بثينة خليفة قاسم - شعار معركة الموصل

28-10-2016

زبدة القول

 تركيا تريد المشاركة في معركة تحرير الموصل بحجة الخوف من نشوب معارك طائفية هناك بعد انتهاء المعركة مع داعش، وإيران تريد المشاركة في المعركة عن طريق مليشيات ما يسمى بالحشد الشعبي، رغم أنها ليست بحاجة كبيرة لذلك، فهي في كل الأحوال تمسك مفاصل الدولة العراقية وتديرها من الباطن بالنيابة عن الولايات المتحدة الأميركية. والولايات المتحدة تارة تؤيد الحكومة العراقية في رفضها مشاركة تركيا في العملية وتارة أخرى تطلب من العراقيين أن يوافقوا على هذه المشاركة، وبين هذا وذاك تقوم أرتال المركبات التابعة لداعش بشق طريقها إلى سوريا تحت حماية القوات الأميركية في طريقها إلى الرقة السورية بعد أن انتهت المهمة في العراق.
الكل يشارك في مسرحية الموصل للاستفادة من قاعدة أن الأرض لمن يحررها، وهذا أمر أصبح مؤكدا. الأكراد أيضا ليسوا بعيدين عن المسألة فهم يريدون الحصول ولو على جزء من هذه الكعكة العراقية التي سيتم تقسيمها.
ما يهم الأميركيين في هذه المسألة أن تتم عملية التقسيم، خصوصا أنهم سبق أن أعطوا الضوء الأخضر لقيام دولة مسيحية في نينوى.
ويعد نقل داعش إلى الرقة بمثابة نقل مشروع التقسيم نفسه من العراق إلى سوريا، بعد أن بات تقسيم العراق في حكم المؤكد.
ما يدهشني هنا ليس غياب العرب عن مثل هذه المشروعات التقسيمية التي تقوم بها وترعاها الولايات المتحدة وتقدمها هدايا لإيران، ولكن ما يدهشني هو أن هناك دولا عربية لا تزال تمضي في طريق الانتحار وأن هناك شعوبا عربية لا تريد أن تستوعب ما جرى لغيرها.