مشكل إعراب القرآن

46 - تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الاحقاف

قَوْله تَعَالَى {وَمن أضلّ مِمَّن يَدْعُو} من رفع بِالِابْتِدَاءِ وَهِي اسْتِفْهَام وَمَا بعْدهَا خَبَرهَا وَمن الثَّالِثَة فِي مَوضِع نصب بيدعو وَهِي بِمَعْنى الَّذِي وَمَا بعْدهَا صلتها

قَوْله {إِمَامًا وَرَحْمَة} حالان من الْكتاب

قَوْله {كفى بِهِ شَهِيدا} نصب على الْحَال أَو على الْبَيَان وَبِه الْفَاعِل وَالْبَاء زَائِدَة للتوكيد

قَوْله {لِسَانا عَرَبيا} حالان من الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي مُصدق أَو من الْكتاب لِأَنَّهُ قد نعت بمصدق فَقرب من الْمعرفَة أَو من ذَا وَالْعَامِل فِي الْحَال الاشارة أَو التَّنْبِيه وَقيل ان عَرَبيا هُوَ الْحَال وَلِسَانًا تَوْطِئَة للْحَال

قَوْله {وبشرى} فِي مَوضِع رفع عطف على كتاب وَقيل هُوَ فِي مَوضِع نصب على الْمصدر

قَوْله {بِوَالِديهِ حسنا} وَزنه فعل وَلَيْسَ بفعلى لِأَن فعلى لَا ينْصَرف فِي معرفَة وَلَا نكرَة وَأَيْضًا فان فعلى فِي مثل هَذَا الْموضع لَا يسْتَعْمل الا بِالْألف وَاللَّام وَالنّصب فِيهِ على انه قَامَ مقَام مُضَاف مَحْذُوف تَقْدِيره وَوَصينَا الانسان بِوَالِديهِ أمرا ذَا حسن فَحذف الْمَوْصُوف وَقَامَت الصّفة مقَامه كَمَا قَالَ {أَن اعْمَلْ سابغات} أَي دروعا سابغات ثمَّ حذف الْمُضَاف وَهُوَ ذَا وَأقَام الْمُضَاف اليه مقَامه وَهُوَ حسن وَمن قَرَأَ إحسانا نصب على الْمصدر وَتَقْدِيره وَوَصينَا الانسان بِوَالِديهِ أَن يحسن اليهما احسانا وَقَرَأَ على الْمصدر وَتَقْدِيره وَوَصينَا الانسان وَالِديهِ أَن يحسن اليهما احسانا وَقَرَأَ عِيسَى بن عمر حسنا بِفتْحَتَيْنِ تَقْدِيره فعلا حسنا

قَوْله {وَحمله وفصاله ثَلَاثُونَ شهرا} أصل ثَلَاثِينَ شهرا أَن ينْتَصب لِأَنَّهُ ظرف لَكِن فِي الْكَلَام حذف ظرف مُضَاف تَقْدِيره وأمد حمله وفصاله ثَلَاثُونَ شهرا فاخبرت بظرف عَن ظرف وَهَذَا حق الْكَلَام أَن يكون الِابْتِدَاء هُوَ الْخَبَر فِي الْمَعْنى وَلَوْلَا هَذَا الاضمار لنصبت ثَلَاثِينَ على الظّرْف وَلَو فعلت ذَلِك لانقلب الْمَعْنى وَتغَير ولصارت الْوَصِيَّة فِي ثَلَاثِينَ شهرا كَمَا تَقول كَلمته ثَلَاثِينَ شهرا أَي كَلمته فِي هَذِه الْمدَّة فيتغير الْمَعْنى بذلك فَلم يكن بُد من اضمار ظرف ليَصِح الْمَعْنى الَّذِي قصد اليه لِأَنَّهُ تَعَالَى انما أَرَادَ أَن يبين كم أمد الْحمل والفصال عَن الرَّضَاع ودلت هَذِه الْآيَة أَن أقل الْحمل سِتَّة أشهر لِأَنَّهُ تَعَالَى قد بَين فِي غير هَذَا الْموضع ان أمد الرَّضَاع سنتَانِ وَبَين هَا هُنَا ان أمد الرَّضَاع وَالْحمل ثَلَاثُونَ شهرا فاذا اسقطت سنتَيْن من ثَلَاثِينَ شهرا بَقِي أمد الْحمل سِتَّة أشهر

قَوْله {وَيلك آمن} وَيلك نصب على الْمصدر وَيجوز رَفعه على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر مَحْذُوف وَهَذِه المصادر الَّتِي لَا أَفعَال لَهَا من لَفظهَا الِاخْتِيَار فِيهَا اذا أضيفت النصب وَيجوز الرّفْع وَلذَلِك أجمع الْقُرَّاء على النصب فِي قَوْله وَيْلكُمْ لَا تفتروا وَشبهه كثير وَيجوز فِيهَا الرّفْع فان كَانَت غير مُضَافَة فالاختيار فِيهَا الرّفْع وَيجوز النصب وَلذَلِك أجمع الْقُرَّاء على الرّفْع فِي

قَوْله {ويل لِلْمُطَفِّفِينَ} وفويل لَهُم وَشبهه كثير فان كَانَت المصادر من أَفعَال جَارِيَة عَلَيْهَا فالاختيار فِيهَا إِذا كَانَت معرفَة الرّفْع وَيجوز النصب نَحْو الْحَمد لله وَالشُّكْر للرحمن ابْتِدَاء وَخبر فان كَانَت نكرَة فالاختيار فِيهَا النصب وَيجوز الرّفْع نَحْو حمدا لزيد وشكرا لعَمْرو فَهِيَ بضد الأول فاعرفها وَلم يجز الْمبرد فِي

قَوْله {ويل لِلْمُطَفِّفِينَ} الا الرّفْع لعِلَّة ذكرهَا قَوْله خلت النّذر النّذر جمع نَذِير كرسول ورسل وَيجوز أَن يكون اسْما للمصدر

قَوْله {رَأَوْهُ عارضا} الْهَاء فِي رَأَوْهُ للسحاب وَقيل للرعد وَدلّ عَلَيْهِ

قَوْله {فأتنا بِمَا تعدنا}

قَوْله {فِيمَا إِن مكناكم فِيهِ} مَا بِمَعْنى الَّذِي وَإِن بِمَعْنى مَا الَّتِي للنَّفْي وَالتَّقْدِير وَلَقَد مكناهم فِي الَّذِي مَا مكناكم فِيهِ قد مَعَ الْمَاضِي للتوقع والقرب وَمَعَ الْمُسْتَقْبل للتقليل

قَوْله {فَمَا أغْنى عَنْهُم سمعهم} مَا نَافِيَة وَالْمَفْعُول من شَيْء تَقْدِيره فَمَا أغْنى عَنْهُم شَيْئا وَيجوز أَن تكون مَا ستفهاما فِي مَوضِع نصب بأعني وَدخُول من للتَّأْكِيد يدل على أَن مَا للنَّفْي

قَوْله {وحاق بهم مَا كَانُوا بِهِ يستهزؤون} مَا رفع بحاق وَهِي وَمَا بعْدهَا مصدر وَفِي الْكَلَام حذف مُضَاف تَقْدِيره وحاق بهم عِقَاب مَا كَانُوا بِهِ يستهزءون أَي عِقَاب استهزائهم لِأَن الِاسْتِهْزَاء لَا يحل عَلَيْهِم يَوْم الْقِيَامَة إِنَّمَا يحل عَلَيْهِم عِقَابه وَهُوَ فِي الْقرَان كثير مثل

قَوْله {فوقاه الله سيئات مَا مكروا} أَي عِقَاب السَّيِّئَات وَمثله {وقهم السَّيِّئَات وَمن تق السَّيِّئَات يَوْمئِذٍ} أَي وقهم عِقَاب السَّيِّئَات وَمن تق عِقَاب السَّيِّئَات يَوْمئِذٍ فقد رَحمته وَمثله {ترى الظَّالِمين مشفقين مِمَّا كسبوا وَهُوَ وَاقع بهم} أَي وعقابه وَاقع بهم وَلَيْسَ السَّيِّئَات يَوْم الْقِيَامَة تحل بالكفار وَتَقَع بهم انما يحل بهم عقابها فافهمه

قَوْله {قربانا آلِهَة} قرْبَان مصدر وَقيل مفعول من أَجله وَقيل هُوَ مفعول باتخذوا وآلهة بدل مِنْهُ

قَوْله {وَذَلِكَ إفكهم وَمَا كَانُوا يفترون} مَا فِي مَوضِع رفع على الْعَطف على افكهم والافك الْكَذِب وَالتَّقْدِير ذَلِك كذبهمْ وافترؤهم اي الآلهه كذبهمْ وافتراؤهم وَمن قَرَأَ أفكهم جعله فعلا مَاضِيا وَمَا فِي مَوضِع رفع أَيْضا عطف على ذَلِك وَقيل على الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي أفكهم وَحسن ذَلِك للتفرقة بالمضمر الْمَنْصُوب بَينهمَا فَقَامَ مقَام التَّأْكِيد

قَوْله {بِقَادِر على أَن يحيي} انما دخلت الْبَاء على أصل الْكَلَام قبل دُخُول ألف الِاسْتِفْهَام على لم وَقيل دخلت لِأَن فِي الْكَلَام لفظ نفي وَهُوَ {أولم يرَوا أَن الله} فَحمل على اللَّفْظ دون الْمَعْنى

قَوْله {وَيَوْم يعرض} انتصب يَوْم على اضمار فعل تَقْدِيره وَاذْكُر يَا مُحَمَّد يَوْم يعرض

قَوْله {بَلَاغ} رفع على اضمار مُبْتَدأ أَي ذَلِك بَلَاغ وَلَو نصب فِي الْكَلَام على الْمصدر أَو على النَّعْت لساعة لجَاز