نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الأعراف آية 39
وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ

التفسير الميسر وقال المتبوعون من الرؤساء وغيرهم لأتباعهم: نحن وأنتم متساوون في الغيِّ والضلال، وفي فِعْلِ أسباب العذاب فلا فَضْلَ لكم علينا، قال الله تعالى لهم جميعًا: فذوقوا العذاب أي عذاب جهنم؛ بسبب ما كسبتم من المعاصي.

تفسير الجلالين
39 - (وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل) لأنكم تكفرون بسببنا فنحن وأنتم سواء ، قال تعالى لهم (فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون)

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار} أي مع أمم؛ فـ {ـفي} بمعنى مع.
وهذا لا يمتنع؛ لأن قولك : زيد في القوم، أي مع القوم.
وقيل : هي على بابها، أي ادخلوا في جملتهم.
والقائل قيل : هو الله عز وجل، أي قال الله ادخلوا.
وقيل : هو مالك خازن النار.
{كلما دخلت أمة لعنت أختها} أي التي سبقتها إلى النار، وهي أختها في، الدين والملة.
{حتى إذا اداركوا فيها جميعا} أي اجتمعوا.
وقرأ الأعمش {تداركوا} وهو الأصل، ثم وقع الإدغام فاحتيج إلى ألف الوصل.
وحكاها المهدوي عن ابن مسعود.
النحاس : وقرأ ابن مسعود {حتى إذا ادركوا} أي أدرك بعضهم بعضا.
وعصمة عن أبي عمرو {حتى إذا اداركوا} بإثبات الألف على الجمع بين الساكنين.
وحكى : هذان عبدا الله.
وله ثلثا المال.
وعن أبي عمرو أيضا {إذا اداركوا} بقطع ألف الوصل؛ فكأنه سكت على {إذا} للتذكر، فلما طال سكوته قطع ألف الوصل؛ كالمبتدئ بها.
وقد جاء في الشعر قطع ألف الوصل نحو قوله : يا نفس صبرا كل حي لاقي ** وكل اثنين إلى افتراق وعن مجاهد وحميد بن قيس {حتى إذ ادركوا} بحذف ألف {إذا} لالتقاء الساكنين، وحذف الألف التي بعد الدال.
{جميعا} نصب على الحال.
{قالت أخراهم لأولاهم} أي آخرهم دخولا وهم الأتباع لأولاهم وهم القادة.
{ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار} فاللام في {لأولاهم} لام أجل؛ لأنهم لم يخاطبوا أولاهم ولكن قالوا في حق أولاهم ربنا هؤلاء أضلونا.
والضعف المثل الزائد على مثله مرة أو مرات.
وعن ابن مسعود أن الضعف ههنا الأفاعي والحيات.
ونظير هذه الآية {ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا} [الأحزاب : 68].
وهناك يأتي ذكر الضعف بأبشع من هذا وما يترتب عليه من الأحكام، إن شاء الله تعالى.
{قال لكل ضعف} أي للتابع والمتبوع.
{ولكن لا تعلمون} على قراءة من قرأ بالياء؛ أي لا يعلم كل فريق ما بالفريق الآخر، إذ لو علم بعض من في النار أن عذاب أحد فوق عذابه لكان نوع سلوة له.
وقيل : المعنى {ولكن لا تعلمون} بالتاء، أي ولكن لا تعلمون أيها المخاطبون ما يجدون من العذاب.
ويجوز أن يكون المعنى ولكن لا تعلمون يأهل الدنيا مقدار ما هم فيه من العذاب.
{وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل} أي قد كفرتم وفعلتم كما فعلنا، فليس تستحقون تخفيفا من العذاب {فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون}.

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً عما يقوله لهؤلاء المشركين به المفترين عليه المكذبين بآياته ‏{‏ادخلوا في أمم‏}‏ أي من أمثالكم وعلى صفاتكم، ‏{‏قد خلت من قبلكم‏}‏ أي من الأمم السالفة الكافرة، ‏{‏من الجن والإنس في النار‏}‏ ويحتمل أن يكون ‏{‏في أمم‏}‏ أي مع أمم‏. ‏ وقوله‏:‏ ‏{‏كلما دخلت أمة لعنت أختها‏}‏ كما قال الخليل عليه السلام، ‏{‏ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض‏}‏ الآية‏. ‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏حتى إذا اداركوا فيها جميعا‏}‏ أي اجتمعوا فيها كلهم ‏{‏قالت أخراهم لأولاهم‏}‏ أي أخراهم دخولاً وهم الأتباع لأولاهم وهم المتبوعون لأنهم أشد جرماً من أتباعهم فدخلوا قبلهم فيشكوهم الأتباع إلى اللّه يوم القيامة لأنهم هم الذين أضلوهم عن سواء السبيل، فيقولون‏:‏ ‏{‏ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار‏}‏ أي ضعِّف عليهم، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب‏}‏ الآية‏. ‏ وقوله‏:‏ ‏{‏قال لكل ضعف‏}‏ أي قد فعلنا ذلك وجازينا كلاً بحسبه، كقوله‏:‏ ‏{‏الذين كفروا وصدوا عن سبيل اللّه زدناهم عذابا‏}‏ الآية، وقوله: {وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم}، وقوله: {ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم} الآية، {وقالت أولاهم لأخراهم} أي قال المتبوعون للأتباع: {فما كان لكم علينا من فضل}، قال السدي: لقد ضللتم كما ضللنا، {فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون}، وهذه الحال كما أخبر اللّه تعالى عنهم في حال محشرهم في قوله تعالى: {ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين} الآيات.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি