النهائية، يأتي ذلك بدعم سعادة عميد كلية الآداب والفنون د. محمد الشهري، وسعادة رئيس قسم اللغة العربية د. منور الفديد، وسعادة رئيس اللجنة المنظمة لليوم العالمي د. فهد المغلوث.

خالفنا كل التوقعات، وتحدينا كل المعوقات، وظهر في هذا اليوم التعاون مع قسم الفنون الجميلة بقيادة رئيسه د. فوزي الشايع، إضافة إلى تعاون الأقسام الأخرى في الكلية، كقسم العلوم الاجتماعية، وقسم الإعلام، وكذلك دعم فرع الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية بجامعة حائل بقيادة الزميل والصديق العزيز د. وافي العردان، وأعضاء مجلس إدارته الكرام، وقاد رئيس اللجنة المنظمة د. فهد المغلوث هذا الحفل إلى برّ الأمان والتميز، فقّدم حفلا فاخرا بمواصفات مؤتمر، واحتفاءً مبهراً على هيئة ندوة أو ملتقى كبير، وظهر حفل اللغة العربية في جو بهيج.

وكنت بصفتي عضواً في اللجنة المنظمة، ورئيساً للجنة الإعلامية أتابع بصمت الاحتفالات التي أقيمت قبل اليوم العالمي في الجامعات الأخرى، والأندية الأدبية، والمراكز الثقافية، والصالونات الأدبية، وكنت أتابع ذلك أيضا في أثناء اليوم العالمي؛ لهذا سأكون هذه المرة (نرجسياً) وسأقول بكل فخر: كان حفل قسم اللغة العربية بجامعة حائل يغرّد وحيداً خارج السرب، مختلفاً تماماً عن الاحتفالات الأخرى (الروتينية) تلك التي لم تقدم سوى محاضرة أو قصيدة، ومع ذلك فجهد الجميع مشكور ومذكور، وهو سهم طيب في سبيل النهوض بلغتنا، والارتقاء بها. لذلك أود أن أقول: شكراً لكليتنا، وقسمنا، وشكراً للجنة المنظمة رئيساً، وأعضاءً، وشكراً لجميع الزملاء والزميلات الذين أظهروا هذا اليوم العالمي بصورة فخمة، تحاكي المؤتمرات.

قلتُ ذلك؛ لأننا في القسم أجبنا عن السؤال الأصعب (هل يمكن أن تنفتح اللغة العربية على الذكاء الاصطناعي) ولعل تعاون القسم مع كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي بجامعة حائل قد أجاب عن هذا السؤال، وكشف عن مظهر من مظاهر التميز التي حظي بها هذا اليوم، فبعد أن قدّمت اللجنة عرضاً مرئياً بعنوان (ذكاء لغتنا العربية) بدأت الجلسات العلمية، وانهالت فيها الأوراق المميزة تحت عناوين برّاقة ذات صلة عميقة باللغة العربية والذكاء الاصطناعي، وكلها تقول: إن مستقبل اللغة العربية بخير، وسيظلّ خفّاقاً.