قدوتنا محمد

جريدة الرياض
11-11-2020

في البداية يجب علينا كمسلمين أن نقتدي بأفعال أفضل الخلق ونقتدي كذلك بأخلاقه عليه أفضل الصلاة والسلام. هو المدرسة الأخلاقية والإنسانية التي نستقي منها وننهل منها أعذب مورد فعلينا أن نعود لقراءة سيرته عليه الصلاة والسلام وأن نتحلى بالقيم الإنسانية والأخلاقية في تعاملنا مع الآخرين سواء كانوا مسلمين أو غير ذلك.

بعد أن نكون قد أولينا هذا الرسول الكريم حقه فينا واقتدينا بكل أخلاقه وسيرته العطرة ننتقل للطرف الآخر الذي يحاول أن يتعمد الإساءة لرمزنا الديني العظيم فلماذا هذا التطرف؟

ولماذا يحاول الآخر بث الكراهية في نفوس الآخرين من خلال التعرض بالإساءة لرموزنا الدينية؟

يجب على العالم أجمع وخاصة المؤسسات الدينية أن تقف أمام كل الإساءات والاستفزازات التي تطال الرموز الدينية وأن يحترم الجميع، جميع مقدسات الآخرين وعدم الإساءة لها ومن يتعمد الإساءة؛ فيجب سن القوانين التي تطبق على المسيء ويجب وضع قانون احترام الرموز الدينية مهما كانت عقيدتك.

كيف لا يحترم هذا الرسول الكريم الذي كان خاتم النبيين وأتى بالرسالة التي تخرج العالم من الظلمات إلى النور؟

فالرسول بعث إلى العالم أجمع حسب الآيات القرآنية فيجب أن يقف العالم كله ضد من يحاول أن يستفز المسلمين من خلال الإساءة إليه.

العالم في حاجة لنشر روح السلام والمحبة بعيداً عن استفزاز مشاعر الآخرين وتصدير الكراهية والبغضاء للآخرين.

على المؤسسات في العالم أجمع أن تراعي هذا الجنون الذي يخرج علينا كل حين بعد أن نعتقدَ أن العالم أصبح أكثر تعقلاً واحتراماً للآخر يأتي من يتعمد الإساءة لرمز ديني عظيم عند المسلمين فكيف لنا أن نحترم هذه الدول التي تخرج من عندها الإساءة وهي تتبجح بحرية الفرد ومعتقده؟ أي حرية التي تدعيها وهي تسيء للمسلمين من خلال الإساءة لرسولهم العظيم؟

يجب أن تراجع الدول التي تخرج منها حركة الاستفزاز والإساءة سياساتها وتضع حداً لهذا الجنون وهذا العبث وتحفظ على صورتها الخارجية أمام العالم الإسلامي وأن نكون أكثر تعقلاً من هؤلاء المستفزين والمسيئين ولا نقابلهم بالتطرف ذاته بل بالحكمة والبصيرة وندافع عن رسولنا الكريم ببيان صفاته الحميدة وقيمه الإنسانية التي دعا إليها وظهرت في أفعاله. ونخاطب العقلاء منهم حتى نصل معهم إلى وضع قانون يجرم هذا الفعل المشين ونقضي على التطرف وعلى كل من يحاول أن يتعمد الإساءة للرموز الدينية.