مشكل إعراب القرآن

20 - تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة طه

قَوْله تَعَالَى {إِلَّا تذكرة} مفعول من أَجله أَو على الْمصدر وتنزيلا مصدر

قَوْله {طوى} من ترك تنوينه فعلته أَنه معدول كعمر وَهُوَ معرفَة وَقيل هُوَ مؤنث اسْم للبقعة وَهُوَ معرفَة وَمن نونه جعله اسْما للمكان غير معدول كصرد وَهُوَ بدل من الْوَادي فِي الْوَجْهَيْنِ

قَوْله {وَمَا تِلْكَ بيمينك} تِلْكَ عِنْد الزّجاج بِمَعْنى الَّتِي وبيمينك صلتها وَهِي عِنْد الْفراء بِمَعْنى هَذِه وَهَذِه وَتلك عِنْده تحتاجان الى صلَة كَالَّتِي وَذكر قطرب عَن ابْن عَبَّاس أَن تِلْكَ بِمَعْنى هَذِه وَمَا فِي مَوضِع رفع بِالِابْتِدَاءِ وَمَا بعْدهَا الْخَبَر وَمعنى الِاسْتِفْهَام فِي هَذِه التَّنْبِيه

قَوْله {تخرج بَيْضَاء} نصب على الْحَال من الْمُضمر فِي تخرج واية بدل من بَيْضَاء حَال أَيْضا أَي تخرج مبينَة عَن قدرَة الله جلّ ذكره وَقيل آيَة انتصبت باضمار فعل التَّقْدِير آتيناك آيَة اخرى وَالرَّفْع جَائِز فِي غير الْقرَان على هَذِه آيَة

قَوْله {وَاجعَل لي وزيرا من أَهلِي هَارُون} هَارُون بدل من وَزِير وَقيل هُوَ مَنْصُوب باجعل على التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير أَي وَاجعَل لي هَارُون أخي وزيرا

قَوْله {نسبحك كثيرا} كثيرا نعت لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره نسبحك تسبيحا كثيرا أَو نعت لوقت مَحْذُوف تَقْدِيره نسبحك وقتا طَويلاوَمن قَرَأَ بوصل ألف اشْدُد وَفتح ألف أشركه جعله على الدُّعَاء والطلب فَهُوَ مَبْنِيّ وَمن قطع ألف اشْدُد وَضم ألف أشركه وَهُوَ ابْن عَامر جعله مَجْزُومًا جَوَابا لأجعل فالألفان ألفا الْمُتَكَلّم وهما فِي الْقِرَاءَة الأولى الْألف الأولى ألف وصل وَالثَّانيَِة ألف قطع

قَوْله {أَن اقذفيه فِي التابوت فاقذفيه فِي اليم} ان فِي مَوضِع نصب على الْبَدَل من مَا وَالْهَاء الأولى فِي اقذفيه لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَالثَّانيَِة للتابوت

قَوْله {فِي كتاب لَا يضل رَبِّي وَلَا ينسى} مَا بعد كتاب صفة لَهُ من الجملتين وربي فِي مَوضِع نصب بِحَذْف الْخَافِض تَقْدِيره لَا يضل الْكتاب عَن رَبِّي وَلَا ينسى وَيجوز أَن يكون رَبِّي فِي مَوضِع رفع يَنْفِي عَنهُ الضلال وَالنِّسْيَان وَقد بَينا هَذِه الْآيَة فِي كتاب الْهِدَايَة بأشبع من هَذَا

قَوْله {مَوْعدكُمْ يَوْم الزِّينَة} الرّفْع فِي يَوْم على خبر مَوْعدكُمْ على تَقْدِير حذف مُضَاف تَقْدِيره مَوْعدكُمْ وَقت يَوْم الزِّينَة وَقد نصب الْحسن يَوْم الزِّينَة على الظّرْف

وَقَوله {وَأَن يحْشر النَّاس ضحى} أَن فِي مَوضِع رفع عطف على يَوْم على تَقْدِير مَوْعدكُمْ وَقت يَوْم الزِّينَة وَوقت حشر النَّاس وَقيل أَن فِي مَوضِع خفض على الْعَطف على الزِّينَة وَمن نصب يَوْم الزِّينَة جعل أَن فِي مَوضِع نصب على الْعَطف على يَوْم الزِّينَة وَيجوز أَن تكون فِي مَوضِع رفع على تَقْدِير مَوْعدكُمْ وَقت حشر النَّاس أَو فِي مَوضِع خفض على الْعَطف على الزِّينَة

قَوْله {مَكَانا سوى} الْمَكَان مَنْصُوب على أَنه مفعول ثَان لجعل وَلَا يجوز نَصبه بالموعد لِأَنَّهُ قد وصف بقوله تَعَالَى {لَا نخلفه نَحن وَلَا أَنْت} والأسماء الَّتِي تعْمل عمل الْأَفْعَال اذا وصفت أَو صغرت لم تعْمل لِأَنَّهَا تخرج عَن شبه الافعال بِالصّفةِ والتصغير اذ الْأَفْعَال لَا تُوصَف وَلَا تصغر فاذا خرجت بِالصّفةِ والتصغير عَن شبه الْفِعْل امْتنعت من الْعَمَل وَهَذَا أصل لَا يخْتَلف فِيهِ البصريون وَكَذَلِكَ اذا أخْبرت عَن المصادر أَو عطفت عَلَيْهَا لم يجز أَن تعملها فِي شَيْء بعد ذَلِك لِأَنَّك تفرق بَين الصِّلَة والموصول لِأَن الْمَعْمُول فِيهِ دَاخل فِي صلَة الْمصدر وَالْخَبَر والمعطوف غير داخلين فِي الصِّلَة وَلَا يحسن أَن يكون مَكَانا فِي هَذَا الْموضع ظرفا لِأَن الْموعد لم تجره الْعَرَب مَعَ الظروف مجْرى سَائِر المصادر مَعهَا أَلا ترى أَنه قد قَالَ تَعَالَى {إِن موعدهم الصُّبْح} بِالرَّفْع وَلَو قلت ان خُرُوجهمْ الصُّبْح لم يجز إلاالنصب فِي الصُّبْح على تَقْدِير وَقت الصُّبْح وَقد جَاءَ الْموعد اسْما للمكان قَالَ الله جلّ ذكره {وَإِن جَهَنَّم لموعدهم أَجْمَعِينَ} وَقد قيل مَعْنَاهُ لمَكَان موعدهم

وَقَوله {سوى} هُوَ صفة لمَكَان لَكِن من كسر السِّين جعله نَادرا لِأَن فعلا لم يَأْتِ صفة إِلَّا قَلِيلا مثل هم قوم عدى وَمن ضم السِّين أَتَى بِهِ على الْأَكْثَر لِأَن فعلا كثير فِي الصِّفَات نَحْو رجل حطم ولبد وشكع وَهُوَ كثير

قَوْله {إِن هَذَانِ لساحران} من رفع هَذَانِ حمله على لُغَة لبني الْحَارِث بن كَعْب يأْتونَ بالمثنى بِالْألف على كل حَال قَالَ بَعضهم... تزَود منا بَين أذنَاهُ طعنة ... دَعَتْهُ هابي التُّرَاب عقيم ...وَقيل إِن بِمَعْنى نعم وَفِيه بعد لدُخُول اللَّام فِي الْخَبَر وَذَلِكَ لَا يكون الا فِي شعر كَقَوْلِه ... أم الْحُلَيْس لعجوز شهر بِهِ ... ترْضى من اللَّحْم بِعظم الرقبه ...وَكَانَ وَجه الْكَلَام لأم الْحُلَيْس عَجُوز وَكَذَلِكَ كَانَ وَجه الْكَلَام فِي الْآيَة ان حملت ان على معنى نعم إِن لهذان ساحران كَمَا تَقول نعم لهذان ساحران وَنعم لمُحَمد رَسُول الله وَفِي تَأَخّر اللَّام مَعَ لفظ ان بعض الْقُوَّة على نعم وَقيل إِن الْمُبْهم لما لم يظْهر فِيهِ اعراب فِي الْوَاحِد وَلَا فِي الْجمع جرت التَّثْنِيَة على ذَلِك فَأتي بِالْألف على كل حَال وَقيل الْهَاء مضمرة مَعَ ان وَتَقْدِيره انه هَذَانِ لساحران كَمَا تَقول إِنَّه زيد منطلق وَهُوَ قَول حسن لَوْلَا أَن دُخُول اللَّام فِي الْخَبَر يبعده فَأَما من خفف إِن فَهِيَ قِرَاءَة حَسَنَة لِأَنَّهُ أصلح الاعراب وَلم يُخَالف الْخط لَكِن دُخُول اللَّام فِي الْخَبَر يَعْتَرِضهُ على مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ لِأَنَّهُ يقدر أَنَّهَا المخففة من الثَّقِيلَة ارْتَفع مَا بعْدهَا بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر لنَقص بنائها فَرجع مَا بعْدهَا الى أَصله وَاللَّام لَا تدخل فِي خبر ابْتِدَاء أَتَى على أصلة إِلَّا فِي شعر على مَا ذكرنَا وَأما على مَذْهَب الْكُوفِيّين فَهُوَ من أحسن شَيْء لأَنهم يقدرُونَ إِن الْخَفِيفَة بِمَعْنى مَا وَاللَّام بِمَعْنى إِلَّا فتقدير الْكَلَام مَا هَذَانِ إِلَّا ساحران فَلَا خلل فِي هَذَا التَّقْدِير إِلَّا مَا ادعوهُ أَن اللَّام تَأتي بِمَعْنى إِلَّا

قَوْله {يخيل إِلَيْهِ من سحرهم أَنَّهَا تسْعَى} من قَرَأَ يخيل بِالْيَاءِ جعل أَن فِي مَوضِع رفع لِأَنَّهَا مفعول لم يسم فَاعله ليُخَيل وَمن قَرَأَ تخيل بِالتَّاءِ وَهُوَ ابْن ذكْوَان فانه جعل أَن فِي مَوضِع رفع على الْبَدَل من الْمُضمر فِي تخيل وَهُوَ بدل الاشتمال وَيجوز مثل ذَلِك فِي قِرَاءَة من قَرَأَ بِالْيَاءِ على أَن تجْعَل الْفِعْل ذكر على الْمَعْنى وَيجوز أَن تكون أَن فِي قِرَاءَة من قَرَأَ بِالتَّاءِ فِي مَوضِع نصب على تَقْدِير خذف الْبَاء تَقْدِيره تخيل اليه من سحرهم بِأَنَّهَا تسْعَى وَتجْعَل الْمصدر أَو اليه فِي مَوضِع مفعول لم يسم فَاعله

قَوْله {فأوجس فِي نَفسه خيفة مُوسَى} مُوسَى فِي مَوضِع رفع بأوجس وخيفة مفعول لأوجس وأصل خيفة خوفة ثمَّ أبدل من الْوَاو يَاء وَكسر مَا قبلهَا ليَصِح بِنَاء فعلة وانما خَافَ مُوسَى أَن يفتتن النَّاس وَقيل لما أَبْطَأَ عَلَيْهِ الْوَحْي بالقاء عَصَاهُ خَافَ وَقيل بل غلب عَلَيْهِ طبع البشرية عِنْد مُعَاينَة مالم يعتده وَالله اعْلَم

قَوْله {وألق مَا فِي يَمِينك تلقف مَا صَنَعُوا} من جزم تلقف جعله جَوَابا لِلْأَمْرِ وَمن رَفعه وَهُوَ ابْن ذكْوَان رفع على الْحَال من مَا وَهِي الْعَصَا وَقيل هُوَ حَال من الملقي وَهُوَ مُوسَى نسب اليه التلقف لما كَانَ عَن فعله وحركته كَمَا قَالَ {وَمَا رميت إِذْ رميت وَلَكِن الله رمى} وَهِي حَال مقدرَة لِأَنَّهَا انما تلقفت حبالهم بعد أَن أَلْقَاهَا

قَوْله {إِنَّمَا صَنَعُوا كيد سَاحر} مَا اسْم إِن بِمَعْنى الَّذِي وَكيد خَبَرهَا وَالْهَاء محذوفة من صَنَعُوا تَقْدِيره إِن الَّذِي صنعوه كيد سَاحر وَمن قَرَأَ كيد سحر فَمَعْنَاه كيد ذِي سحر وَيجوز فِي الْكَلَام نصب كيد بصنعوا وَلَا تضمر هَاء على أَن تجْعَل مَا كَافَّة لَان عَن الْعَمَل وَيجوز فتح أَن على معنى لِأَن مَا صَنَعُوا

قَوْله {إِنَّمَا تقضي هَذِه الْحَيَاة الدُّنْيَا} مَا كَافَّة لَان عَن الْعَمَل وَهَذِه نصب على الظّرْف والحياة بدل من هَذِه أَو نعت تَقْدِيره انما تقضى فِي هَذِه الْحَيَاة الدُّنْيَا وَيجوز فِي الْكَلَام رفع هَذِه والحياة على أَن تجْعَل مَا بِمَعْنى الَّذِي وَالْهَاء محذوفة مَعَ تقضى وَهَذِه خبز ان الْحَيَاة بدل من هَذِه أَو نعت تَقْدِيره ان الَّذِي تقضيه أَمر هَذِه الْحَيَاة الدُّنْيَا

قَوْله {وَالَّذِي فطرنا} الَّذِي فِي مَوضِع خفض على الْعَطف على مَا وان شِئْت على الْقسم

قَوْله {وَمَا أكرهتنا عَلَيْهِ} مَا فِي مَوضِع نصب على الْعَطف على الْخَطَايَا وَقيل هُوَ حرف ناف فاذا جعلت مَا نافيه تعلّقت من بالخطايا واذا جعلت مَا بِمَعْنى الَّذِي تعلّقت من بأكرهتنا

قَوْله {لَا تخَاف دركا وَلَا تخشى} من رفع تخَاف جعلة حَالا من الْفَاعِل وَهُوَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَالتَّقْدِير اضْرِب لَهُم طَرِيقا فِي الْبَحْر غير خَائِف دركا وَلَا خاشيا وَيُقَوِّي رفع يخَاف اجماع الْقُرَّاء على رفع يخْشَى وَهُوَ مَعْطُوف على يخَاف وَيجوز رفع تخَاف على الْقطع أَي أَنْت لَا تخَاف دركا وَقيل إِن رَفعه على أَنه نعت لطريق على تَقْدِير حذف فِيهِ وَمن جزم تخَاف وَهُوَ حَمْزَة جعله جَوَاب الْأَمر وَهُوَ فَاضْرب وَالتَّقْدِير إِن تضرب لَا تخف دركا مِمَّن خَلفك ويرتفع وَلَا تخشى على الْقطع أَي وَأَنت لَا تخشى غرقا وَقيل ان الْجَزْم فِي لَا تخف على النَّهْي وَأَجَازَ الْفراء أَن تكون وَلَا تخشى فِي مَوضِع جزم وَتثبت الْألف كَمَا تثبت الْيَاء وَالْوَاو على تَقْدِير حذف الْحَرَكَة مِنْهُمَا وَهَذَا لايجوز فِي الْألف لِأَنَّهَا لَا تتحرك أبدا الا بتغييرها الى غَيرهَا وَالْوَاو وَالْيَاء يتحركان وَلَا يتغيران

قَوْله {ألم يَعدكُم ربكُم وَعدا حسنا} يجوز أَن يكون الْوَعْد بِمَعْنى الْمَوْعُود كَمَا جَاءَ الْخلق بِمَعْنى الْمَخْلُوق فنصب وَعدا على هَذَا التَّقْدِير على أَنه مفعول ثَان ليعدكم على تَقْدِير حذف مُضَاف تَقْدِيره ألم يَعدكُم ربكُم تَمام وعد حسن وَيجوز أَن يكون انتصب وعد على الْمصدر

قَوْله {وواعدناكم جَانب الطّور الْأَيْمن} انتصب جَانب على أَنه مفعول ثَان لواعد وَلَا يحسن أَن ينْتَصب على الظّرْف لِأَنَّهُ ظرف مَكَان مُخْتَصّ غير مُبْهَم وَإِنَّمَا تتعدى الْأَفْعَال والمصادر الى ظروف الْمَكَان بِغَيْر حرف جر اذا كَانَت مبهمه هَذَا أصل لااختلاف فِيهِ وَتَقْدِير الْآيَة وواعدناكم اتيان جَانب الطّور ثمَّ حذف الْمُضَاف

قَوْله {مَا أخلفنا موعدك بملكنا} الْملك مصدر فِي قِرَاءَة من ضم أَو فتح أَو كسر الْمِيم وَهِي لُغَات وَالتَّقْدِير مَا أخلفنا موعدك بملكنا الصَّوَاب بل أخلفناه بخطيئتنا والمصدر مُضَاف فِي هَذَا الى الْفَاعِل وَالْمَفْعُول مَحْذُوف كَمَا يُضَاف فِي مَوضِع اخر الى الْمَفْعُول ويحذف الْفَاعِل نَحْو قَوْله تَعَالَى {بسؤال نعجتك}

وَقَوله {دُعَاء الْخَيْر} وَقيل إِن من قَرَأَهُ بِضَم الْمِيم جعله مصدر قَوْلهم هُوَ ملك بَين الْملك وَمن كسر جعله مصدر هُوَ مَالك بَين الْملك وَمن فتح جعله اسْما

قَوْله {فَكَذَلِك ألْقى السامري} الْكَاف فِي مَوضِع نصب على النَّعْت لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره فَألْقى السامري القاء كَذَلِك

قَوْله {يَا ابْن أم} من فتح الْمِيم أَرَادَ يَا بن أُمِّي ثمَّ ابدل من الْيَاء الَّتِي للاضافة ألفا ثمَّ حذف الْألف اسْتِخْفَافًا لِأَن الفتحة تدل عَلَيْهَا وَقيل بل جعل الاسمين اسْما وَاحِدًا فبناهما على الْفَتْح وَمن كسر الْمِيم فعلى أصل الاضافة لَكِن حذف الْيَاء لِأَن الكسرة تدل عَلَيْهَا وَكَانَ الأَصْل انبانها لِأَن الْأُم غير منادى انما المنادى هُوَ الابْن وَحذف الْيَاء انما يحسن ويختار مَعَ المنادى بِعَيْنِه وَالأُم لَيست بمناداة

قَوْله {لن تخلفه} من قَرَأَ بِكَسْر اللَّام فعلى معنى لن تَجدهُ مخلفا كَمَا تَقول أحمدته أَي وجدته مَحْمُودًا وَقيل إِن مَعْنَاهُ مَحْمُول على التهدد أَي لَا بُد لَك من أَن تصير اليه وَمن فتح اللَّام فَمَعْنَاه لن يخلفكه الله والمخاطب مُضْمر مفعول لم يسم فَاعله وَالْفَاعِل هُوَ الله سُبْحَانَهُ تَعَالَى وَالْهَاء الْمَفْعُول الثَّانِي والمخاطب فِي الْقِرَاءَة الأولى فَاعل على الْمَعْنيين جَمِيعًا وأخلف يتَعَدَّى الى مفعولين فَالثَّانِي مَحْذُوف فِي قِرَاءَة من كسر اللَّام وَالتَّقْدِير لن تخلف أَنْت الله الْموعد الَّذِي قدر أَن ستأتيه

قَوْله {كَذَلِك نقص عَلَيْك} الْكَاف فِي مَوضِع نصب نعت لمصدر مَحْذُوف أَي نقص عَلَيْك قصصا كَذَلِك

قَوْله {زرقا} حَال من الْمُجْرمين

قَوْله {قاعا} حَال أَيْضا

قَوْله {إِلَّا عشرا} نصب بلبثتم

قَوْله {إِن لَك أَلا} أَن فِي مَوضِع نصب لِأَنَّهَا اسْم إِنوَمن فتح {وَأَنَّك لَا تظمأ} عطفها على أَن لَا تَقْدِيره وَإِن لَك عدم الْجُوع وَعدم الظمأ فِي الْجنَّة وَيجوز أَن تكون أَن الثَّانِيَة فِي مَوضِع رفع عطف على الْموضع وَمن كسر فعلى الِاسْتِثْنَاء

قَوْله {أفلم يهد لَهُم كم أهلكنا} فَاعل يهد مُضْمر وَهُوَ الْمصدر تَقْدِيره أفلم يهد الْهدى لَهُم وَقيل الْفَاعِل مُضْمر على تَقْدِير الْأَمر تَقْدِيره أفلم يهد الْأَمر لَهُم كم أهلكنا وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ كم هُوَ فَاعل يهد وَهُوَ غلط عِنْد الْبَصرِيين لِأَن كم لَهَا صدر الْكَلَام وَلَا يعْمل مَا قبلهَا فِيهَا انما يعْمل فِيهَا مَا بعْدهَا كأي فِي الِاسْتِفْهَام وَالْعَامِل فِي كم الناصب لَهَا عِنْد الْبَصرِيين أهلكنا

قَوْله {زهرَة الْحَيَاة الدُّنْيَا} نصبت زهرَة على فعل مُضْمر دلّ عَلَيْهِ متعنَا لِأَن متعنَا بِمَنْزِلَة جعلنَا فَكَأَنَّهُ قَالَ جعلنَا لَهُم زهرَة الْحَيَاة الدُّنْيَا وَهُوَ قَول الزّجاج وَقيل هِيَ بدل من الْهَاء فِي بِهِ على الْموضع كَمَا تَقول مَرَرْت بِهِ أَخَاك وَأَشَارَ الْفراء الى أَن نَصبه على الْحَال وَالْعَامِل فِيهِ متعنَا قَالَ كَمَا تَقول مَرَرْت بِهِ الْمِسْكِين وَقدره متعناهم بِهِ زهرَة فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وزينة فِيهَا قَالَ إِن كَانَت معرفَة فان الْعَرَب تَقول مَرَرْت بِهِ الشريف الْكَرِيم يَعْنِي تنصبه على الْحَال على تَقْدِير زِيَادَة الْألف وَاللَّام وَيجوز أَن تنصب زهرَة على أَنَّهَا مَوْضُوعَة مَوضِع المصدرو مَوضِع زِينَة مثل {صنع الله} و {وعد الله} وَفِيه نظر قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَالْأَحْسَن أَن تنصب زهرَة على الْحَال ويحذف التَّنْوِين لسكونه وَسُكُون اللَّام من الْحَيَاة كَمَا قرىء {وَلَا اللَّيْل سَابق النَّهَار} بِنصب النَّهَار بسابق على تَقْدِير حذف التَّنْوِين لسكونه وَسُكُون اللَّام وَتَكون الْحَيَاة مخفوضة على الْبَدَل من مَا فِي قَوْله إِلَى مَا متعنَا فَيكون التَّقْدِير وَلَا تَمُدَّن عَيْنَيْك إِلَى الْحَيَاة الدُّنْيَا زهرَة أَي فِي حَال زهرتها وَلَا يحسن أَن تكون زهرَة بَدَلا من مَا على الْموضع فِي قَوْله الى مَا متعنَا لِأَن لنفتنهم مُتَعَلق بمتعنا فَهُوَ دَاخل فِي صلَة مَا ولنفتنهم دَاخل أَيْضا فِي الصِّلَة وَلَا يتَقَدَّم الْمُبدل على مَا هُوَ فِي الصِّلَة لِأَن الْبَدَل لَا يكون الا بعد تَمام الصِّلَة للمبدل مِنْهُ فَامْتنعَ بدل زهرَة من مَا على الْموضع

قَوْله {بَيِّنَة مَا} مَا فِي مَوضِع خفض باضافة الْبَيِّنَة اليها وَأَجَازَ الْكسَائي تَنْوِين بَيِّنَة فَتكون مَا بَدَلا من بَيِّنَة

قَوْله {فستعلمون من أَصْحَاب} من فِي مَوضِع رفع بِالِابْتِدَاءِ وَلَا يعْمل فِيهَا ستعلمون لِأَنَّهَا اسْتِفْهَام والاستفهام لَا يعْمل فِيهِ مَا قبله وَأَجَازَ الْفراء أَن تكون من فِي مَوضِع نصب يستعملون حمله على غير الِاسْتِفْهَام جعل من للْجِنْس كَقَوْلِه تَعَالَى {وَالله يعلم الْمُفْسد من المصلح}