مشكل إعراب القرآن

66 - تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة التَّحْرِيم

قَوْله تَعَالَى تبتغي فِي مَوضِع نصب على الْحَال من الْمُضمر فِي تحرم

قَوْله تَحِلَّة نصب بِفَرْض ووزنه تفعلة وَأَصله تحللة ثمَّ ألقيت حَرَكَة اللَّام الأولى على الْحَاء وأدغمت فِي الثَّانِيَة

قَوْله قُلُوبكُمَا انما جمع الْقلب وهما اثْنَان لِأَن كل شَيْء لَيْسَ فِي الانسان مِنْهُ غير وَاحِد اذا قرن بِهِ مثله فَهُوَ جمع وَقيل لِأَن التَّثْنِيَة جمع لِأَنَّهَا جمع شَيْء الى شَيْء

قَوْله نبأت بِهِ الْمَفْعُول مَحْذُوف تَقْدِيره نبأت بِهِ صاحبتها يَعْنِي عَائِشَة وَحَفْصَة رَضِي الله عَنْهُمَا وَحَفْصَة هِيَ المخبرة عَائِشَة بالسر وَكَذَلِكَ الْمَفْعُول مَحْذُوف أَيْضا من قَوْله تَعَالَى عرف بعضه فِي قِرَاءَة من شدد الرَّاء أَي عرفهَا بعضه أَي بعض مَا أفشت لصاحبتها وَأعْرض عَن بعض تكرما مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يعرفهَا بِهِ فَأَما من خفف الرَّاء فَهُوَ على معنى جازى على بعضه وَلم يجاز على بعض احسانا مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا يحسن أَن يكون مَعْنَاهُ أَنه لم يدر بعضه لِأَن الله قد أخبرنَا أَنه قد أظهر نبيه عَلَيْهِ فَلَا جَائِز أَن يظهره على مَا أفشت وَيعرف بعض مَا أظهره عَلَيْهِ دون بعض أَو يعرف بَعْضًا وينكر بَعْضًا

قَوْله فان الله هُوَ مَوْلَاهُ هُوَ فاصلة ومولاه خبران وَيجوز أَن يكون هُوَ ابْتِدَاء ومولاه الْخَبَر وَالْجُمْلَة خبر ان وتقف على مَوْلَاهُ على هَذَا لَا تجاوزه

قَوْله وَجِبْرِيل ابْتِدَاء وَمَا بعده عطف عَلَيْهِ وظهير خبر وَيجوز أَن يكون وَجِبْرِيل عطفا على مَوْلَاهُ وَالْمولى بِمَعْنى الْوَلِيّ وتقف على جِبْرِيل على هَذَا وَيكون وَصَالح الْمُؤمنِينَ ابْتِدَاء وَالْمَلَائِكَة عطف وظهير خبر وَيجوز أَن يكون وَصَالح الْمُؤمنِينَ عطفا على جِبْرِيل وَجِبْرِيل عطف على مَوْلَاهُ وَالْمولى بِمَعْنى الْوَلِيّ لِأَن الْمَلَائِكَة وَالْمُؤمنِينَ أَوْلِيَاء الْأَنْبِيَاء وناصروهم فتقف على هَذَا على الْمُؤمنِينَ وَيكون قَوْله وَالْمَلَائِكَة ابْتِدَاء وظهير خَبره الا أَن الْمُتَعَارف عِنْد الْقُرَّاء الْوَقْف على مَوْلَاهُ وَيكون جِبْرِيل ابْتِدَاء يبتدأ بِهِقَوْله أَن يُبدلهُ أَن فِي مَوضِع نصب خبر عَسى وَمثله أَن يكفر

قَوْله قوا أَنفسكُم قوا فعل قد اعتل فاؤه ولامه فالفاء محذوفة لوقوعها بَين يَاء وكسرة فِي قَوْلك يقي على مَذْهَب الْبَصرِيين وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ انما حذفت للْفرق بَين الْفِعْل الْمُتَعَدِّي وَغير الْمُتَعَدِّي فحذفت فِي يعد ويقي لِأَنَّهُ مُتَعَدٍّ وَثبتت فِي يوجل لِأَنَّهُ غير مُتَعَدٍّ ويلزمهم أَن لَا يحذفوا فِي يرم ويثق لِأَنَّهُمَا غير متعديين ولابد من الْحَذف فيهمَا وَاللَّام محذوفة لسكونها وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا وَالنُّون محذوفة للْبِنَاء عِنْد الْبَصرِيين وللجزم عِنْد الْكُوفِيّين وَأَصله أوقيوا فحذفت الْوَاو لما ذكرنَا فاستغنى عَن ألف الْوَصْل ثمَّ ألقيت حَرَكَة الْيَاء على الْقَاف وحذفت لسكونها وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا فَصَارَت قوا وَقيل بل حذفت الضمة عَن الْيَاء اسْتِخْفَافًا وحذفت لسكونها وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا وضمت الْقَاف لأجل الْوَاو لِئَلَّا تنْقَلب يَاء فيتغير الْمَعْنى وَقد تقدم لهَذَا نَظَائِر

قَوْله وَمَرْيَم ابنت عمرَان مَرْيَم نصب على الْعَطف على مثلا وَابْنَة نعت لَهَا أَو بدل وَلم تَنْصَرِف مَرْيَم للتأنيث ولتعريف وَقيل انه اسْم أعجمي وَقيل عَرَبِيّقَوْله ضرب الله مثلا للَّذين كفرُوا امْرَأَة نوح وَامْرَأَة لوط مفعولان لضرب وَقيل امْرَأَة نوح بدل من مثل على تَقْدِير مثل امْرَأَة نوح ثمَّ حذف مثل الثَّانِي لدلَالَة الأول عَلَيْهِ