مسيرة نجاح لا تنتهي

جريدة الرياض
30-03-2020

تبدو مسيرة برنامج التحول الوطني للمملكة «ناجحة» في مضمونها وأهدافها، و«مبهرة» في تطلعاتها وإنجازاتها التي تتوالى منذ الإعلان عن تبني رؤية 2030 قبل نحو أربع سنوات، حتى يومنا هذا.

المملكة نظرت إلى رؤيتها على أنها «خارطة طريق»، تُعيد بناء الاقتصاد السعودي على مرتكزات قوية ومستدامة، وتجعله في صدارة اقتصادات منطقة الشرق الأوسط، وضمن أقوى اقتصادات العالم الأول. ولم تنس الرؤية أن تُشرك الجميع في المهمات المطلوبة، بدءًا من مؤسسات الدولة ومرورًا بالمواطنين، وانتهاءً بالقطاع الخاص، وهنا ظهرت الحاجة إلى إطلاق برنامج التحول الوطني كأحد البرامج التنفيذية للرؤية.

وتبقى النجاحات التي حققها برنامج التحول الوطني ملموسة للجميع، ولم تكن لتتحقق على أرض الواقع لولا اقتناع الجميع بجدوى هذا البرنامج وأهدافه النبيلة في تعزيز الممكنات الاقتصادية، وتحقيق التميز في الأداء الحكومي، والارتقاء ﺑﻤستوى الخدمات المعيشية، من خلال تسريع وتيرة وتنفيذ مشروعات البنية التحتية الأساسية والرقمية، وإشراك المستفيدين في التعرف على التحديات، وابتكار الحلول، ومساهمتهم في التنفيذ، وتقييم أداء البرنامج.

من الصعب حصر كامل إنجازات برنامج التحول الوطني، لكثرتها وتنوعها وشموليتها، بيد أنه يمكن تلخيصها في إطلاق عدد وافر من المبادرات والبرامج والمراكز والمنصات الإلكترونية التي تنهض بأداء مؤسسات الدولة الاقتصادية والاستثمارية، وتُحسن خدماتها، مع الاهتمام النوعي بتحفيز القطاع الخاص ودفعه إلى أن يكون مشاركًا بفعالية في المنظومة الاقتصادية للدولة، فضلًا عن دعم القطاعات الاقتصادية في المملكة.

صعوبة حصر إنجازات البرنامج الوطني لا تمنع مطلقًا من التركيز على أبرزها، مثل تحقيق المملكة المركز الأول عالميًا في إصلاحات بيئة الأعمال، وتعزيز التنافسية في هذه البيئة محليًا ودوليًا، وتحسين أداء المشروعات في القطاع الخاص، وما سبق أثمر أن تكون المملكة ضمن أبرز 10 دول في قطاع التجارة الإلكترونية، يضاف إلى ذلك رفع مستوى الحماية في ممارسة الأعمال، وإصدار نظام الامتياز التجاري، وإصدار النظام واللائحة التنفيذية لنظام الرهن التجاري.

وأحرز برنامج التحول الوطني تقدمًا طبيًا في زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، وزيادة حصتها في القوى العاملة.. التقدم نفسه تكرر في آلية إنعاش القطاع الاستثماري بالمملكة، وتعزيز الاستثمارات في القطاع السياحي، وتعزيز مكانة الدولة كوجهة سياحية، تضاف إلى ذلك جهود البرنامج في الارتقاء بقطاع التطوع، وزيادة أعداد المتطوعين في المملكة إلى ما يتجاوز 192 ألف متطوع. ويبقى مسلسل إنجازات برنامج التحول الوطني مستمرًا، حاصدًا النجاحات النوعية التي ستصنع قطاعًا اقتصاديًا وطنيًا مثاليًا قادرًا على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في بيئة عمل مشجعة على الإنتاج.