مشكل إعراب القرآن

13 - تَفْسِير سُورَة الرَّعْد

قَوْله تَعَالَى {وَالَّذِي أنزل إِلَيْك} الَّذِي فِي مَوضِع رفع على الْعَطف على آيَات أَو على إِضْمَار هُوَ وَالْحق نعت للَّذي وَيجوز أَن يكون الَّذِي فِي مَوضِع خفض على الْعَطف على الْكتاب وَيكون الْحق رفعا على إِضْمَار مُبْتَدأ

قَوْله {بِغَيْر عمد ترونها} يجوز أَن يكون ترونها فِي مَوضِع خفض على النَّعْت لعمد وَيكون الْمَعْنى أَن ثمَّ عمدا وَلَكِن لَا يرى وَيجوز أَن تكون ترونها لَا مَوضِع لَهُ من الْإِعْرَاب وَأَنْتُم ترونها فَلَا يكون أَيْضا ثمَّ عمد وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع نصب على الْحَال من السَّمَوَات وَالْمعْنَى أَنه لَيْسَ ثمَّ عمد أَلْبَتَّة

قَوْله {أئذا كُنَّا} الْعَامِل فِي إِذا فعل مَحْذُوف دلّ عَلَيْهِ معنى الْكَلَام تَقْدِيره أنبعث إِذا وَمن قَرَأَهُ على لفظ الْخَبَر كَانَ تَقْدِيره لَا نبعث إِذا كُنَّا لأَنهم أَنْكَرُوا الْبَعْث فَدلَّ إنكارهم على هَذَا الْحَذف وَلَا يجوز أَن يعْمل كُنَّا فِي إِذا لِأَن الْقَوْم لم ينكروا كَونهم تُرَابا إِنَّمَا أَنْكَرُوا الْبَعْث بعد كَونهم تُرَابا فَلَا بُد من إِضْمَار فعل يعْمل فِي إِذا بِهِ يتم الْمَعْنى وَقيل لَا يعْمل كُنَّا فِي إِذا لِأَن إِذا مُضَافَة إِلَى كُنَّا والمضاف لَا يعْمل فِي الْمُضَاف إِلَيْهِ وَلَا يجوز أَن يعْمل فِي إِذا مبعوثون لِأَن مَا بعد إِن لَا يعْمل فِيمَا قبلهَا

قَوْله {وَلكُل قوم هاد} هاد ابْتِدَاء وَمَا قبله خَبره وَهُوَ وَلكُل قوم وَاللَّام مُتَعَلقَة بالاستقرار أَو الثَّبَات وَيجوز أَن يكون هاد عطف على مُنْذر فَتكون اللَّام مُتَعَلقَة بمنذر أَو بهاد تَقْدِيره فَإِنَّمَا أَنْت مُنْذر أَو هاد لكل قوم

قَوْله {يعلم مَا تحمل} إِن جعلت بِمَا بِمَعْنى الَّذِي كَانَت فِي مَوضِع نصب بيعلم وَالْهَاء محذوفة من تحمل تَقْدِيره تحمله وان جعلت مَا استفهاما كَانَت فِي مَوضِع رفع بِالِابْتِدَاءِ وَتحمل خَبره وتقدر هَاء محذوفة وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع نصب بيعلم وَفِيه بعد لحذف الْهَاء من الْخَبَر وَأكْثر مَا يجوز فِي الشّعْر وَالْأَحْسَن أَن تكون مَا فِي مَوضِع نصب بتحمل وَهِي اسْتِفْهَام

قَوْله {سَوَاء مِنْكُم من أسر} من رفع بِالِابْتِدَاءِ وَسَوَاء خبر مقدم وَالتَّقْدِير ذُو سَوَاء مِنْكُم من أسر وَيجوز أَن يكون سَوَاء بِمَعْنى مستو فَلَا يحْتَاج إِلَى تَقْدِير حذف ذُو

قَوْله {خوفًا وَطَمَعًا} مصدران

قَوْله {زبد مثله} ابْتِدَاء وَخبر وَقَالَ الْكسَائي زبد مُبْتَدأ وَمثله نَعته وَالْخَبَر وَمِمَّا يوقدون وَالْجُمْلَة وَقيل خبر زبد قَوْله فِي النَّار

قَوْله {جفَاء} نصب على الْحَال من الْمُضمر فِي فَيذْهب وَهُوَ ضمير الزّبد

قَوْله {وَمن صلح} من فِي مَوضِع نصب مفعول مَعَه أَو فِي مَوضِع رفع على الْعَطف على أُولَئِكَ أَو على الْعَطف على الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي يدْخلُونَهَا وَحسن الْعَطف على الْمُضمر الْمَرْفُوع بِغَيْر تَأْكِيد لأجل ضمير الْمَنْصُوب الَّذِي حَال بَينهمَا فَقَامَ مقَام التَّأْكِيد

قَوْله {الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات} ابْتِدَاء وطوبى ابْتِدَاء ثَان وَلَهُم خبر طُوبَى وَالْجُمْلَة خبر عَن الَّذين وَيجوز أَن يكون الَّذين فِي مَوضِع نصب على الْبَدَل من من أَو على إِضْمَار أَعنِي وَيجوز أَن يكون طُوبَى فِي مَوضِع نصب على إِضْمَار جعل لَهُم طُوبَى وتنصب وَحسن مآب وَلم يقْرَأ بِهِ أحد

قَوْله {مثل الْجنَّة الَّتِي وعد المتقون} مثل ابْتِدَاء وَالْخَبَر مَحْذُوف عِنْد سِيبَوَيْهٍ تَقْدِيره وَفِيمَا يُتْلَى عَلَيْكُم مثل الْجنَّة أَو فِيمَا يقص عَلَيْكُم مثل الْجنَّة وَقَالَ الْفراء تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار الْخَبَر تَقْدِيره حذف مثل وزيادتها وان الْخَبَر إِنَّمَا هُوَ عَمَّا أضيف إِلَيْهِ مثل لَا عَن مثل بِعَيْنِه فَهُوَ ملغى وَالْخَبَر عَمَّا بعده وَكَأَنَّهُ قَالَ الْجنَّة الَّتِي وعد المتقون تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار كَمَا يُقَال حلية فلَان أسمر على تَقْدِير حذف الْحِلْية

قَوْله {كفى بِاللَّه شَهِيدا} انتصب شَهِيدا على الْبَيَان وَبِاللَّهِ فِي مَوضِع رفع

قَوْله {وَمن عِنْده} من فِي مَوضِع رفع عطف على مَوضِع بِاللَّه أَو فِي مَوضِع خفض على الْعَطف على اللَّفْظ