ريشة سامة

جريدة الرياض
11-11-2020

حينما يُسيء رسّام؛ يستهجنه رسّام، بل تستهجنه الأمّة الإسلامية بأكملها، حينما تتحرك ريشة رسّام تُحرّك معها قريحة رسّام. كيف لريشة رقيقة ناعمة أن تجرحنا أحياناً؟! (حباً وكرامة يا رسول الله).

إن الرسم مرآة صادقة لمشاعر إنسانية تعجز عن تجسيدها الكلمات أحياناً، فريشة الرّسام قادرة على إيصال عُمقٍ روحي يلتمسه من يحسّه ويشعر به، وأثمن ما يملكه الإنسان مشاعره وكرامته التي ميّزه بها الخالق سبحانه، كيف حال مشاعر أمة محمد؟ وهي تعيش جرحاً تجدد عشناه في سالف السنين وكأن التاريخ يُعيد نفسه؟، وكأنها تُكرر علينا نفس الرسالة، حينما أساءت صحيفة دنماركية بنشر رسومات كاريكاتيرية لرسّام بهدف الإساءة لرسولنا الكريم عام 2005 تقريباً، كيف للمسيء الحديث القديم أن يجدد فينا هذا الجرح؟ متناسياً أن المشاعر حينما تُستفز، والتاريخ حينما يسترجع بعض أحداثه تُصبح قُّوّتنا واستماتتنا في الدفاع أشدّ وأبلغ وأرسخ.

إن بعض الاعتذارات الهشّة غير المسؤولة ليست إلا إبر بنج لن تُثنينا عن موقفنا، كيف لا وهي لرسولنا وقدوتنا وشفيعنا الذي صلاتنا عليه تكفينا همّنا؟!، اللهم عليك بمن أدخل علينا همّه.  

عندما تُكسر الروح فينا، يبقى الموقف الأصعب هو عُدّتنا وعتادنا، مشاعرنا لا تقبل الاختبار ولا الادخار؛ حينما تُجرح في رسولنا الكريم، "نُصرةً ولُحمة من أجلك يا رسول الله"، ففي الشدائد تُمتحن معادن المحبين، وتتجلى المواقف وردود الأفعال، وفي النهاية (الشدائد قرائن اللطائف)، ومن هنا تأتي حكمة إحساسنا بالألم.

إن منزلة الرسول منزهة عالية إلى حدّ السماء السابعة تفرُداً ويقيناً وهدياً، نحن أمة محمد، نستشعر في كل يوم جمعة مسؤوليتنا المجتمعية تجاهه عليه أفضل الصلاة والتسليم.