فصل في الدولة الأموية القائمة بالأندلس

أولهم عبدالرحمن بن معاوية بن هشام به عبد الملك بن مروان بويع بالخلافة لما دخل الأندلس هاربا وذلك في سنة ثمان وثلاثين ومائة وكان من أهل العلم والعدل مات سنة سبعين ومائة في ربيع الآخر وقام بعده أبنه هشام أبو الوليد ومات في شهر صفر سنة ثمانين ومائة وقام بعده ابنه الحكم أبو المظفر الملقب بالمرتضى ومات في ذي الحجة سنة ست ومائتين وقام بعده ابنه عبدالرحمن وهو أول من فخم الملك بالأندلس من الأموية وكساه أبهة الخلافة والجلالة وفي ايامه أحدث بالأندلس لبس المطرز وضرب الدراهم ولم يكن بها دار ضرب منذ فتحهاالعرب وإنما كانوا يتعاملون بما يحمل إليهم من دراهم أهل المشرق وكان شبيها بالوليد بن عبدالملك في جبروتيته بالمأمون العباسي في طلب الكتب الفلسفية وهو أول من أدخل الفلسفة الأندلس ومات سنة تسع وثلاثين ومائتين وقام بعده ابنه محمد مات في صفر سنة ثلاث وسبعين ومائتين وقام ابنه المنذر ومات في صفر سنة خمس وسبعين وقام أخوه عبدالله وهو أصلح خلفاء الأندلس علما ودينا مات في ربيع الأول سنة ثلاثمائة وقام حفيده عبد الرحمن بن محمد الملقب بالناصر وهو أول من تسمى بالأندلس بالخلافة وبأمير المؤمنين وذلك لما وهت الدولة العباسية في أيام المقتدر وكان الذين قبله إنما يتسمون بالأمير فقط مات في رمضان سنة خمسين وثلثمائة وقام ابنه الحكم المستنصر ومات في صفر سنة ست وستين وقام ابنه هشام المؤيد ثم خلع وحبس سنة تسع وتسعين وقام محمد بن هشام بن عبدالحبار بن الناصر عبدالرحمن ولقب المهدي سنة عشر شهرا ثم خرج عليه ابن اخيه هشام بن سليمان بن الناصر عبدالرحمن وبويع وتلقب بالرشيد فحاربه عمه وقتله واتفق الناس على خلع عمه فاختفى ثم قتل وبايعوا ابن أخي هشام المقتول سليمان بن الحكم المستنصر ولقب بالمستعين ثم قاتلوه وأسر سنة ست واربعمائة وقام عبدالرحمن بن عبدالملك بن الناصر ولقب المرتضى وقتل في آخر العام ثم وهت الدولة الأموية وقامت الدولة العلوية الحسنية فولى الناصر على بن حمود في المحرم سنة سبع وأربعمائة ثم قتل في ذي القعدة سنة ثمان وأربعمائة وقام أخوه المأمون القاسم وخلع سنة إحدى عشرة وقام ابن أخيه يحيى بن الناصر على بن حمود ولقب المستعلى وقتل بعد سنة وسبعة أشهر ثم عادت الدولة الأموية فولى المستظهر عبدالرحمن بن هشام بن عبدالجبار ثم قتل بعد خمسين يوما وقام محمد بن عبدالرحمن بن عبيد الله بن الناصر عبدالرحمن ولقب المستكفي وخلع بعد سنة وأربعة أشهر وقام هشام بن محمد بن عبدالملك بن الناصر عبدالرحمن ولقب المعتمد فأقام مدة ثم خلع وسجن إلى أن مات في صفر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وماتت بموته الدولة الأموية بالأندلس