نقاهة المجتمعات

جريدة الرياض
09-07-2020

إن جلّ ما يتمناه المريض أن يعود كسابق عهده وهو يرفل في ثياب الصحة والعافية ويتجاوز حالته الصحية ويستعيد قواه ولا يتعرض للانتكاسة مرة أخرى.

يسعى إلى ترميم ما أنهدم من كيانه، وذلك بالمحافظة على نظامه الغذائي والعلاجي، والتزامه بوصايا الأطباء، حتى يتخطى مرحلة التشافي بسلام. هكذا حال المجتمعات وهي تعبر مرحلة العودة للحياة الطبيعية؛ وهي عودة تدريجية تتطلب الحذر والحرص وعدم التهاون في الالتزام بالتعليمات الصحية والأمنية والتباعد الاجتماعي حتى يتم القضاء على الفيروس تمامًا، وعدم تسجيل حالات إصابة جديدة.

فالمجتمعات تتعافى بوعي أفرادها، وتنهض بكامل قوتها بحنكة ويقظة أنظمتها في كافة القطاعات.

وفي مملكتنا مملكة العز أثبتت كل الأنظمة كفاءتها وقوتها في التعاضد مع هذه الجائحة، ولم تتهاون في أداء أدوارها، وكانوا أهلا للمسؤولية؛ وذلك بفضل حكومتنا الرشيدة ووعي أفرادها..

فالنظام الصحي والتعليمي والاقتصادي والعسكري وغيره شكلت خلية واحدة، أحاطوا المجتمع السعودي بخبراتهم ودعمهم وأدوا رسالاتهم على الوجه الأكمل.

وكم من دول إنتكس وضعها بسبب سوء إدارتها للأزمة وعدم التزام أفرادها وعدم وعيهم بهذه المرحلة وهم يمرون بها..

فالإنسان الواعي صقيل تجاربه وخبراته ونظرته المتفحصة للأمور تظهر مهاراته جلياً في الأزمات وتنعكس على ذاته ومحيطه ومجتمعه وكيف يسيرها بشكل متكامل من غير اهتزاز أو قلق.

حيث تأتي المحافظة على الصحة في أعلى هذه الأولويات وذلك من خلال النظافة واختيار الطعام والعلاج المناسب في حالة المرض وعدم التبذير والإسراف في شتى أمور الحياة، فالسلامة مطلب مهم لحياة واعية وصحة سليمة.

بقيت الآن خطوة واحدة ونعبر من خلالها أزمة كادت أن تتفاقم لنودع معها ماضيا حمل بين طياته تجربة مريرة سطرتها هذه الجائحة لأحبة كانوا معنا وخطفهم الموت في لمح البصر.

ولتكن مسيرة ممتدة وليست مرحلة مؤقتة تشمل كل الأفراد والنشء الذي تربى على المحافظة على الصحة وعاش الأوضاع وتيقن أنها أثمن ما وهبه الله وأغلى مانملكه، فبها تُحمي وتُبني الأوطان.