اللاعبون والطالب المجتهد

جريدة الرياض
31-03-2020

ملفات كثيرة معلقة حتى إشعار آخر بسبب فيروس كورونا الذي ألقى بظلاله على العالم، من بين هذه الملفات سأختار التعليم والرياضة وسأذكر لاحقاً سبب اختياري لهما، تساؤلات كثيرة مطروحة على المسؤولين عن التعليم، هل سيعود الطلاب إلى مقاعد الدراسة؟ وماهو مصير الاختبارات النهائية وكيف سينتهي هذا الفصل الدراسي؟ في الجانب الرياضي تتركز التساؤلات حول مستقبل دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وعن هوية البطل والفرق الهابطة والصاعدة!

حتى كتابتي لهذا المقال، لا توجد أي إجابات حاسمة، فالظروف هي من ستقول كلمتها في النهاية، والأوضاع مستقبلاً ستقرر وتحدد مصير الدراسة والمنافسات الرياضية، لكن ثمة رابط بين هذين الملفين، وهو أن الإيقاف الإجباري للدراسة والرياضة لا يعني بأن الطلاب واللاعبين في إجازة، كون وزارة التعليم وفرت للطلاب منصات إلكترونية للتعلم عن بُعد، وجندت كفاءات تعليمية لشرح دروسهم واستكمال المنهج الدراسي حتى لا يتأثر تعليهم، ويكونوا في أتم الاستعداد إن صدر قرار في أي وقت بالعودة إلى مقاعد الدراسة، لاستكمالها أو لأداء الاختبارات، عندها سيحصد الطلاب المجتهدون الذين اتبعوا التعليمات وأكملوا تعليمهم عن بعد ثمار ما فعلوه، فيما سيدفع الثمن الطلاب الذين حولوا فترة تعليق الدراسة بسبب الظروف الحالية إلى إجازة، وضربوا بتعليمات وتوجيهات مسؤولي التعليم عرض الحائط، لذلك لابد أن يلتزم الطلاب بما هو مخطط له من قبل مسؤولي التعليم، من خلال استكمال تعليمهم عن بعد.

الحال مشابه للاعبين، فالأندية ممثلة في الأجهزة الفنية وضعت لهم برامج إعدادية لأداء تمارينهم في منازلهم، بهدف المحافظة على اللياقة والوزن، هنالك منضبطين كُثر يعرفون مصلحتهم جيداً ويلتزمون بالتعليمات وبماهو معد لهم، لكن في المقابل ثمة لاعبين غير منضبطين أصلاً وهم يتدربون في أنديتهم فكيف سيكون حالهم بعيداً عن عيون الأجهزة الفنية؟ بالتأكيد لن يلتزموا في التمارين، وفي التغذية حدث ولا حرج.

توقيت عودة النشاط الرياضي غير معلوم، بالتالي فور العودة سنميز بين اللاعبين المحترفين حقاً وبين أولئك غير المنضبطين، سنعرفهم من أوزانهم الزائدة، ومن ثم سنشاهد مستوى لياقتهم الضعيف، وفي النهاية لكل مجتهد نصيب، مسؤولو الأندية ومدربوها لا يمكن أن يساووا بين لاعب غير منضبط وآخر ملتزم وجاهز للمرحلة المقبلة، البقاء سيكون للأفضل والأكثر جاهزية، حتى الجماهير ستحاسب المهملين ولن ترحمهم.

بالمناسبة، أحسنت إدارة الشباب صنعاً عندما واصلت عملها واجتماعاتها رغم توقف النشاط الرياضي وحظر التجول في الرياض، إذ عقدت اجتماعها عن بُعد واتخذت خلاله عددا من القرارات المهمة، لم تكتفِ بذلك بل إنها ذهبت لما هو أبعد بالإتفاق مع المدرب الأسباني غارسيا، وذلك ببدء حصص تدريبية للاعبين تحت إشراف الجهاز الفني من خلال الفيديو، وسنّ الشبابيون برئاسة "المحنك" خالد البلطان سنّة حسنة لبقية الأندية، وهو أمر ليس بالمستغرب على البلطان لأنه عُرف بمثل هذه الخطوات الاحترافية المميزة التي تعكس عقليته التي تحتاج لها أنديتنا خصوصاً في هكذا ظروف.