مشكل إعراب القرآن

77 - تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة المرسلات

قَوْله تَعَالَى عرفا نصب على الْحَال من المرسلات وَهِي الرِّيَاح ترسل متتابعة وَمن جعل المرسلات الْمَلَائِكَة نصب عرفا على تَقْدِير حذف حرف الْجَرّ أَي يرسلها الله بِالْعرْفِ أَي بِالْمَعْرُوفِقَوْله عصفا ونشرا مصدران مؤكدان

قَوْله ذكرا مفعول بِهِقَوْله عذرا أَو نذرا نصب على الْمصدر فَمن ضم الذَّال جعله جمع عذير ونذير بِمَعْنى اعذار وانذار وَمن أسكن الذَّال جَازَ أَن يكون مخففا من الضَّم بِمَعْنى اعذار وانذار كَمَا قَالَ فَكيف كَانَ نَكِير أَي انكاري لَهُم أَي عَاقِبَة ذَلِك وَيجوز أَن يكون غير مخفف وسكونه أصل على أَن يكون مصدرا بِمَنْزِلَة شكر

قَوْله إِنَّمَا توعدون لوَاقِع مَا اسْم ان ولواقع الْخَبَر وَالْهَاء محذوفة من توعدون وَبهَا تتمّ صلَة مَا تَقْدِيره توعدونه وحذفها من الصِّلَة حسن لطول الِاسْم وَقَرِيب مِنْهُ حذفهَا من الصّفة وَلَا يجوز حذفهَا من الْخَبَر إِلَّا فِي شعر وَإِن جَوَاب الْقسم الْمُتَقَدّم

قَوْله فاذا النُّجُوم طمست النُّجُوم عِنْد الْبَصرِيين رفع باضمار فعل لِأَن فِيهَا معنى المجازاة فَهِيَ بِالْفِعْلِ أولى وَمثله إِذا الشَّمْس كورت وَإِذا السَّمَاء انشقت وَإِذا السَّمَاء انفطرت وَهُوَ كثير فِي الْقرَان وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ مَا بعد اذا رفع بِالِابْتِدَاءِ وَمَا بعده الْخَبَر وَجَوَاب اذا فِي قَوْله تَعَالَى فاذا النُّجُوم مَحْذُوف تَقْدِيره وَقع الْفَصْل وَقيل جوابها ويل يَوْمئِذٍ للمكذبين

قَوْله ليَوْم الْفَصْل اللَّام تتَعَلَّق بِفعل مُضْمر تَقْدِيره أجلت ليَوْم الْفَصْل وَقيل هُوَ بدل من أَي باعادة الْخَافِض وَقيل اللَّام بِمَعْنى الى

قَوْله وَمَا أَدْرَاك مَا يَوْم الْفَصْل قد تقدم ذكره فِي الحاقة وَغَيرهَا

قَوْله ويل يَوْمئِذٍ للمكذبين ويل حَيْثُ وَقع فِي هَذِه السُّورَة وَمَا شابهها ابْتِدَاء ويومئذ ظرف عمل فِيهِ معنى ويل وللمكذبين الْخَبَر

قَوْله كفاتا مفعول ثَان لنجعل لِأَنَّهُ بِمَعْنى نصير قَوْله أَحيَاء وأمواتا حالان أَي تجمعهم الأَرْض فِي هَاتين الْحَالَتَيْنِ والكفت الْجمع وَقيل هُوَ نصب بكفات أَي تكفت الْأَحْيَاء والأموات أَي تضمهم أَحيَاء على ظهرهَا وأمواتا فِي بَطنهَا

قَوْله هَذَا يَوْم لَا ينطقون ابْتِدَاء وَخبر والاشارة الى الْيَوْم وقرأه الْأَعْمَش وَغَيره يَوْم بِالْفَتْح فَيجوز أَن يكون مَبْنِيا عِنْد الْكُوفِيّين لاضافته الى الْفِعْل وَهُوَ مَرْفُوع فِي الْمَعْنى وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع نصب والاشارة الى غير الْيَوْم وَيجوز أَن تكون الفتحة اعرابا وَهُوَ مَذْهَب الْبَصرِيين لِأَن الْفِعْل مُعرب وانما يبْنى عِنْد الْبَصرِيين إِذا أضيف الى مَبْنِيّ فَتكون الاشارة الى غير الْيَوْم وَهُوَ خبر الِابْتِدَاء على كل حَال

قَوْله كَذَلِك نجزي الْكَاف فِي مَوضِع نصب نعت لمصدر مَحْذُوف أَي جَزَاء كَذَلِك نجزي

قَوْله واتمتعوا قَلِيلا قَلِيلا نعت لصدر مَحْذُوف أَو لظرف مَحْذُوف تَقْدِيره وتمتعوا تمتعا قَلِيلا أَو وقتا قَلِيلا وَهُوَ مَنْصُوب تمَتَّعُوا فِي الْوَجْهَيْنِ إِلَّا أَنه يكون مرّة مَفْعُولا فِيهِ وَمرَّة مَفْعُولا مُطلقًا