نحن واللغة العربية

جريدة الرياض
20-12-2019

احتفى عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي هذا العام باللغة العربية في يومها العالمي الذي صادف الـ 18 من ديسمبر من كل سنة، وقد أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 ديسمبر 1973 في إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة بعد اقتراح تقدمت به كل من السعودية والمغرب خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.

احتفاؤنا كل عام باللغة العربية في يومها العالمي بالتأكيد لا يكفي ولا يجعلنا نحافظ على لغتنا، ولكن ربما يزيد الوعي حول أهمية لغتنا الأم اللغة العربية، وجعلني ذلك أتذكر عندما أقمت في هولندا ما يزيد على الخمس سنوات، وقد لفت نظري اهتمام الهولنديين بلغتهم رغم أنها لغة محلية غير عالمية وبالكاد يتكلمها الهولنديون وبعض الإندونيسيين والسيرناميين بحكم أن هولندا احتلت كلاً من أندونيسيا وسورينام، لدرجة أن كان الناس يطلقون النكات أن "اللغة الهولندية تترك في مطار أمستردام"، ولكن ضمن أهم بنود قبول اللاجئين ومن يطلب الإقامة الدائمة أو الجنسية الهولندية أو العمل هو إنهاء برنامج خاص بإتقان اللغة الهولندية. آمنت الحكومة الهولندية بحقيقة يجب أن يعيها كل العالم وهي " تزداد قوة الأمم بقوة لغتها" واللغة الهولندية داخل هولندا قوية جداً في التعليم والعمل والحياة اليومية.

تعلمت مما سبق هو اهتمامي بلغتي الأم اللغة العربية فما كان مني إلا أن خاطبت مع زوجي المدارس الأميركية وهي المدراس التي يدرس فيها أبنائي وطلبنا منهم فتح فصول تعليم اللغة العربية بعد وقت اليوم الدراسي، ومنحتنا المدرسة سبعة فصول دراسية وشجعتنا وبدأنا مشروعنا الصغير التطوعي للجالية العربية.

كنت حزينة على مستقبل اللغة العربية للأطفال العرب المهاجرين إلى أوروبا، ويزداد حزني عندما أرى شباباً يتحدثون العربية باللهجات دون القدرة على فهم اللغة العربية الفصحى ما أفقدهم مهارة الكتابة باللغة العربية، وعندما عدت إلى الوطن حزنت اكثر أن أطفالي عادوا بمستوى موازٍ للأطفال الذين يتعلمون اللغة في السعودية، وهذا جعلني أتساءل: هل أطفالي هم من حافظوا على اللغة؟ أو أن أقرانهم قد تدنى مستواهم، وبقي في عقلي هواجس كثيرة عن اللغة العربية ومدى اهتمام الدارسين بها وأولياء الأمور والمعلمين.

يقف في طريق اللغة العربية في المجتمعات المحلية كثير من المشكلات وهي اللهجات والكتابة بها وإدخال كلمات غريبة على اللغة العربية وعدم التحدث بها والاهتمام بلغات أخرى على حسابها، وغيرها من مشكلات الكاتبة والإملاء وإتقان قواعد اللغة وتهميشها واشتراطات العمل التي تفضل اللغة الإنجليزية عليها وهموم كثيرة.

رسالة صغيرة: لنجعل اليوم العالمي للغة العربية في كل عام هو انطلاق مبادرات الاهتمام بها طوال العام.. فقوة الأمم بقوة لغتها.