شفيقة الشمري - سمو الأمير خليفة بن سلمان والسياسة الاستباقية  

17-10-2016

بلا رتوش

المتابع الجيد لتصريحات سمو الأمير الوالد خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه يعرف تأكيد سموه المستمر على أهمية العمق الآسيوي لدول الخليج العربي دون إهمال العمق الافريقي، فسموه حاصل على درع الاتحاد الافريقي نتيجة اهتمام ودعم سموه الشخصي توطيد العلاقات مع الدول الافريقية وجهود سموه لتعزيز أجواء السلام والاستقرار، والدفع بجهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في بلدان العالم، لكن أود هنا في هذا المقال أن أركز على العمق الآسيوي، فقد كان سموه يؤكد دوما أهمية توطيد العلاقة مع الدول الآسيوية، فسموه من الداعمين الرئيسيين لمنتدى الحوار الآسيوي الذي يعتبر من دعائم التقارب بين الدول الآسيوية، وتعزيز قدرتها على التعامل مع التحديات الاقتصادية التي يمر بها العالم، رؤية الأمير الوالد للملف الآسيوي متفردة وعميقة وكانت بمثابة خارطة طريق لكل من يؤمن بأهمية إيجاد أسواق بديلة متجددة، لاسيما بعد التوجه الأميركي المخادع صوب العمق الآسيوي وترك منطقة الشرق الأوسط للوكيل الفارسي ليقود على الأرض ما يسمى “الحرب على الإرهاب” وهو منبع الإرهاب الأول في العالم.
ولطالما أكد سمو رئيس الوزراء أن القوى الآسيوية الكبيرة أكثر ثباتا وحكمة من غيرها، وهذا ما أثبتته الأيام بعد أن فشلت أميركا وأوروبا في جر الصين الى مستنقع الشرق الأوسط (سوريا مثالاً)، كما دخلته روسيا منذ اكثر من عام ولا تزال تعاني من إشكالية الخروج منه بأقل الخسائر، كما أن الفلسفة الاستباقية الحاضرة في تصريحات سمو رئيس الوزراء حفظه الله كانت دوما تشير الى أن العلاقات التجارية الأحادية مع أوروبا وأميركا تجعل دول الخليج العربي أقل مرونة في المناورة في الأوقات الحرجة، لذا كان يشيد سموه بالانفتاح على الصين واليابان وكوريا والهند وباكستان وتايلند وتركيا وباقي الدول الآسيوية، في وقت كان يتسابق فيه بعض القادة العرب للانفتاح غير المشروط على أميركا وأوروبا، ولأن سموه يدعم مشروع الاتحاد الخليجي، ومن الداعمين الكبار للسياسة السعودية الحكيمة كان دوره المحوري والحكيم في إعادة الدفء للعلاقات التايلندية السعودية في مبادرة كبيرة من زعيم استثنائي كبير، فشكرا أيها الأمير الحكيم لأنك كنت الأول في التعريف بأهمية العمق الآسيوي، كما كنت تحذر العرب دوما من تبعات عدم التكاتف العربي.
 
أوباما المنتهية ولايته
السلوك السياسي المضطرب للرئيس الأميركي أوباما يشير إلى أن ولايته المنتهية تمهد لتحولات كبيرة على مستوى الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا على وجه التحديد، حيث يلعب الكيان الصهيوني وإيران الدور التخريبي الأكبر بشكل مكشوف، بعد أن نجحت أميركا في إسقاط خطوط القوة في المنطقة العربية وحيدت بعضها الآخر، ووضعت المنطقة على حافة التفكيك والتقسيم غير مدركة أن مستقبل المنطقة لن يكون خرائط على الورق إنما هناك شعوب قادرة دائمًا على تحويل مجرى التاريخ بما لا تشتهيه سفن أميركا وإيران والكيان الصهيوني.

تغريدة
“العمق الآسيوي” ليس فلسفة سياسية بل حاجة اقتصادية وأمنية ملحة، فمن يعول على أميركا كمن يبحر في بحر متلاطم الأمواج بلا بوصلة.