كيف تكون شخصية منفّرة..؟!

جريدة الرياض
09-07-2020

هناك بعض البشر يمارسون بجهل تصرفات خاطئة، والبعض الآخر للأسف يصر عليها بعلم ظنا منه أنها غير مؤثرة، وهم بذلك ينفرون الآخرين منهم عاجلا أو آجلا وربما يستغربون سبب هذا النفور! والحقيقة هي أنهم جميعا يفتقدون لبعض المهارات اللازمة وتنقصهم المعرفة الضرورية التي تجعلهم شخصيات إيجابية لها جاذبيتها وتأثيرها، ومن خلال ملاحظاتي الدقيقة لاحظت سلوكيات وطبائع أوجزت بعضها هنا في عدة نقاط لتجعلك شخصية منفرة بامتياز فاقرأها وشمر عن ساعديك ومارسها واستمر عليها إن كنت تريد ذلك:

أكثر من التنظير والانتقاد وإلقاء اللوم على الآخرين وأنت تجهل ظروفهم، أكثر من المن على الآخرين وذكرهم كل حين بكل معروفٍ فعلته وبعطاياك وهداياك والمناسبات التي أقمتها لهم وأنشرها ورددها في المجالس، أكثر من الأسئلة وكن فضوليا وتدخل في شؤون الآخرين وخصوصياتهم: وين تشتغل؟ كم راتبك؟ بيتك ملك؟ وين كنت أمس ما شفت سيارتك؟! وفي نفس الوقت كن كتوما واغضب إذا سألك أحد! وقل رأيك في ما يفعله الآخرون دون أن يطلبوا منك المشورة. تباهَ بمن تعرفه من المشاهير وأصحاب الجاه والمال واركض لهم مسرعا إذا رأيتهم مهملا جليسك، اهتم ودقق بتفاصيل الأمور غير المهمة واستغرق فيها على حساب الهدف والمجمل الأهم، ترصد لزلات الآخرين وانتقدها بعاطفة وانحياز لتأكيد مواقف سلبية مسبقة.

خالط الناس بكثرة ولا تجعل بينك وبينهم مسافات ودعهم يرونك كل يوم وإياك أن تعطي نفسك حقها من العزلة المؤقتة الإيجابية ومراجعة النفس. أكثر الاتصال على الآخرين بالجوال بلا ضرورة خصوصا أصدقاءك وأشغلهم لأنك (تمون عليهم) وما لهم حق يتضايقون وعليك بالمكالمات الطويلة، وبكثرة إرسال الرسائل يوميا لمن تعرف ومن لا تعرف. عاتب كثيرا ولا تتغافل وكن (زعولا) ولا تنس المواقف والأحداث التي بينك وبين الآخرين وكن دقيق جدا في محاسبتهم حتى على أتفه الأمور، لا تنس أنك أنت فقط الفاهم والعارف بكل شيء لذلك لا تعط لمجالسك الفرصة للحديث بل استرسل بالتفاصيل واغضب بسرعة عليه عندما يناقشك وارفع صوتك واتهمه بعدم الفهم والتركيز وقم بإصدار الأحكام القاطعة عند الاختلاف. 

لا تظهر مشاعرك الحقيقية (شكر/ اعتذار / محبة / إعجاب .. الخ) وكن غامضا بشدة ولا تبتسم لكي لا تذهب هيبتك ويعتبرونك ضعيفا بل كن قويا مسيطرا ولكي لا يتكبر عليك أحد!

لا تثق بالآخرين مطلقا وكن دائما متوجسا ومسيئا للظن واحذر أن تحيد عن القاعدة التي نشأت عليها منذ الصغر: (لا يلعبون عليك الرجاجيل). 

أكثر من المزح والسخرية بمن حولك وبزملاء العمل والأصدقاء وحتى لو ضايقتهم ليس لهم الحق أن يغضبوا منك لأن كما يقال: (بينك وبينهم عشرة وملح)، ولكن إياك أن تسكت عنهم إذا بادلوك المزح بالمثل.