أحمد سند البنعلي - إن “لو” تفتح عمل الشيطان

26-10-2016

ومضات

لقد جاء هذا الموقف متأخرا جدا، فما وصلت إليه جمعيات وعد والتقدمي والقومي أخيرا، الذي ورد على لسان رضي الموسوي حول موضوع الحكومة، أمر تحدثنا عنه منذ سنوات، وتمنينا عليهم الإقرار به ولكنهم كانوا يستهزئون بما كنا نقول، ويرون في وجهة النظر تلك أنها موقف لا ديمقراطي، ولكنهم الآن وصلوا إلى هذه النتيجة بعد تأخير طويل.
لن نناقش كيف كان طلبهم سابقا يتعارض مع الديمقراطية الإنسانية في الكثير من الأحيان والنتائج، فذلك أمر تحدثنا عنه كثيرا من قبل وله موقع آخر يمكن التفصيل فيه، ولكننا نقول “لو”، مع أن لو تفتح عمل الشيطان كما نعرف، لو أنهم كانوا قد وصلوا إلى هذه النتيجة خلال جلسات الحوار لما توقف على الشكل الذي وصل إليه، ولما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، فلو أنهم فهموا هذه القضية حينها لاستمرت الجلسات بصورة يريدها المجتمع والمواطن الذي خسر كثيرا بعدم فهمهم الكثير من المبادئ المطروحة عليهم حينها.
حاولنا كثيرا مع ممثلي تلك الجمعيات ونصحناهم بعدم وضع العصا في العجلة وإعاقة الجلسات بتبني مبادئ لا تصلح لخصوصية مجتمعنا في الحوار ووضعها على رأس جدول أعمالهم ولكن الإصرار والتعنت كان الموقف الذي قابلناه حينها، ربما كانت عندهم أسباب مختلفة حينها دفعتهم لذلك الموقف ثم انتفت تلك الأسباب ووجدوا أن الحق ليس مع ذلك المبدأ بل مع المواطن الذي يعاني من تعنتهم.
هنا ينبغي لنا التساؤل عن الأسباب وراء التخلي عن ذلك المبدأ، هل هي قناعة متأخرة بعدم صحته وانتفاء تناسبه والوضع المحلي، وبالتالي نزعه من الجدول نهائيا ومن ثم البحث عن البديل، أم أن في الأمر أشياء أخرى، بمعنى تقديم السبت كما يقول المثل المصري، أم قناعة متأخرة بأن ما جرى على الساحة المحلية طوال السنوات الماضية كان خطأ من جانبهم في الجمعيات وأنهم فهموا خطأهم الآن ويريدون العودة إلى الحقيقة التي كانت غائبة عنهم طوال السنوات السابقة، أم محاولة الابتعاد عن ما هو قادم، أم ماذا؟
شخصيا أتمنى أن يكون الموقف الجديد مصحوبا بالكثير من المواقف المستجدة وعلى رأسها التأكيد على خطأ النهج السابق... والله أعلم.