ذاكرة بيشة والقاضي عبدالله بن حسن

جريدة الرياض
08-07-2020

من بين العلماء الأفذاذ الذين تركوا أثراً لا يُمحى مع تقادم الزمن بعد أن حفظوا أسماءهم بمداد من ذهب في كتب الأعلام والسير قاضي بيشة الشيخ علي عبدالله بن حسن بن إبراهيم بن عبدالملك بن حسين بن محمد بن عبد الوهاب الوهبي التميمي. عالم فاضل وحاكم شرع ودين، ولد في حوطة بني تميم في شهر ذي الحجة العام (1310هـ) منذ تعيين جده عبد الملك في قضاء الحوطة، تعلم العلوم الشرعية على يد جده الشيخ إبراهيم، فقرأ في كشف الشبهات، وثلاثة الأصول، وكتاب التوحيد والعقيدة الواسطية. ترجم له سماحة الشيخ عبدالله آل بسّام - رحمه الله - في كتابه عُلماء نجد خلال ثمانية قرون، حيث أرسله الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - إلى الليث سنة (1339هـ) للإرشاد والوعظ وتعليم الناس أمر دينهم، وفي العام (1342هـ)، عُيّن قاضياً في (الصرّار) من هِجر العجمان حتى العام (1347هـ)، بعدها انتقل إلى الطائف قاضياً حتى العام (1354هـ)، ثم إلى قضاء بيشة حتى (1377هـ). حينها مكث الشيخ ابن حسن في بيشة (23 عاماً)، وقد بلغ من العلم مبلغاً رفيعاً ليكون رئيس المحاكم في الطائف.

من المهتمين والمتمكنين في علم الفرائض، كما أورد ذلك العوين في كتابه عُلماء آل الشيخ، فقد تتلمذ في هذا العلم على يد الشيخ عبدالله بن راشد الجلعود.

والشيخ ابن حسن شخصية علميّة دينيّة، فلا غرو في ذلك فهو من سلالة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعاً. كان إمام وخطيب جامع الروشن (الحلة الوسطى) ببيشة، وله العديد من الدروس العلميّة. وبلا شك فهناك الكثير من الوثائق التي يحتفظ بها أهالي بيشة أقتطفُ منها ما اطلعت عليه: من عبدالله بن حسن إلى كافة أهل المدرا "المـَدْراء" - وهي قرية أثريّة من قُرى بيشة الجنوبيّة، يقطنها بنو جهم وبنو عامر - السلام وبعد يلزمكم تسلمون الزكاة كاملة زكاة هذا العام والذي عنده زكاة من العام يسلمها تمرا وحبا ومن تأخر عن التسليم يخبرنا "منيس" وهو الشيخ منيس بن ناصر المـقـيـطـيـف الجهمي أمير المـدراء (ت 1414هـ) - و"الموامين" - رجال عُدول من أهل الصدق والأمانة يتم اختيارهم عادة عند تقسيم الأملاك من بيوت ومزارع، وفي إصلاح المتخاصمين لفض النزاع - ونخبر الأمير - يعني أمير بيشة في ذلك الوقت وهو محمد بن عبدالله بن هديان - يرسل خادماً في سيارة وجميع الخسارة على الذي يمتنع والسلام (ختم فضيلة القاضي) 2/ 4 / 1376هـ.

توفي - رحمه الله - في الطائف بعد أن أعياه المرض وذلك في (17 رمضان 1398هـ)، عن عمر ناهز 88 عاماً كما أفادني بذلك ابنه الشيخ حسن، وسجل ابن بسّام وفاته العام (1399هـ).