لبنان بين عنفين

22-01-2020
تعاني السلطة الحاكمة في لبنان من داء الإنكار، وترفض التعامل مع التشخيص الذي قيّم حالة الجمهورية في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، ومنذ ذلك التاريخ وإلى الآن تصرُّ على نكران العوارض المَرضية في جسد الدولة، ولجأت إلى التواطؤ فيما بينها لعلها تخرج مجتمعة بكل تناقضاتها وعداواتها بأقل الخسائر، ورغم شيخوختها المبكرة تتوهم الغلبة على يفاعة الثورة، يفاعة لا يمكن تحجيم نموها، لا في امتدادها الأفقي ولا في بنائها العمودي، بعدما اجتمعت مكوناتها دون شروط، وغابت الفوارق الاجتماعية والمعرفية والمادية، فتماسكت على مواجهة أمراض السلطة المستعصية حتى لو كان آخر الداء الكيّ.