عطاء يتواصل

جريدة الرياض
28-03-2024

في عالم مثخن بالجراح أتت عليه الحروب والصراعات وتحيط به الكوارث الطبيعية تبرز أهمية العمل الإغاثي باعتباره واجباً إسلامياً ومعياراً إنسانياً للمساهمة في إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة عن المنكوبين والحفاظ على كرامة الإنسان، وعندما يتم استعراض المبادرات الإنسانية في العالم تأتي المملكة كدولة رائدة في الأعمال الإغاثية والتنموية، وليس أدلّ على ذلك من تحقيقها المرتبة الأولى عالمياً بين الدول المانحة في تقديم المساعدات الإنمائية، كما أنها منذ عام 1996م قدمت أكثر من 127 مليار دولار أميركي استفادت منه 169 دولة حول العالم؛ إسهاماً منها في التخفيف من معاناة هذه الدول الإنسانية.

وباعتبار المملكة قائدة العالم الإسلامي، فقد كانت ومازالت تضع خدمة الإسلام والمسلمين هدفاً أولياً، لذا عمّ سخاؤها المسلمين في كل مكان، بل وكان العمل الخيري رسالتها إلى العالم والذي يبرز سماحة الإسلام ونبل مقاصده، وهي لا تفرق بين محتاج وآخر، فخيرية هذه البلاد المباركة مستمدة من تعاليم الإسلام التي تحث على مساعدة البشر، كما هي رسالة الإسلام إلى البشرية جمعاء.

ومع نفحات هذا الشهر الكريم نشاهد المساعدات السعودية تحلق في كل مكان من هذا العالم لتوزيع السلال الغذائية ووجبات الإفطار الرمضانية على المسلمين عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إلى جانب تنوع قطاعات عمله الإغاثي والإنساني، وجهوده في تحسس الاحتياجات الإنسانية في كل زمان ومكان.

الحديث عن عطاء المملكة وما تبذله من جهود لمد يد العون لإغاثة الملهوفين ونجدة المحتاجين دون منّ ولا أذى هو نهج ينبع من القيم الراسخة التي قام عليها هذا الكيان، وما زال يتواصل بدعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله-.