نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة البقرة آية 68
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ

التفسير الميسر قالوا: ادع لنا ربَّك يوضح لنا صفة هذه البقرة، فأجابهم: إن الله يقول لكم: صفتها ألا تكون مسنَّة هَرِمة، ولا صغيرة فَتِيَّة، وإنما هي متوسطة بينهما، فسارِعوا إلى امتثال أمر ربكم.

تفسير الجلالين
68 - فلما علموا أنه عزم (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي) أي ما سنُّها ؟ (قال) موسى (إنه) أي الله (يقول إنها بقرة لا فارض) مسنة (ولا بكر) صغيرة (عوان) نصف (بين ذلك) المذكور من السنين (فافعلوا ما تؤمرون) به من ذبحها

تفسير القرطبي
قوله تعالى{قالوا ادع لنا ربك} هذا تعنيت منهم وقلة طواعية، ولو امتثلوا الأمر وذبحوا أي بقرة كانت لحصل المقصود، لكنهم شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، قاله ابن عباس وأبو العالية وغيرهما.
ونحو ذلك روى الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولغة بنى عامر {ادع}.
قوله تعالى:و{يبين لنا} مجزوم على جواب الأمر، {ما هي} ابتداء وخبر وماهية الشيء : حقيقته وذاته التي هو عليها.
قوله تعالى:{قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك} في هذا دليل على جواز النسخ قبل وقت الفعل، لأنه لما أمر ببقرة اقتضى أي بقرة كانت، فلما زاد في الصفة نسخ الحكم الأول بغيره، كما لو قال : في ثلاثين من الإبل بنت مخاض، ثم نسخه بابنة لبون أو حقة.
وكذلك ههنا لما عين الصفة صار ذلك نسخا للحكم المتقدم.
والفارض : المسنة.
وقد فرضت تفرض فروضا، أي أسنت.
ويقال للشيء القديم فارض، قال الراجز : شيب أصداغي فرأسي أبيض ** محامل فيها رجال فرض يعني هرمي، قال آخر : لعمرك قد أعطيت جارك فارضا ** تساق إليه ما تقوم على رجل أي قديما، وقال آخر : يا رب ذي ضغن علي فارض ** له قروء كقروء الحائض أي قديم.
و{لا فارض} رفع على الصفة لبقرة.
{ولا بكر} عطف.
وقيل{لا فارض} خبر مبتدأ مضمر، أي لا هي فارض وكذا {لا ذلول}، وكذلك {لا تسق الحرث} وكذلك {مسلمة} فاعلمه.
وقيل : الفارض التي قد ولدت بطونا كثيرة فيتسع جوفها لذلك، لأن معنى الفارض في اللغة الواسع، قال بعض المتأخرين.
والبكر : الصغيرة التي لم تحمل.
وحكى القتبي أنها التي ولدت.
والبكر : الأول من الأولاد، قال : يا بكر بكرين ويا خلب الكبد ** أصبحت مني كذراع من عضد والبكر أيضا في إناث البهائم وبني آدم : ما لم يفتحله الفحل، وهي مكسورة الباء.
وبفتحها الفتي من الإبل.
والعوان : النصف التي قد ولدت بطنا أو بطنين، وهي أقوى ما تكون من البقر وأحسنه، بخلاف الخيل، قال الشاعر يصف فرسا : كميت بهيم اللون ليس بفارض ** ولا بعوان ذات لون مخصف فرس أخصف : إذا ارتفع البلق من بطنه إلى جنبه.
وقال مجاهد : العوان من البقرة هي التي قد ولدت مرة بعد مرة.
وحكاه أهل اللغة.
ويقال : إن العوان النخلة الطويلة، وهي فيما زعموا لغة يمانية.
وحرب عوان : إذا كان قبلها حرب بكر، قال زهير : إذا لقحت حرب عوان مضرة ** ضروس تهر الناس أنيابها عصل أي لا هي صغيرة ولا هي مسنة، أي هي عوان، وجمعها {عون} بضم العين وسكون الواو وسمع {عون} بضم الواو كرسل.
وقد تقدم.
وحكى الفراء من العوان عونت تعوينا.
قوله تعالى{فافعلوا ما تؤمرون} تجديد للأمر وتأكيد وتنبيه على ترك التعنت فما تركوه وهذا يدل على أن مقتضى الأمر الوجوب كما تقول الفقهاء، وهو الصحيح على ما هو مذكور في أصول الفقه، وعلى أن الأمر على الفور، وهو مذهب أكثر الفقهاء أيضا ويدل على صحة ذلك أنه تعالى استقصرهم حين لم يبادروا إلى فعل ما أمروا به فقال{فذبحوها وما كادوا يفعلون} [البقرة:71].
وقيل : لا، بل على التراخي، لأنه لم يعنفهم على التأخير والمراجعة في الخطاب.
قاله ابن خويز منداد.

تفسير ابن كثير أخبر تعالى عن تعنت بني إسرائيل وكثرة سؤالهم لرسولهم ولهذا لما ضيقوا على أنفسهم ضيق اللّه عليهم ولو أنهم ذبحوا أيَّ بقرة كانت لوقعت الموقع عنهم ولكنهم شدَّدوا فشدَّد عليهم فقالوا {ادع لنا ربك يبين لنا ما هي} أي ما هذه البقرة؟ وأي شيء صفتها؟ قال ابن جرير عن ابن عباس: ""لو أخذوا أدنى بقرة لاكتفوا بها ولكنهم شدَّدوا فشدَّد عليهم""قال: {إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر} أي لا كبيرة هرمة ولا صغيرة لم يلحقها الفحل. وقال الضحّاك عن ابن عباس: {عوان بين ذلك} يقول نَصَفٌ بين الكبيرة والصغيرة، وهي أقوى ما يكون من الدواب والبقر وأحسن ما تكون. وقال سعيد بن جبير: {فاقع لونها} صافية اللون. وقال العوفي عن ابن عباس: {فاقع لونها} شديدة الصفرة تكاد من صفرتها تبيض، وقال السدي: {تسر الناظرين} أي تعجب الناظرين. وقوله تعالى: {إن البقر تشابه علينا} أي لكثرتها فميز لنا هذه البقرة وصفها وحلها لنا {وإنا إن شاء الله} إذا بينتها لنا {لمهتدون} إليها عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (لولا أن بني إسرائيل قالوا {وإنا إن شاء الله لمهتدون} لما أعطوا ولكن استثنوا) ""أخرجه ابن أبي حاتم ورواه الحافظ ابن مردويه بنحوه""{قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث} أي إنها ليست مذللة بالحراثة، ولا معدة للسقي في الساقية، بل هي مكرمة حسنة صبيحة مسلَّمة صحيحة لا عيب فيها {لا شية فيها} أي ليس فيها لون غير لونها وقال قتادة {مسلَّمة} يقول: لا عيب فيها {لا شية فيها} لونها واحد بهيم قاله عطاء {قالوا الآن جئت بالحق} قال قتادة: الآن بينت لنا، {فذبحوها وما كادوا يفعلون} قال الضحاك عن ابن عباس: كادوا أن لا يفعلوا - ولم يكن ذلك الذي أرادوا - لأنهم أرادوا أن لا يذبحوها، يعني أنهم مع هذا البيان وهذه الأسئلة والإيضاح ما ذبحوها إلا بعد الجهد، وفي هذا ذم لهم وذلك أنه لم يكن غرضهم إلا التعنت فلهذا ما كادوا يذبحونها. قال ابن جرير: لم يكادوا أن يفعلوا ذلك خوف الفضيحة إن اطلع اللّه على قاتل القتيل الذي اختصموا فيه ثم اختار أن الصواب في ذلك أنهم لم يكادوا يفعلوا ذلك لغلاء ثمنها وللفضيحة.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি