‏ثقافة الظواهر

جريدة الرياض
12-11-2019

‏بحثاً عن الإثارة 

‏وتناسياً للجودة والجدارة

‏حقيقة مؤلمة يعيشها عدد كبير من الناس

‏بما فيهم المثقف والكاتب.. 

‏فما يحدث اليوم هو أننا نعيش زخماً هائلاً مما يعرف بثقافة الظواهر 

‏تبدأ ظاهرة يجعلونها مشكلة مستقلة

‏يصنعون لها فروع عدة، وهنا يبدأ دورنا كمجتمع

‏ نضيع نصف وقتنا في متابعة ظاهرة تلو ظاهرة

‏ تتكاثر علينا الظواهر. 

‏والسبب واحد لا يلتفت إليه أحد

‏أتدرون لما..؟  

‏لأن الدافع أصلاً للحديث عن كل هذه الظواهر 

‏الإثارة 

‏أو الترفيه الاجتماعي 

‏أو الاستعراض اللغوي، 

‏أو أي شيء لا علاقة له بالمعرفة الأصيلة 

‏ذات الالتزام الثقافي والاجتماعي.

‏مما قرأت أن شاباً أميركياً سأله أستاذه عن الصين فلم يعرفها، ثم سأله عن اسم رئيس دولته فلم يعرفه

‏ومثله كُثر، أصبح لديه هذا الخواء المعرفي 

‏وبكل مرارة وألم، نحن نتجه إلى ذات الخواء، 

‏فبعض شبابنا لا يعرف أركان الإسلام وواجباته 

‏لايميز بين بعض معايشه حلاله وحرامه.

‏فقد أصبح لدينا شخصيات عالمة بكل التفاهات الصغيرة وما حولها، شخصية أصبح جل ثقافته سنابة مختصرة أو تغريدة متبلورة، ومقاطع يوتيوب ساخرة ‏شخصيات ليس لعقليتها ركائز وليس لها تصورات شاملة 

‏ولا تمتلك مرجعية ثقافية 

‏من قيم وعادات وتقاليد

‏ تقيس عليها وتميز بين غثها وسمينها. 

‏أصبح بعض جيلنا يتحول شيئاً فشيئاً إلى كائن مبرمج ‏يعرف فقط أين وعاء طعامه ومكان مرقده وساحة لعبته ‏ضُيعت الأوقات، وضاعت جميل السمات ‏كثرة اللامبالاة.

‏ولم يعد الرجل يطمح لتحقيق آماله

‏ولا يُقدر أو يزن أفعاله ..

‏فيا ترى 

‏ماذا هؤلاء الثلة فاعلون وإلى أين متجهون 

‏وهم بمثل هذا الظواهر مكبلون.

ف‏متى يستوعبون وأن كل ذلك يجعلهم بحق مستعمرون ‏في أفكارهم، في أفعالهم 

‏حتى يلقون حتفهم على ذلك الحال وهم لا يعلمون.