رحيل شقيقي وسراجي

جريدة الرياض
08-07-2020

إنا لله وإنا إليه راجعون. أخي وشقيقي من أمي وأبي لا أدري هل أرثيك أم أعزي نفسي فيك وأبكيك؟

مساء الأحد الماضي الرابع عشر من شهر القعدة 1441هـ علمت بخبر وفاة أخي العميد المتقاعد عبدالمحسن بن عبد الرحمن محمد التويجري - رحمه الله رحمة واسعة - حال وافته المنية وفي الحال انهصر قلبي كغصن شجرة أنهكه الجفاف وتسربت دموعي من بين جفوني وذهلت نفسي لفقدي أخاً كان يكبرني ولكنه كان لي كالسراج في مقتبل حياتي.

أخي عبد المحسن صحبني بأول رحلة في ليلة مقمرة ونحن لم نزل في سن الطفولة المتأخرة إلى مدينة بريدة برفقة والدنا - رحمه الله - ومنها إلى مدينة الرياض لنلتحق بدور العلم والمعرفة كأمثالنا من أبناء مدينتنا (الشيحية) بالقصيم وبعد سنة دراسية افترقنا ما يقرب من خمس سنوات ثم اجتمعنا وكأننا للتو ولدنا وعشنا سنين وسنين بقرب بعضنا إلى الآخر، واليوم وبقدرة الله نكون قد افترقنا لنجتمع في يوم المعاد يوم يدعونا رب العباد فاللهم اجمعنا مع والدينا في جنات الفردوس.

أخي - رحمه الله - التزم السرير الأبيض منذ سنوات وهو في منزله بسبب مرض ألم به إلى أن وافاه الأجل المحتوم في هذا اليوم، وكان قد التحق بالجيش (وزارة الدفاع) منذ تخرجه كملازم بعد أن تلقى تعاليمه العسكرية في جمهورية مصر العربية (الدفعة الثانية). وخلال عمل أخي في السلك العسكري تنقل بين عدة مدن عسكرية كان آخرها مدينة الملك خالد بحفر الباطن إلى أن أحيل على التقاعد بعد أن خدم دينه ومليكه ووطنه ما يقرب من 25 سنة كان خلالها مثالاً للجد والأمانة والإخلاص في خدمة دينه ومليكه وطنه.

فاللهم يا رب ألهم أبناءه وبناته وإخوانه وأخواته الصبر والسلوان، واجبر مصيبتهم وأحسن عزاءهم واغفر لأبيهم وأخيهم الفقيد عبد المحسن، وأسكنه مع والديه جنات الفردوس، و"إنا لله وإنا إليه راجعون"، والحمد لله رب العالمين.