الملك الإنسان.. والسعودية العظمى!

جريدة الرياض
31-03-2020

من نافلة القول إنه لم يكن الخبر مستغرباً لدينا على الأقل وكل من يعرف سيرة ومواقف الملك الإنسان وذلك حينما ظهر وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة معلناً أمر مولاي ‫خادم الحرمين الشريفين‬

‏بتقديم الرعاية الصحية من الدولة وعلاج جميع مرضى كورونا بالمستشفيات العامة والخاصة لعموم المواطنين والمقيمين بمن فيهم مخالفو أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود وبالمجّان، إنّما هو تجسيد عملي وحقيقي لأبلغ معاني رعاية حقوق الإنسان وامتداد لعطاءاته الخيّرة المعهودة لجميع أبنائه من المواطنين وإخوانه من المسلمين، والإنسان أياً يكن ومن كان من البشرية جمعاء في أسمى معاني الأبوة والأخوة والإنسانية المؤطرة بالرحمة والعطاء اللامحدود بأرض أو حدود.

‏مواقف الملك الإنسان وإحقاقه لكل ذي حق ليست حديثة العهد والعبارة الشهيرة (والله ما يردني إلا سلمان) العبارة التي ملؤها الشعور والثقة بالإنصاف وقيام العدل وعدم ضياع الحق والتي لازمت الملك سلمان منذ أن كان أميراً وحاكماً إدارياً على منطقة الرياض منذ عقود من الزمن.

جائحة كورونا كأزمة عالمية لم تكن مهدداً للأمن الصحي العالمي فحسب بل واختبرت مدى واقع وقدرة حكومات دول لطالما وُصفت بالعظمى ومدى قدرة أنظمتها ومؤسساتها على السيطرة على الأزمة وإدارتها فضلاً عن مدى قدرتها الفعلية على تقديم الرعاية الصحية لرعاياها من مواطنيها فحسب وكانت الصدمة الكارثية التي أفجعت الكثير من شعوب تلك الدول والعالم في أكبر الدول التي كانت تنعت بالعظمى واجتاحها كورونا وحتى في أكثر الدول ديموقراطية، كم صُدمت شعوبها حينما ظهر من مسؤوليها من أعلنها على الملأ (استعدوا لفقد أحبائكم) وبين من أعلنت عن عجزها لاستيعاب نظامها الصحي ومستشفياتها لكل مواطنيها والاكتفاء باستقبال المستشفيات للأصغر سناً دون كبار السن، وبين دولة أخرى تطلب من مواطنيها فحسب بألا يتوجهوا للمستشفيات إلا في الحالات الطارئة فقط يأمر في المقابل الملك الإنسان بمعالجة جميع مرضى كورونا وتقديم كامل الرعاية الصحية الشاملة واللازمة لعموم المواطنين السعوديين والمقيمين من الأجانب على أرض المملكة على مختلف أديانهم ومشاربهم وجنسياتهم ودون استثناء حتى مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.

هذا الخبر البالغ قمة الإنسانية يعبر عن عظمة المملكة كدولة تقود حقيقة وفعلاً حقوق الإنسان ورغم أننا صراحة لم نكن نأبه لكل الحملات الإعلامية المدعومة بأجندة سياسية معادية سلفاً وكانت تهاجم من خلال بعض منظمات الحقوق العالمية المشبوهة باسم حقوق الإنسان ولكن نستنكر واقع التعاطي الإعلامي مع خبر إنساني عالمي كهذا!

تلك المنظمات المسيسة والإعلام المدفوع الذي يخدم أجندتها السياسية لم يترك شاردة أو واردة حتى في أصغر القضايا الفردية التي تقع في المملكة كشأن داخلي، ويقع في المقابل مثلها عشرات بل ومئات الوقائع المشابهة وأنكى وأدهى في دول أخرى دون المملكة ويمارسوا ضد شعوبهم أبشع الممارسات العرقية والدينية والعرقية والطائفية والتمييز العنصري وبوقائع مسجلة ومشاهدة على مرأى العالم وتلك المنظمات المشبوهة، وقد أثبتت أزمة كورونا أكثر أن تلك الشعارات الإنسانية الرنانة باسم حقوق الإنسان وذلك التشنيع المتحيز فقط ضد المملكة ما هو إلا فعلاً خدمة لتلك الأنظمة التي تمول تلك المنظمات أو تدعمها لتحقيق مآربها السياسية، ففي حين أن أبسط تلك الشعارات الرنانة حتى أكثر الدول التي كانت تسمى بالعظمى لا تمارسها بالحد الأدنى إنسانياً في المقابل سجلت السعودية العظمى وأثبتت حقيقةً وواقعاً تطبيقها للعدالة الاجتماعية والمساواة ليس بين من لهم حق فعلياً عليها فحسب من مواطنيها بل والإنسانية جمعاء.

حفظ الله الملك الأب من قال:"‫الإنسان أولاً" وفعل، وأمد الله في عمره وأدام عزّ السعودية العظمى.