يدك سبيل نجاح مقابلتك

جريدة الرياض
30-03-2020

هل تبحث عن عمل؟ هل ترغب في وظيفة غير وظيفتك؟ لدي نصيحة لك إذا حصلت على مقابلة شخصية، فغير الاهتمام بالأشياء المعروفة كالمظهر الحسن والأجوبة الرصينة والسيرة الذاتية الأنيقة فهناك عنصر إياك إياك أن تهمله، يحصل قبل أن تبدأ المقابلة، وهو المصافحة.

ليست المصافحة مجرد تحية روتينية تتخلص منها لتبدأ المقابلة، فهي تعطي الانطباع الأول للمقابِل، والانطباع الأول له أهمية فائقة، والسبب أن الناس يحكمون على الشخص من أول نظرة. هذه من الحقائق المفاجئة التي أتى بها كتاب «خرافة الكاريزما»، فمن أول انطباع فإن الناس يحكمون على ما لديك من ذكاء، ومستوى اجتماعي واقتصادي، والثقة التي تستحقها، وكفاءتك، في ثوانٍ قليلة، لكن تأثيرها يمتد سنيناً. ولكن لماذا يطول هذا الانطباع لهذه الدرجة؟ لو أنك بلا قصد تركت انطباعاً سيئاً لمن أمامك أليس بوسعهم أن يغيروا نظرتهم لك بعد أن يتعرفوا عليك؟ إنه ممكن، لكن الطبيعة البشرية آلياً تأبى ذلك، لأن الإنسان يفضّل أن يكون محقاً على أن يغير رأيه، وتصحيح الانطباع نوع من تغيير الرأي. الشخص يبحث عن أدلة فيك تبرهن أن نظرته الأولى صائبة. كل شيء تفعله أو تقوله بعد ذلك يمر عبر ذلك المنظار.

السبب الثاني لإصرار الشخص على الاحتفاظ برأيه من النظرة الأولى هو أنه غالباً محق! إن تجارب علمية وجدت أن الناس أصابوا في تقييم 9 من 10 خصال بمجرد النظر لصورة واحدة، منها خصال الانفتاح، والمصارحة، والضمير، واللطف، والاستقرار المشاعري، والمحبوبية، وتقدير الذات، وغيرها. نظرة لصورة واحدة لشخص جعلتهم يكوّنون فكرة صحيحة عن كل هذه التسع وأكثر!

الكثير من الرؤساء التنفيذيين ومسؤولي التوظيف والموارد البشرية يُقرّون أنهم يتخذون قرارهم عن طالب الوظيفة فور رؤيته. يقول أحدهم: «بقية المقابلة مجرد مظهر ورسميات، فقد كوّنت رأيي من أول الثواني». لذلك عليك الاهتمام بكل ما يعطي انطباعاً أولياً طيباً، ونأتي للمصافحة، فخبراء الإدارة في جامعة أيوا الأميركية وتدعمهم دراسات أخرى حللوا المقابلات التوظيفية ووجدوا أن المصافحة أهمها، فقد كانت أهم من أن تكون لطيفاً وصاحب ضمير ومستقر مشاعرياً.

نصيحة أخيرة: في ظل انتشار كورونا، لا تسلّم على أي شخص، ولو فاتتك الوظيفة!