الفساد فيروس الاقتصاد

جريدة الرياض
06-11-2020

المفسدون أخطر من فيروس كورونا، وهم وراء تعثر المشروعات، والطمع والفساد وجهان لعملة واحدة، كلما زاد الطمع قلت القناعة ومات الضمير، والطموح للرزق الحلال بذرة ملائكية، والطمع والفساد نبتة شيطانية، وكلما زادت قناعتنا كبر طموحنا، وكلما كبر الطمع والخيانة ماتت القناعة والضمير، وهزل النجاح، فلم يعد له طعم، لأن الطمع يقتل الطموح ويحارب في ذاتك قدرتك على الوصول إلى الهدف عن طريق الحق، وإن وصلت بطموحك إلى النجاح، والطمع لم يقف عند الأفراد والمجتمعات بل يصل للشعوب والأوطان.

في أيامنا هذه نشهد أشكالاً للطمع والاحتيال سواء على بعض المستوى العام أو بعض الأفراد، ومطلوب منا اليقظة، فهناك من يتربص بنا ويستغل طيبتنا وغفلتنا وينقض على أقواتنا وأمننا، ويرمي لنا الطُعم ليظفر بنا.

الطمع والخيانة توأمان، ما يمر يوم أو ساعة إلا ونرى ونسمع أنه تم القبض على المفسدين، أين كانت مكانتهم في المجتمع؟ وهذا يقودنا إلى أن هذا الوطن بقيادة مليكه سلمان الحزم والعزم، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، والشرفاء، قادمون بإذن الله لاجتثاث الفساد والمفسدين مهما طال الزمن، فالمواطن يتطلع للمشروعات التنموية، ويتطلع للأيدي الوطنية الأمينة التي تجعل مخافة الله بين أعينها، الوطن لم يفق بعد من سطوة المفسدين على بيت المال وتعثر المشروعات وسوء المصنعية، وتساهل بعض المسؤولين ممن فقدت فيهم الأمانة في تنفيذ المشروعات، وأهدرت أموال طائلة في سنوات مضت من المفسدين في الأرض بسبب المبالغة في دراسة المشروعات الكبيرة والصغيرة، الذين تآمروا على مدخرات الوطن وألحقوا بجسده الضرر الكبير، كيف تُنشئ مشروعات في ظل الفساد؟ إن المفسد يستفيد أكثر مما يستفيد الوطن والمواطن، ومصداقاً لما أقول تلك الأرقام الخيالية من المليارات التي كانت في قبضة هيئة مكافحة الفساد، والمثل يقول: «مكسر غلب مية مجبر».

متى يحيا الضمير عند بعض المسؤولين؟ إن خيانة الوطن وبيت المال من أعظم الذنوب التي يرتكبها أولئك المفسدون، فتعثر المشروعات والخدمات للمواطنين التي رصدتها الدولة يحرمهم من الخدمات ويعطل تنمية محافظاتهم وقراهم، وهو ما لا ترضاه قيادتنا الرشيدة.

ماذنب المواطنين وهذه المشروعات الخدمية التي سُخرت لخدمة الإنسان، وضخت الدولة مليارات الريالات في سبيل راحة المواطن أن تُهدر؟ إن المال في وفرة بالرغم من جائحة فيروس كورونا، ولذلك ندعو الله أن تتهيأ لوطننا الأيدي الأمينة والضمائر الحية ممن أسندت الدولة إليهم المسؤولية.

في هذا الوقت، تقلص الكثير من الفساد والمفسدين بسبب محاربة الدولة لهم، وستستمر ملاحقة الفساد حتى لا نسمح له أن ينخر في جسد الوطن العظيم الذي تبذل قيادتنا كل جهودها لرفعته وسؤدده.