عندما يستوطننا الغرور

جريدة الرياض
09-11-2020

الشخصية السوية التي ترتقى وتعلو بشأنها تستحق الاحترام والتقدير لكن على غرار ذلك هناك من ينالون شأناً لكن هم ليس بالكفاءة العالية والشخصية التي على خلق حسن، ولكن تم حصولهم بقبيل المصادفة وفي الكثير من الأحيان ينتابهم الغرور.

الغرور من الصفات التى يمقتها الجميع وأمر غير مستحب في شخص أي فرد سواء أكان على درجة عالية مجتمعياً أو عادياً.

الشخص يسعى دائماً إلى التقدم والنجاح ففي حالة الرغبة في ذلك فيجب أن يتحلى ذلك الشخص الساعي نحو النجاح بالخلق الحسن وليكن لديه وبداخله ثقة لكي يستطيع الاستمرار نحو هدفه وتحقيقه.

أيضاً من ضمن الأسس التي يجب أن توجد بجانب الثقة؛ دراسة الخطوات التي يسير فيها وأن يكون هناك منهج صحيح وأن يتوكل على الله في كل شيء ويعمل ما هو مكلف به.

إن الشخص الذي يتحلى بالثقة ويترك الأمر لله ويتوكل عليه تجده دائماً متواضعاً كما أمره الله لأن هؤلاء أرواحهم مشرقة ومتفائلة دائماً وعامرة قلوبهم ومستنيرة بنور الإيمان ولا توجد شوائب بداخلهم تعكر صفو تلك السمات الرائعة.

هناك بعض الأسس للوصول إلى أمر الثقة بالنفس وذلك من خلال التكرار في النجاح والعمل على ذلك دائماً، فإن الثقة تأتي من عوامل عدة ويترتب عليها اكتساب خبرة وفنون تعامل مع المواقف المحرجة والحكمة وتوطين النفس ومعالجة السلبيات وعوامل أخرى متعددة.

نعيش في حياتنا في اجتماعيات بيننا ومن الصعب جداً على أي فرد في هذا الكون أن يعيش بمفرده، فلابد من الاجتماعات والتواصل مع الآخرين ومنا من هو على درجة عالية ومنا من هو شخص عادي وكل واحد على حسب مرتبته الاجتماعية أو حسب المقاييس.

العلم والمال وإلى آخره من هذه الأشياء لا يكرهها أحد ولا يبغضها لكن في بعض الحالات إذا اقترنت بها حالة من الجمود وعدم التواضع والغرور والتكبر على الناس.

حقيقة الأمر غير مقبول فتجد هذا الشخص يتكبر بما عنده من علم أو مال أو ممتلكات ولا يبالي بأن الذي رزقه تلك من الممكن أن تزول في وقت أقل بقليل من الوقت التي رزقك بها ولكن هذا الشخص قد أصابه الغرور وتفشى في صفاته وأخلاقه وندعو الله أن يُشفي من ذلك الخطر أو المرض بمعنى أدق.

لابد وأن يتريث الفرد قبل أن يقدم على انتهاج الغرور لما له من عواقب وخيمة فالشخص العاقل المتحري لا يقدم على ذلك بل يفكر ألف مرة فيما يقول.

أخيراً ندعو الله جميعاً بأن يبعدنا جميعاً عن أي حالة غرور.