المملكة والانتخابات الأميركية

جريدة الرياض
06-11-2020

أكتب مقالي هذا وأنا لا أعلم نتائج السباق المحموم للانتخابات الأميركية؛ لكني أثق بأن يتطلع العالم من أقصاه إلى أدناه إلى الانتخابات الأميركية ونتائجها بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري بين الرئيس الحالي ترمب والمنتخب الجديد جو بايدن وذلك لأن أميركا هي دولة مؤثرة في العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا ومن دون شك فإنه حتى بعد حسم الاقتراع وإعلان الرئيس فإن التغييرات في الولايات المتحدة ليست مجرد عارض انتخابي بل ستستمر وتفرض نفسها لسنوات مقبلة. السعوديون والعقلاء في هذا العالم المترامي الأطراف، يدركون ما تضطلع به السعودية من مسؤوليات في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية عالميا مما جعل ذلك سبباً إضافياً لاستهداف المملكة، بما تقدمه من مرتكزات سياسية واقتصادية تسمي الأشياء بأسمائها؛ سواء على مستوى ملفات الإرهاب والفكر المتطرف أوالصراعات الإقليمية، إضافة إلى الموقف من مسألة السيادة الوطنية. ولذلك الشراكة السعودية الأميركية التي بدأت قبل خمسة وسبعين عاماً، منذ الاجتماع التاريخي بين المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل (رحمه الله) والرئيس الأميركي  فرانكلين روزفلت؛ وصولاً إلى أنها تعقب رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين بقيادة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان صاحب رؤية المملكة 2030 التي عززت مكانة المملكة كحجر أساس في تقديم رؤيتها لمعالجة الأزمات  العالمية الكبرى. لذلك السياسة الخارجية للمملكة ثابتة من دون تكهنات ولا أوهام ولن تتأثّر إن شاء الله تعالى بالإعلام المضلل ولن تتأثر بذهاب ريئس وقدوم رئيس آخر للولايات الأميركية المتحدة، السعودية تؤكد استمرار علاقاتها السياسية التاريخية مع من يختاره الشعب الأميركي، سواء أكان جمهوريا أم ديموقراطيا، محافظًا أم ليبراليا». وهي علاقات استراتيجية وراسخة، وعلى توافق مع معظم القضايا سواء كان الموجود في البيت الأبيض الحزب الجمهور، أو الحزب الديموقراطي». السعودية تتمتع بمرونة كبرى في التعامل مع التحديات المعاصرة والاضطرابات السياسية والاقتصادية وماسببته جائحة كورونا للعالم والمضي قدماً صوب المستقبل بكل ثقة.