نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة البقرة آية 80
وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ

التفسير الميسر وقال بنو إسرائيل: لن تصيبنا النار في الآخرة إلا أيامًا قليلة العدد. قل لهم -أيها الرسول مبطلا دعواهم-: أعندكم عهد من الله بهذا، فإن الله لا يخلف عهده؟ بل إنكم تقولون على الله ما لا تعلمون بافترائكم الكذب.

تفسير الجلالين
80 - (وقالوا) لما وعدهم النبي النار (لن تمسنا) تصيبنا (النار إلا أياما معدودة) قليلة أربعين يوما مدة عبادة آبائهم العجل [وقيل أربعة أيام] ثم تزول (قل) لهم يا محمد (أتخذتم) حذفت منه همزة الوصل استغناء بهمزة الاستفهام (عند الله عهدا) ميثاقا منه بذلك (فلن يخلف الله عهده) به ، لا (أم) بل (تقولون على الله ما لا تعلمون)

تفسير القرطبي
فيه ثلاث مسائل: الأولى: قوله تعالى{وقالوا} يعني اليهود.
{لن تمسنا النار إلا أياما معدودة} اختلف، في سبب نزولها، فقيل : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لليهود : (من أهل النار).
قالوا : نحن، ثم تخلفونا أنتم.
فقال : (كذبتم لقد علمتم أنا لا نخلفكم) فنزلت هذه الآية، قال ابن زيد.
وقال عكرمة عن ابن عباس : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تقول : إنما هذه الدنيا سبعة آلاف، وإنما يعذب الناس في النار لكل ألف سنة من أيام الدنيا يوم واحد في النار من أيام الآخرة، وإنما هي سبعة أيام، فأنزل الله الآية، وهذا قول مجاهد.
وقالت طائفة : قالت اليهود إن في التوراة أن جهنم مسيرة أربعين سنة، وأنهم يقطعون في كل يوم سنة حتى يكملوها وتذهب جهنم.
ورواه الضحاك عن ابن عباس.
وعن ابن عباس : زعم اليهود أنهم وجدوا في التوراة مكتوبا أن ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين سنة إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزقوم.
وقالوا : إنما نعذب حتى ننتهي إلى شجرة الزقوم فتذهب جهنم وتهلك.
وعن ابن عباس أيضا وقتادة : أن اليهود قالت إن الله أقسم أن يدخلهم النار أربعين يوما عدد عبادتهم العجل، فأكذبهم الله، كما تقدم.
الثانية:في هذه الآية رد على أبي حنيفة وأصحابه حيث استدلوا بقوله عليه السلام : (دعي الصلاة أيام أقرائك) في أن مدة الحيض ما يسمى أيام الحيض، وأقلها ثلاثة وأكثرها عشرة، قالوا : لأن ما دون الثلاثة يسمى يوما ويومين، وما زاد على العشرة يقال فيه أحد عشر يوما ولا يقال فيه أيام، وإنما يقال أيام من الثلاثة إلى العشرة، قال الله تعالى{فصيام ثلاثة أيام في الحج} [البقرة:196]، {تمتعوا في داركم ثلاثة أيام} [هود:65]، {سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما} [هود:7].
فيقال لهم : فقد قال الله تعالى في الصوم{أياما معدودات} يعني جميع الشهر، وقال{لن تمسنا النار إلا أياما معدودات} [آل عمران:24] يعني أربعين يوما.
وأيضا فإذا أضيفت الأيام إلى عارض لم يرد به تحديد العدد، بل يقال : أيام مشيك وسفرك وإقامتك، وإن كان ثلاثين وعشرين وما شئت من العدد، ولعله أراد ما كان معتادا لها، والعادة ست أو سبع، فخرج عليه، والله اعلم.
الثالثة:قوله تعالى:{قل أتخذتم} تقدم القول في {اتخذ} فلا معنى لإعادته.
قوله تعالى: {عند الله عهدا} أي أسلفتم عملا صالحا فآمنتم وأطعتم فتستوجبون بذلك الخروج من النار! أو هل عرفتم ذلك بوحيه الذي عهده إليكم.
قوله تعالى{فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون} توبيخ وتقريع.

تفسير ابن كثير يقول تعالى إخباراً عن اليهود فيما نقلوه وادعوه لأنفسهم، من أنهم لن تمسّهم النار إلا أياماً معدودة، ثم ينجون منها، فردَّ اللّه عليهم ذلك بقوله تعالى: {قل أتخذتم عند اللّه عهداً} أي بذلك، فإن كان قد وقع عهد فهو لا يخلف عهده، ولكن هذا ما جرى ولا كان، ولهذا أتى بأم التي بمعنى بل أي بل تقولون على اللّه ما لا تعلمون من الكذب والافتراء عليه. قال مجاهد عن ابن عباس: إن اليهود كانوا يقولون: إن هذه الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما نعذّب بكل ألف سنةٍ يوماً في النار، وإنما هي سبعة أيام معدودة، فأنزل اللّه تعالى: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة} إلى قوله: {خالدون} وقال العوفي عن ابن عباس: قالوا لن تمسنا النار إلا أربعين ليلة وهي مدة عبادتهم العجل، وقال قتادة: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة} يعني الأيام التي عبدنا فيها العجل، وقال عكرمة: خاصمت اليهود رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالوا: لن ندخل النار إلا أربعين ليلة، وسيخلفنا فيها قوم آخرون، يعنون محمداً صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه، فقال: رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بيده على رءوسهم: ""بل أنتم خالدون ومخلدون لا يخلفكم فيها أحد""، فأنزل اللّه عز وجلّ: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة} الآية. عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: لما فتحت خيبر أهديت لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شاة فيها سمُّ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ""اجمعو لي من كان من اليهود هنا""فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (من أبوكم؟) قالوا: فُلان، قال: (كذبتم بل أبوكم فلان) فقالوا: صدقت وبررت، ثم قال لهم: (هل أنتم صادقيَّ عن شيء إن سألتكم عنه؟) قالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (من أهل النار؟) فقالوا: نكون فيها يسيراً ثم تخلفونا فيها، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : اخسئوا واللّه لا نخلفكم فيها أبداً) ثم قال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (هل أنتم صادقيَّ عن شيء إن سألتكم عنه؟)، قالوا: نعم يا أبا القاسم، قال: (هل جعلتم في هذه الشاة سماً؟) فقالوا: نعم، قال: (فما حملكم على ذلك؟)، فقالوا: أردنا إن كنت كاذباً أن نستريح منك، وإن كنت نبياً لم يضرك ""رواه الإمام أحمد والبخاري والنسائي وابن مردويه واللفظ له عن أبي هريرة رضي اللّه عنه"".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি