بين المونديال والسياسة

13-07-2018

الرياضة والسياسية وجهان لعملة واحدة من الصعب فصلها، وذلك بسبب شعبية كرة القدم وحجم الأموال التي يتم جنيها كل عام.

ومن أهم الأحداث في كأس العالم المرتبطة بالسياسة هي الحملة الإعلامية التي حدثت في مونديال 1934 في إيطاليا، حيث استغل موسليني استضافة بلاده للحدث العالمي لعمل بروباغندا إعلامية قوية عن النازية والفاشية. وقد نجحت إيطاليا في كسب البطولة حينها.

أما في بطولة كأس العالم 1938 في فرنسا، فقد كان الأمر أشد وطأة على المنتخب الإيطالي بسبب تدخلات موسليني المتكررة في المنتخب، وكراهية الجماهير، والمظاهرات التي عمت باريس ضد القائد الفاشي. ففي دور الثمانية عندما لعب الفريق الإيطالي مع الفريق الفرنسي أمر موسليني منتخب بلاده بتغيير زيهم من الأبيض إلى الأسود لرمزيته للقوات العسكرية الفاشية الخاصة، وليس هذا فحسب، فقد أمر اللاعبين بأداء التحية الفاشية قبل انطلاق المباراة، في تحد واستهزاء بالجماهير الفرنسية الحاضرة. وعشية المباراة النهائية وصلت برقية من الدكتاتور الإيطالي للاعبي منتخبه فحواها «إما الفوز ، أو الموت». كسب الفريق الإيطالي البطولة، ليتوقف بعدها المونديال 12 عاما بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، واستؤنف عام 1950 في البرازيل.

أما على صعيد الأندية الداخلية في الدول، فلا يوجد اضطهاد سياسي قاس كما حدث مع فريق برشلونة الإسباني إبان حكم ديكتاتور إسبانيا فرانشيسكو فرانكو وتأييده المطلق لريال مدريد. وهذا يعود لأسباب سياسية واضحة، أهمها عدم خضوع إقليم كتالونيا للقائد المطلق فرانكو، فكانت الحكومة الإسبانية تحاول السيطرة على إقليمي كاتالونيا والباسك، فتم منع تداول اللغة الكتالونية، وحظر إنشاء طوابع كتالونية أو استخدام العلم الكتالوني.

بدأت مظاهرات من نادي برشلونة ضد الرئيس الإسباني، فتم قصف مقر النادي عام 1936 واعتقال رئيس برشلونة في تلك الفترة «جوسيب سانيول» وإعدامه دون محاكمة، وتعيين رئيس جديد لبرشلونة يدين بالولاء لفرانكو، كذلك تم منع الأندية الكتالونية والباسك من استقدام أي لاعب من خارج الإقليم وتعطيل تنقلات اللاعبين.

من أهم المباريات التي تبين التدخل السياسي بكرة القدم مباراة ضمن كأس الجنرال «كأس الملك حاليا» التي فاز فيها ريال مدريد 11-1 ضد برشلونة عام 1943، واتضحت أسباب هذه الخسارة النكراء «10 أهداف في الشوط الثاني» بعدما كشف لاعبو برشلونة عن اقتحام أحد قادة القائد فرانكو غرفة اللاعبين بين الشوطين، حيث هددهم بالقتل في حال حصولهم على البطولة. تم اعتماد نتيجة المباراة رسميا في سجلات الاتحاد الإسباني وناديي برشلونة وريال مدريد، إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يرفض حتى الآن الاعتراف بها.

وعلى صعيد مونديال 2018 في روسيا، لا يوجد رسائل تهديد ولا حملات إعلامية سياسية، وإنما أخبار عن تواجد القادة والسياسيين لدعم منتخباتهم الوطنية. وباتت رئيسة كرواتيا كوليندا غرايار من أهم الأخبار التي يتم تداولها عن المونديال وتتصدر عناوين حماسها ودعمها لمنتخب كرواتيا الوطني عناوين الصحف والتغطيات الإعلامية. فقد عبرت بشكل واضح عن فرحتها ونزلت لغرف الملابس واحتفلت مع اللاعبين خلال مباراتي كرواتيا والدنمارك، وكرواتيا وروسيا، واستعانت كذلك بمواقع الوسائل الاجتماعية لتهنئة وتحفيز اللاعبين والشعب الكرواتي، وعبرت عن إيمانها التام بالفوز بالبطولة. وتبقى لرئيسة كرواتيا مواجهة رئيس فرنسا إيمانيول ماكرون خلال اللقاء النهائي.

ReaderRiy@