فرسان التطوع الصحي

جريدة الرياض
11-08-2020

من المعلوم أن التطوع بشكله الحالي الحديث ينبثق من المجتمع المدني، وتاريخياً هو جزء من العمل الخيري في الثقافة الإسلامية ولا شك أنه ينشط في المجتمعات المتحضرة بغض النظر عن مستواها المادي.

وتدعمه الدولة المسؤولة المهتمة بقيمة إنسانها وتطويره وتقدمه ولا أدل على ذلك مما عشناه ولا زلنا نعيشه من أحداث خلال الأزمة العالمية (كوفيد 19) فبرز من خلاله حراك تطوعي تنويري بتشجيع الدولة ومتابعة إمارات المناطق وتنظيم وزارة الصحة من خلال منصة التطوع الصحي.

تكاملت جميع جهات الدولة لتحقيق هدف واحد وهذا التكامل من أبرز مستهدفات رؤية 2030، والحمد لله على تحقيق هذا المستهدف وتمامه من خلال هذه الأزمة. أما بالنسبة للتطوع لدينا في المنطقة الشرقية فهو جزء من حياة الشرقاوي حيث يهتم بمجتمعه وعلى استعداد دائم للتطوع في جميع الظروف، حيث نثق أن نمو مجتمعنا هو بمقدار استعدادنا للعطاء دون مقابل وهذا ما يطلق عليه اصطلاحاً (الإيثار العام) تجلى ذلك في مبادرات مركز التطوع الصحي بالمنطقة الشرقية والتي كان آخرها ما تم في عيد الأضحى المبارك حيث قضى 132 متطوعاً صحياً بالمنطقة الشرقية عيدهم في ميدان التطوع خلال تنفيذ حملتهم في جوامع مناطق المنطقة الشرقية حيث انطلقت أنشطتهم الميدانية التوعوية بالتنسيق مع الجهات المعنية بصحة الشرقية والتجمع الصحي الأول وشركاء النجاح من كافة القطاعات لنشر التوعية وطرق الوقاية والسلامة، أثناء أداء صلاة العيد حيث استفاد من الحملة آلاف المستفيدين، هذه واحده فقط من ضمن الكثير من المبادرات التي نفذت وما زالت تنفذ في جميع ميادين التطوع ابتداء من المرحلة الأولى وصولاً للمرحلة الثالثة بإشراف مركز التطوع الصحي ومتابعة المسؤولين فيه، حيث مثل المركز بمبادراته ومتطوعيه عنوان للتطوع والبذل في المنطقة أسوة بباقي المناطق في أرجاء المملكة وذلك ابتغاء وجه الله أولاً ثم خدمة للوطن والمجتمع وامتثالاً لتوجيهات القيادة الرشيدة الدائمة الحث على التطوع والبذل للصالح العام.

نثمن جهود مركز التطوع الصحي بإشراف فرع وزارة الصحة والتجمع الأول بالمنطقة الشرقية ولكل متطوع شارك في هذه الجائحة فما يقدمونه وهو أسمى ما يمكن يقوم به الإنسان الصالح نسأل الله أن تكونوا مما وصفهم المصطفى عليه الصلاة والسلام (خير الناس أنفعهم للناس).