التوعية المالية بالمنهج الدراسي

جريدة الرياض
25-01-2020

من خلال ممارستي الكتابية على مدى أكثر من عقدين من الزمن، ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي "تويتر - انستغرام - فيس بوك - سناب شات خاصة" أجد أن الوعي المالي والاقتصادي بكل جوانبه وأنواعه بحاجة إلى إعادة نظر من حيث رفع المستوى، ورفع مستوى الوعي "المالي والاقتصادي" ليس لإيجاد أو توقع أن الجميع سيكون مدركاً له أو واعياً به بتفصل ودقة، فهذا ليس الهدف النهائي، ولكن الأهم أن يكون هناك "وعي ومعرفة" وبخطوط عريضة وشيء من التفصيل، حين يكون هناك معرفة بمعنى "حسابات بنكية، ادخار، استثمار، صناديق استثمارية، ناتج قومي محلي، ديون، ميزانية، إيرادات، شركات مساهمة، سوق مال أو بورصة، شركات قيادية، سندات صكوك، وهكذا" هذه المصطلحات بحاجة ليعرفها الجميع، ولا أقول يتخصص بها، وهذا يبدأ "يجب" من المراحل الابتدائية وأضع "بتقديري" أن تبدأ من رابع ابتدائي كـ"مادة" دراسية "نشاط" أن يعرف الطالب مصطلحات بسيطة جداً مثال "ماذا يعني مصروف، ادخار، بنك، وهكذا" حتى مرحلة سادس ابتدائي، ثم المتوسط يرفع المستوى أكثر في الوعي المالي والاقتصادي، والثانوي يرفع أكثر، حتى نصل لمرحلة أن لا يكون هناك "جهل" لدى الطلاب بأي مصطلح مالي أو اقتصادي، ويعرفون باطلاع وفهم لكل مصطلح، ومن يريد المزيد يدخل المجال الدراسي بتخصص وعمق أكبر.

قد يسأل الكثير، ما أهمية الوعي المالي والاقتصادي للطلاب والطالبات؟ ما هي القيمة المضافة؟ والرد هو: أنه مهم جداً لرفع مستوى الوعي والمعرفة، حتى ننمي أهمية الادخار، والاستثمار، والأمان في الاستثمار، حتى لا ينزلق الكثير بسبب قلة المعرفة أو الجهل في هدر ماله إما بطريق الصرف أو الاستثمار الخاطئ، وأن يعرف ما تقوم به الدولة من جهد وعمل لتوفير الإيرادات ويفهم ويدرك معنى الدعم وكيف تُوفر الإيرادات والمصروفات، وأن لا يكون غير مطلع أو عارف بتفصيل مرضٍ ومقنع، ولا يحتاج أن يسمع من أحد قد يصيب وقد يخطئ، بل هو من يقيّم ويعرف ذلك جيداً، رفع مستوى الوعي المالي والمصرفي، يفيد الفرد نفسه كيف يتعامل مع دخله وصرفه وادخاره ويضع أولوياته، وأن يعي اقتصاد بلاده بفهم لكل المتغيرات ويدرك المصاعب والتحديات التي تواجه الدولة وكل قرار يصدر يفهمه ويدرك ماذا يعني، ولا يتأثر بأي تأثيرات سلبية، رفع مستوى الوعي المالي والمصرفي برأيي ضرورة من التعليم يبدأ، لرفع مستوى الثقافة المالية والاقتصادية للجمهور ويكون أكثر وعياً وإدراكاً، لكي يميز ويتخذ قراراته بنفسه لمستقبله واستثماره.