المنتفق

Submitted by مشمش on جمعة, 06/11/2010 - 00:00

بطن من عامر ابن صعصعة العدنانيين ، اشتهروا باسم ابيهم . ومنازلهم الاجام في القصب بين البصرة والكوفة من العراق وامارتهم في بني معروف .

نسب وتاريخ المنتفق

هي قبيلة عربية كبيرة صريحة النسب وتنتسب الى المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعه بن عامر بن صعصعه بن معاوية بن بكر بن هوازن بن سليم بن منصور بن عكرمه بن خفصة بن قيس بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وقد دخلوا العراق مع الفتوحات الاسلامية واستقروا في منطقة آجام القصب بين البصرة والكوفة .

والحقيقة أن تاريخ المنتفق غامض ومتداخل بعض الشيء ويصعب تفصيله ولقد قمنا بتقسيم تاريخ المنتفق الى ثلاث مراحل سوف نستعرضها كالتالي :

المرحلة الأولى :

هي المرحلة التي بدأ فيها اسم قبيلة المنتفق يبرز بشكل واضح في أيام الخلافة العباسية ، ومن الذين ذكروا في تلك الأيام من المنتفق الشيخ أصغر شيخ المنتفق سنة 378 هـ الذى حارب القرامطة وانتصر عليهم ، وظل الشيخ أصغر رئيساً على المنتفق الى أن توفي عام 410 هـ ثم جعلت الرئاسة تنتقل من شيخ الى آخر .

وايضاً من أحداث المنتفق أنه في سنة 499هـ اتفقت مع قبيلة ربيعه وقاموا بمهاجمة البصرة ونهبوها .

وفي سنة 517هـ قام المنتفق ومعهم حاكم الحلة دبيس بن صدقة بمهاجمة البصرة فوجه اليهم الخليفة العساكر وهزمهم واخرجهم من البصرة ( انظر تاريخ البصرة ) .

في سنة 532 هـ صدر الأمر من الخليفة بتعيين ( الشيخ معروف شيخ المنتفق ) والياً على البصرة وفي عام 558هـ انضم ابن معروف ومعه قبيلته الى حملة السلطان محمد السلجوقي وذلك لمحاربة بني أسد الذين شقوا عصا الطاعة فهزموهم شر هزيمة واجلوهم عن ديارهم وسلمت بطائحهم الى ابن معروف فدخلتها عشائر المنتفق كما في تاريخ البصرة . وظلت عشائر المنتفق في البطائح الى اوائل القرن الثامن الهجري وخلال هذه الفترة أشغلتهم الحروب مع الدولة وفيما بينهم فتفرقوا وتشتتوا وضعف أمرهم وهذه نهاية المرحلة الأولى .

المرحلة الثانية :

هذه المرحلة من تاريخ المنتفق بدأت في بداية القرن التاسع حين استطاع الشبيب الاستيلاء على البصرة وقد استمروا في حكم البصرة الى أن أخذها منهم المشعشعون وكان آخر حكام البصرة من ال شبيب هو يحيى بن محمد بن مانع والذى قتل على يد السلطان محسن المشعشعي سنة 884هـ وظلت البصرة تحت حكم المشعشعون الى أن أخذها منهم محمد بن مغامس بن صقر بن يحيى واستعاد حكم آباؤه وأجداده وذلك سنة 915 هـ واستمر في حكم البصرة حتى وفاته سنة 934هـ .

ثم أتى بعده أخاه راشد بن مغامس بن صقر واستطاع أن يضم كل من الاحساء والقطيف الى حكمه واستمر بعد ذلك الشبيب في الحكم الى نهاية القرن العاشر وبعد ذلك استولى العثمانيين على البصرة والاحساء والقطيف وقضوا على الشبيب ، وبذلك انتهت المرحلة الثانية من تاريخ المنتفق ( انظر امارة الشبيب في شرق جزيرة العرب ) د. عبداللطيف الحميدان .

المرحلة الثالثة :

وهي تعتبر أهم المراحل نظراً لتأثيرها في مجرى الأحداث في العراق والجزيرة العربية فبعد أن قضى العثمانيون على حكام البصرة الشبيب او الراشد وهم يرجعون الى الفضل من ربيعة طي كما تذكر بعض المصادر تفرقت قبائل المنتفق وتشتت ولم يعد لها كيان وأصبحت تسودهم نوع من الفوضى وفي تلك الفترة بدأت القبائل النجدية القريبة من بادية السماوة بالدخول الى العراق وكان أولى هذه القبائل هي قبيلة الأجود من غزية طي وسائر قبائل غزية وكانت قبيلة الأجود قبيلة ضخمة وقوية فاستطاعت أن تسيطر على المنطقة الجنوبية من العراق وبادية السماوة وانضمت اليها الكثير من القبائل الأخرى وقد ألحقت بقبيلة بني مالك هزائم متتالية وظلت الأوضاع على ما هي عليه الى أن قدم أحد الأشراف من الحجاز ودخل في قبيلة بني مالك وكان رجلاً شريفاً كريماً وهو شبيب جد أسرة السعدون فتزوج من بني مالك ورزق من زوجته بأولاد وكبر أولاده وكانت الحروب متواصلة بين الأجود وبني مالك وقدر أن يقتل أحد أبناء شبيب في أحد هذه المعارك وتنكسر قبيلة بني مالك ثم بعد ذلك يقوم شبيب باعداد وتجهيز قبيلة بني مالك للإنتقام من قبيلة الأجود التى قتلت ابنه .

وفي أحد الأيام يقود شبيب بني مالك ويفاجئ قبيلة الأجود فجراً ويقتل منهم مقتلة كبيرة ويقال أنه لم يبقى من قبيلة الأجود إلا أربعين طفلاً مع أمهاتهم ورجل أشرف على تربية هؤلاء الأيتام ومنذ ذلك اليوم ونخوة الأجود هي ( يتمان ) . وهذه القصة هي الموروث الشعبي وقد أشارت اليها بعض المصادر .

بعد هذه المذبحة برز الشبيب واتفقوا مع من بقي من قبيلة الأجود وتزعموا على قبيلة بني مالك والأجود تحت اسم المتفق ثم حرف الى المنتفق وانضم الى هذا الاتفاق قبيلة بني سعيد وأصبحت كل قبيلة من هذا الاتفاق تمثل ثلث الأثلاث وتتبعهم عشرات القبائل الصغيرة .

واستمر الوضع تحت زعامة الشبيب ثم السعدون وأصبح هذا الاتحاد من أقوى الاتحادات القبائلية وسيطروا على المنطقة الجنوبية من العراق ووصلت غزواتهم الى الاحساء والقصيم والبادية السورية وخاضوا العديد من المعارك ضد الدولة العثمانية والفرس وانتصروا في كثير منها .

الحقيقة أن تاريخ المنتفق في هذه المرحلة ( امارة السعدون ) كبير وحافل بالأحداث ولا نستطيع أن ندرجه بالكامل ولكن ما كتبناه هو لمحة بسيطة عن تاريخ هذه القبيلة العريقة .