يوميات العيش مع كورونا!

جريدة الرياض
29-03-2020

تابعت فيلماً وثائقياً بعنوان «بكين يوميات العيش مع كورونا» على قناة العربية، بداية الفيلم تحكي قصة زوجين؛ الرجل يتحدث بقوله إنه «تقرير من الحبس»، فهو تجسيد مؤلم لما تم بمدينة «بكين» الصينية، كنت أتابع الفيلم والشريط الإخباري للقناة يتصاعد بأعداد الوفيات في إيطاليا حيث وصل وقت مشاهدة التقرير يوم السبت مساءً لأكثر من «10» آلاف متوفى، وكذلك الحال مع دول أخرى في تسابق مميت مع ضحايا كورونا المستجد.

كانت تقريباً الساعة الثامنة مساء، وأنا في غمرة المشاهدة والحي الهادئ الذي أسكن فيه لفت انتباهي تهافت أبنائي على الشباك الخارجي وترديد النشيد الوطني، وهي مبادرة تمت الدعوة لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحقيقة لم أكن أتوقع أن تكون الحال كما شاهدته وخصوصاً من جيراننا، شعور إنساني ألم متابعة الأخبار المتوالية عن هذه الجائحة التي أصابت العالم، وعدت لشبكات التواصل الاجتماعي واستمتعت بما شاهدته بعفوية وجمال يضاف لجمال تماسكنا وتفهمنا بالسعودية للظروف التي تحيط بنا.

أعود للفيلم والزوجة تتحدث عن فقدناها للروتين اليومي بوضع أحمر الشفاه مع ظروف لبس الكمام والصعاب التي يواجهونها، حتى أنه عند خروجهما من المنزل أشارا إلى أن عدم وضع الكمام قد يعرضهما للسجن، وهذا الأمر يعطي دلالةً للحزم الذي قامت به السلطات الصينية ونجحت في احتواء انتشار المرض، وما الإجراءات السريعة والجريئة التي قامت بها بلادنا إلا استكمال للاستفادة من التجارب والمحافظة على حياة الناس.

يوميات العيش مع كورونا في الرياض أو أي مدينة بالمملكة تحمل الكثير من القصص، والكثير من العبر والكثير من الأمور التي تستحق أن تكون داخل برامج وثائقية تصور الجانب الآخر الذي طرأ على حياتنا فجأة، وتأقلمنا معه بانسيابية وتفهم، فلا غرابة أن تتناقل وسائل الإعلام العالمية اللقطة المؤثرة للطبيب وابنه الذي يستقبله بعد عودته للمنزل من المستشفى ولا يستطيع أخذه بالأحضان كما اعتاد، شعور مؤلم اعتاد عليه الصغير ولا يعلم ماذا يحدث، الأب يعيش مرارة الاشتياق والخوف من عدوى الصغير، تابعنا من يبكي بألم لفقدان الصلاة بالمساجد وتابعنا من يتألم لعدم السلام على والديه وتابعنا كيف وبأسلوب حضاري تفهم المواطن والمقيم لما تم اتخاذه ووصلنا بالوعي لدرجة نفتخر بها، وسنتذكر تفاصيلها قريباً بإذن الله مع زوال هذه الأزمة.

التجربة السعودية تستحق التوثيق، تفاصيل الحياة تحت الحظر ستكون مادة ثرية لفيلم يحكي تفاصيل رائعة عن السعودية وأهلها، الأمر ليس من السهولة ولكن ليس صعباً أيضاً!