الزهايمر والشعب الآيسلندي

11-04-2018

آيسلندا دولة أوروبية جميلة تقع في شمال المحيط الأطلسي، وتعتبر ثاني أكبر جزيرة في أوروبا بعد بريطانيا العظمى، ومن غرائب هذا البلد أن جميع سكانه يرجعون إلى نفس الشجرة العائلية.. أي جميعهم اقرباء لبعضهم البعض، فهم يعودون الى الشعوب الجرمانية، وتحديدا إلى قبائل (الفايكنغ) الذين كانوا يشكلون ملاحي السفن والمحاربين في شمال أوروبا.

شعب آيسلندا يستحق من العالم كل الشكر، ليس لأن آيسلندا هي الأخيرة عالميا في معدلات الجريمة فحسب، بل لأن هذا الشعب يتعاون مع العلماء لإيجاد علاج لمرض السرطان وربما مرض (الزهايمر) ايضاً، ذلك المرض الذي لا يوجد له علاج حتى هذا اليوم، فقد قام نصف عدد سكان ايسلندا البالغ عددهم حوالي 330 الف شخص بالتبرع بعينات جينية للمختبرات هناك، لأنه يعتقد أن واحداً بالمائة من السكان لديهم جين خاص بحسب الباحثين، وهذا التعاون قد يدفع عجلة العلاج الجيني الى الأمام، وبسببه يقول العلماء: انه في خلال السنوات الخمس القادمة سنتمكن من ايجاد علاج نهائي لمرض الزهايمر.

يوجد في العالم حوالي 44 مليون انسان يعاني مرض الزهايمر، وتقول احدى الدراسات ان ثلث من ولدوا في بريطانيا عام 2015 سيصابون بمرض (الزهايمر)، أما في بلادنا، فيتوقع أن يكون عددهم 50 ألف مريض.. ولكن ما هو (الزهايمر)؟

إنه خرف الشيخوخة، الذي اكتشفه الطبيب الألماني ألويس الزهايمر، في عام 1906، وهو ينجم عن أمراض المخ، ويصيب الخلايا العصبية بالتآكل، ويسبب تراجع الذاكرة ويؤثر على التفكير والسلوك، ويزداد مع تقدم العمر، وأسوأ ما يحدث لمرضى الزهايمر هو فقدان الحميمية وعدم تذكر أقرب الأقرباء، ومن أشهر من أصيبوا بهذا المرض الرئيس الامريكي الاربعون رونالد ريغان، والفنان الكبير عمر الشريف، ويرى بعض العلماء ان مرض الزهايمر ناجم عن مزيج من عوامل وراثية وعوامل اخرى غير وراثية، كما يقول خبراء التعامل مع المصاب بالزهايمر، حاول أن تمنحه الثقة وتجعله يعتمد على نفسه، ولا تجعل عاطفتك تدفعك للقيام باعماله بدلا عنه، لأنك إذا اعطيته هذه الفرصة فإنك تمنحه الشعور بقيمته، مع مساعدته عند الضرورة بين الحين والآخر، وتذكر أن المصاب بمرض الزهايمر ربما يعاني الضيق بسبب فشله في القيام ببعض المهام الخاصة التي كان يعملها قبل اصابته بالمرض، وقد يحتاج إلى الطمأنينة والدعم العاطفي بواسطة التحدث معه ورفع معنوياته.

الشعب الآيسلندي يستحق كل الشكر، فنصف هذا الشعب تدافع الى المختبرات للتبرع بالعينات من اجل ايجاد علاج لهذا المرض المستعصي الذي يتوقع اكتشاف علاجه خلال السنوات القليلة القادمة، والشكر موصول للجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر التي رغم قصر عمرها إلا أنها تكافح باستمرار من أجل رفع الوعي الصحي والاجتماعي بمرض الزهايمر وتقدم الدعم والمساندة للمرضى وذويهم وتسعى لتأسيس أول دار تمريض متخصصة لمرضى الزهايمر في بلادنا.