مشكل إعراب القرآن

41 - شرح مُشكل اعراب حم السَّجْدَة (فصلت)

قَوْله تَعَالَى {تَنْزِيل من الرَّحْمَن الرَّحِيم} تَنْزِيل رفع بِالِابْتِدَاءِ وَمن الرَّحْمَن نَعته والرحيم نعت ثَان وَكتاب خَبره وَقَالَ الْفراء رَفعه على اضمار هَذَا

قَوْله {قُرْآنًا عَرَبيا} حَال وَقيل نَصبه على الْمَدْح وَلم يجز الْكسَائي وَالْفراء نَصبه على الْحَال وَلَكِن انتصب عِنْدهمَا بفصلت أَي فصلت اياته كَذَلِك وأجازا فِي الْكَلَام الرّفْع على النَّعْت لكتاب

قَوْله {بشيرا وَنَذِيرا} حالان من الايات وَالْعَامِل فِي الْأَحْوَال كلهَا فصلت وَيجوز أَن يكون بشيرا وَنَذِيرا حَالين من كتاب لِأَنَّهُ قد نعت وَالْعَامِل فِي الْحَال معنى التَّنْبِيه الْمُضمر أَو معنى الاشارة اذا قدرته هَذَا كتاب فصلت اياته

قَوْله {يُوحى إِلَيّ أَنما} أَن فِي مَوضِع رفع بيوحى

قَوْله سَوَاء نصب على الْمصدر بِمَعْنى اسْتِوَاء أَي اسْتَوَت اسْتِوَاء وَمن رَفعه فعلى الِابْتِدَاء وللسائلين الْخَبَر بِمَعْنى مستويات لمن سَأَلَ فَقَالَ فِي كم خلقت وَقيل لمن سَأَلَ لجَمِيع الْخلق لأَنهم يسْأَلُون الْقُوت وَغَيره من عِنْد الله جلّ ذكره وَمن خفض جعله نعتا للأيام أولأربعة والقراء المشهورون على النصب لَا غير

قَوْله {أَتَيْنَا طائعين} انما أخبر عَن السوات وَالْأَرضين بِالْيَاءِ وَالنُّون عِنْد الْكُوفِيّين وَالْكسَائِيّ لِأَن الْمَعْنى أَتَيْنَا بِمن فِينَا طائعين فَأخْبر عَمَّن يعقل بِالْيَاءِ وَالنُّون وَهُوَ الأَصْل وَقيل لما أخبر عَنْهَا بالْقَوْل الَّذِي هُوَ لمن يعقل أخبر عَنْهَا من يعقل بِالْيَاءِ وَالنُّون

قَوْله {فقضاهن سبع سماوات} سبع بدل من الْهَاء وَالنُّون أَي فَقضى سبع سموات وَالسَّمَاء تذكر على معنى السّقف وتؤنث أَيْضا وَالْقرَان أَتَى على التَّأْنِيث فَقَالَ سبع سموات وَلَو أَتَى على التَّذْكِير لقَالَ سَبْعَة سموات

قَوْله {وَيَوْم يحْشر أَعدَاء الله إِلَى النَّار} الْعَامِل فِي يَوْم فعل دلّ عَلَيْهِ يُوزعُونَ تَقْدِيره ويساق النَّاس يَوْم يحْشر أَو وَاذْكُر يَوْم وَلَا يعْمل فِيهِ يحْشر لِأَن يَوْمًا مُضَاف اليه وَلَا يعْمل الْمُضَاف اليه فِي الْمُضَاف

قَوْله {وَأما ثَمُود فهديناهم} ثَمُود رفع بِالِابْتِدَاءِ وَلم ينْصَرف لِأَنَّهُ معرفَة اسْم للصلة وَقد قَرَأَهُ الْأَعْمَش بِالصرْفِ جعله اسْما للحي وَرُوِيَ عَن الْأَعْمَش وَعَاصِم أَنَّهُمَا قراه بِالنّصب وَترك الصّرْف ونصبه على اضمار فعل يفسره فهديناهم لِأَن أما فِيهَا معنى الشَّرْط فَهِيَ بِالْفِعْلِ أولى فالنصب عِنْده أقوى وَالرَّفْع حسن بَالغ وَهُوَ الِاخْتِيَار عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَتَقْدِير النصب مهما يكن من شىء فهدينا ثَمُود هديناهم

قَوْله {تستترون أَن يشْهد} أَن فِي مَوضِع نصب على حذف الْخَافِض تَقْدِيره عَن أَن يشْهد وَمن أَن يشْهد

قَوْله {وذلكم ظنكم} ابْتِدَاء وَخبر وأرداكم خبر ثَان وَقيل ظنكم بدل من ذَلِكُم وأرداكم الْخَبَر وَقَالَ الْفراء أرداكم حَال والماضي لَا يحسن أَن يكون حَالا عِنْد الْبَصرِيين الا على اضمار قد

قَوْله {ذَلِك جَزَاء أَعدَاء الله النَّار} ذَلِك مُبْتَدأ وَجَزَاء خَبره وَالنَّار من جَزَاء وَقيل ارْتَفَعت النَّار على اضمار مُبْتَدأ وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع الْبَيَان للجملة الأولى قَوْله نزلا مصدر وَقيل هُوَ فِي مَوضِع الْحَال

قَوْله {وَمن آيَاته أَنَّك} ان رفع بِالِابْتِدَاءِ وَالْمَجْرُور قبلهَا خبر الِابْتِدَاء وَقيل أَن رفع بالاستقرار وَجَاز الِابْتِدَاء بالمفتوحة لتقدم المخفوض عَلَيْهَا

قَوْله {خاشعة} نصب على الْحَال من الأَرْض لِأَن ترى من رُؤْيَة الْعين

قَوْله {وربت} حذفت لَام الْفِعْل لسكونها وَسُكُون تَاء التَّأْنِيث وَهُوَ من رَبًّا يَرْبُو اذا زَاد وَمِنْه الرِّبَا فِي الدّين الْمحرم وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَر وربأت بِالْهَمْز من الربيئة وَهُوَ الِارْتفَاع فَمَعْنَاه ارْتَفَعت يُقَال ربأ يربأ وربؤ يربؤ اذا ارْتَفع

قَوْله {إِن الَّذين كفرُوا بِالذكر لما جَاءَهُم} خبر ان أُولَئِكَ ينادون وَقيل الْخَبَر مَحْذُوف تَقْدِيره ان الَّذين كفرُوا بِالذكر لما جَاءَهُم خسروا أَو أهلكوا وَنَحْوه

قَوْله {إِلَّا مَا قد قيل للرسل} مَا وَالْفِعْل مصدر فِي مَوضِع رفع مفعول لم يسم فَاعله ليقال لِأَن الْفِعْل يتَعَدَّى الى الْمصدر فيقام الْمصدر مقَام الْفَاعِل وان كَانَ لَا يتَعَدَّى الى مفعول فَهُوَ يتَعَدَّى إِلَى الْمصدر والظروف

قَوْله {وَلَوْلَا كلمة} كلمة رفع بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر مَحْذُوف لَا يظْهر عِنْد سِيبَوَيْهٍ

قَوْله {وَالَّذين لَا يُؤمنُونَ فِي آذانهم وقر} الَّذين رفع بِالِابْتِدَاءِ وَمَا بعده خَبره وَوقر مُبْتَدأ وَفِي اذانهم الْخَبَر وَلَا يُؤمنُونَ صلَة الَّذين

قَوْله {يتَبَيَّن لَهُم أَنه الْحق} الْهَاء فِي أَنه الله تَعَالَى وَقيل للقران وَقيل للنَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَأَن فِي مَوضِع رفع بيتبين لِأَنَّهُ فَاعل

قَوْله {من أكمامها} هُوَ جمع كم وَمن قَالَ أكمة جعله جمع كمام

قَوْله {أولم يكف بِرَبِّك أَنه} بِرَبِّك فِي مَوضِع رفع لِأَنَّهُ فَاعل يكف وَأَنه بدل من رَبك على الْموضع فَهِيَ فِي مَوضِع رفع أَو تكون فِي مَوضِع خفض على الْبَدَل من اللَّفْظ وَقيل هِيَ فِي مَوضِع نصب على حذف اللَّام أَي لِأَنَّهُ على كل شَيْء