عبدعلي الغسرة - لبنان وأزمة الرئاسة

28-10-2016


وقف دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري شامخًا أمام أتباعه ومناصريه، مُعلنًا مبادرته من أجل إخراج لبنان ومؤسساته من أزمة حلت به بعد أن بات الكرسي الأول شاغرًا، لم يكن يُريد السلامة لنفسه وإنما لبلاده المأزومة بحفنة من السياسيين، وقف من أجل لبنان وشعبه ومن أجل شفاء لبنان من أزماته التي افتعلتها القوى الطائفية والمناطقية.
لم يكن قرار سعد الحريري سهلاً عليه، بل صعبًا على نفسه وعلى لبنان، لكن الأصعب منه أن يظل لبنان بدون رئيس، قراره كان من أجل لبنان ومؤسساته، إنه اختيار وطني وأخلاقي بغض النظر عن شخصية المرشح وتاريخه، وما عساه أن يفعل حين يرفض الآخرون أي اختيار لأي مُرشح من قبله؟ وإلى متى سيكون الكرسي الأول شاغرًا؟  وكلما أتى بمبادرة صادروها بطائفيتهم وحماقتهم السياسية، عليه أن يحمي لبنان ويعمل المستحيل من أجل إنقاذه، فجاء اختياره بما رفضه هو واختاره أولئك، فأصاب أولئك الذهول. الحريري أراد بناء وطن ودولة، إنها وقفة وطنية لأجل استبدال الفراغ المأزوم من قبل القوى الطائفية، بوقفته يتجاوز كل المعوقات والعثرات التي شلت العمل السياسي والوطني في لبنان. لقد آن الأوان لأن يسير الجميع خلف رأي الحريري من أجل استبدال قوى الأمر الواقع بمشروع الدولة الوطنية العربية، دولة القانون والمؤسسات والحريات والديمقراطية والعدالة وتكافؤ الفرص.