نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الأنعام آية 11
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

التفسير الميسر قل لهم -أيها الرسول-: سيروا في الأرض ثم انظروا كيف أعقب الله المكذبين الهلاك والخزي؟ فاحذروا مثل مصارعهم، وخافوا أن يحلَّ بكم مثل الذي حل بهم.

تفسير الجلالين
11 - (قل) لهم (سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين) الرسل من هلاكهم بالعذاب ليعتبروا

تفسير القرطبي
قوله تعالى {قل سيروا في الأرض} أي قل يا محمد لهؤلاء المستهزئين المستسخرين المكذبين : سافروا في الأرض فانظروا واستخبروا لتعرفوا ما حل بالكفرة قبلكم من العقاب وأليم العذاب وهذا السفر مندوب إليه إذا كان على سبيل الاعتبار بآثار من خلا من الأمم وأهل الديار، والعاقبة آخر الأمر.
والمكذبون هنا من كذب الحق وأهله لا من كذب بالباطل.
قوله تعالى {قل لمن ما في السماوات والأرض} هذا أيضا احتجاج عليهم؛ المعنى قل لهم يا محمد {لمن في السماوات والأرض} فإن قالوا لمن هو؟ فقل هو {لله} المعنى : إذا ثبت أن له ما في السماوات والأرض وأنه خالق الكل إما باعترافهم أو بقيام الحجة عليهم، فالله قادر على أن يعاجلهم بالعقاب ويبعثهم بعد الموت، ولكنه {كتب على نفسه الرحمة} أي وعد بها فضلا منه وكرما فلذلك أمهل وذكر النفس هنا عبارة عن وجود وتأكيد وعده، وارتفاع الوسائط دونه؛ ومعنى الكلام الاستعطاف منه تعالى للمتولين عنه إلى الإقبال إليه، وإخبار منه سبحانه بأنه رحيم بعباده لا يعجل عليهم بالعقوبة، ويقبل منهم الإنابة والتوبة.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسوله الله صلى الله عليه وسلم : (لما قضى الله الخلق كتب في كتاب على نفسه فهو موضوع عنده إن رحمتي تغلب غضبي) أي لما أظهر قضاءه وأبرزه لمن شاء أظهر كتابا في اللوح المحفوظ أو فيما شاءه مقتضاه خبر حق ووعد صدق (إن رحمتي تغلب غضبي) أي تسبقه وتزيد عليه.
قوله تعالى {ليجمعنكم} اللام لام القسم، والنون نون التأكيد.
وقال الفراء وغيره : يجوز أن يكون تمام الكلام عند قوله {الرحمة} ويكون ما بعده مستأنفا على جهة التبيين؛ فيكون معنى {ليجمعنكم} ليمهلنكم وليؤخرن جمعكم.
وقيل : المعنى ليجمعنكم أي في القبور إلى اليوم الذي أنكرتموه.
وقيل : {إلى} بمعنى في، أي ليجعنكم في يوم القيامة.
وقيل : يجوز أن يكون موضع {ليجمعنكم} نصبا على البدل من الرحمة؛ فتكون اللام بمعنى (أن) المعنى : كتب ربكم على نفسه ليجمعنكم، أي أن يجمعكم؛ وكذلك قال كثير من النحويين في قوله تعالى {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه} [يوسف:35] أي أن يسجنوه.
وقيل : موضعه نصب بـ {كتب}؛ كما تكون (أن) في قوله عز وجل {كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة} [الأنعام : 54] وذلك أنه مفسر للرحمة بالإمهال إلى يوم القيامة؛ عن الزجاج.
{لا ريب فيه} لا شك فيه.
{الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون} ابتداء وخبر، قاله الزجاج، وهو أجود ما قيل فيه؛ تقول : الذي يكرمني فله درهم، فالفاء تتضمن معنى الشرط والجزاء.
وقال الأخفش : إن شئت كان {الذين} في موضع نصب على البدل من الكاف والميم في {ليجمعنكم} أي ليجمعن المشركين الذين خسروا أنفسهم؛ وأنكره المبرد وزعم أنه خطأ؛ لأنه لا يبدل من المخاطَب ولا من المخاطِب، لا يقال : مررت بك زيد ولا مررت بي زيد لأن هذا لا يشكل فيبيَّن.
قال القتبي : يجوز أن يكون {الذين} جزاء على البدل من {المكذبين} الذين تقدم ذكرهم.
أو على النعت لهم.
وقيل : {الذين} نداء مفرد.

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً عن المشركين وعنادهم ومكابرتهم للحق ومباهاتهم ومنازعتهم فيه، {ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس فلمسوه بأيديهم} أي عاينوه ورأوا نزوله وباشروا ذلك، لقال {الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين}، وهذا كما قال تعالى مخبراً عن مكابرتهم للمحسوسات، {ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} وكقوله تعالى: {وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم}، {وقالوا لولا أنزل عليه ملك} أي ليكون معه نذيراً، قال اللّه تعالى: {ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون} أي لو نزلت الملائكة على ما هم عليه لجاءهم من الله العذاب، كماقال اللّه تعالى: ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين}، وقوله: {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين} الآية، وقوله تعالى: {ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً وللبسنا عليهم ما يلبسون} أي ولو أنزلنا مع الرسول البشري ملكاً، أي لو بعثنا إلى البشر رسولاً ملكياً، لكان على هيئة الرجل ليمكنهم مخاطبته والانتفاع بالأخذ عنه، ولو كان كذلك لالتبس عليهم الأمر كما هم يلبسون على أنفسهم في قبول رسالة البشريّ، كقوله تعالى: {قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً}، فمن رحمته تعالى بخلقه أنه يرسل إلى كل صنف من الخلائق رسلاً منهم ليدعو بعضهم بعضاً، وليمكن بعضهم أن ينتفع ببعض في المخاطبة والسؤال، كما قال تعالى: {لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم} الآية. قال الضحاك عن ابن عباس في الآية يقول: لو أتاهم ملك ما أتاهم إلا في صورة رجل لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة من النور، {وللبسنا عليهم ما يلبسون} أي ولخلطنا عليهم ما يخلطون، وقيل: ولشبهنا عليهم. وقوله: {ولقد استهزىء برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون} هذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم في تكذيب من كذبه من قومه، ووعد له وللمؤمنين به بالنصرة والعاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، ثم قال تعالى: {قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين} أي فكروا في أنفسكم، وانظروا ما أحل الله بالقرون الماضية الذين كذبوا رسله وعاندوهم من العذاب والنكال، والعقوبة في الدنيا مع ما ادخر لهم من العذاب الأليم في الآخرة وكيف نجَّى رسله وعباده المؤمنين.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি