كلمة البلاد - السعودية وإنجازات عابرة للحدود

23-09-2016



تقدم المملكة العربية السعودية الشقيقة نموذجًا شامخًا للقيادة بفضل رؤى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ليس على الصعيد الخليجي أو العربي أو الإسلامي فقط، بل وعلى الصعيد العالمي أيضًا، كونها الدولة الرائدة في المبادرات الإيجابية الرامية إلى إسعاد البشرية ومواجهة همومها بكل جسارة وشجاعة، والدولة التي تدرك جيدًا حجم قدراتها ومدى تأثير قراراتها، وتدرك جيدًا كيف تستثمر هذه القدرات وتوجه هذه القرارات لكل ما يحقق آمال الشعب السعودي ولكل ما يعزز الأمن والتنمية في العالم أجمع.
فالقيادة لا تلتصق إلا بالذي يمتلك مقوماتها، ومن أبرزها أن تتوافر فيه الإمكانيات المادية والبشرية، وأن يكون لديه القبول الواسع وأن يتسم بالحكمة في اتخاذ القرارات والصبر في بذل التضحيات، وهو ما يتجسد تمامًا في المملكة العربية السعودية، صاحبة الإمكانات الهائلة التي تجعلها ذات صوت مسموع، وعضوًا بارزًا ومؤثرًا في اتخاذ القرارات الدولية ومن ثم فرض نوع من العدالة على المنظمات الدولية وسياسات القوى الكبرى لصالح دولنا العربية والإسلامية.
والسعودية لن تنكفىء ولم تنكفىء يومًا على ذاتها، بل إن يدها ممدودة بالعطاء لجميع دول العالم، تسهم بفاعلية وبحلول نوعية فيما تحياه البشرية من صراعات وأزمات وتسعى بكل جدية إلى تحسين فرص الحياة لكل البشر دون تفرقة أو تمييز، إيمانًا بأن الإنسان في كل مكان يستحق العيش بحياة كريمة.
والقيادة أيضًا ليست تشريفًا بقدر ما هي تكليف يفرض على صاحبها أن يكون مبادرًا لما فيه الخير وقادرًا على صد كل سوء وشر، وهو ما يتضح بكل جلاء في السعودية عندما أبهرت العالم بنموذج تنموي شامل وبخطط واعية ترمي لحفظ مكانة البلاد الرائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتستكشف فرص المستقبل وتضع يدها على تحديات الحاضر وتقدر بشمول وتكامل على بناء مستقبل زاهر.
لم تتوقف المملكة عند هذا الحد، بل سعت وما تزال إلى دفع العمل الخليجي المشترك للأمام بما يتوافق مع المعطيات الراهنة ويؤدي للتغلب على التحديات الماثلة، كما تسعى إلى الارتقاء بالعمل العربي وآلياته وتقوية مؤسساته، إدراكًا بأن العمل الجماعي هو الأقدر على تعظيم قدرات العرب ومكاسب شعوبهم والحفاظ على مجتمعاتهم ضد محاولات بث الفرقة والفتنة بينهم.