- الاسلامية
- بحث القرآن الكريم بمختلف اللغات
- الدعاء من الكتاب والسنة
- مشكل إعراب القرآن
- مفردات ألفاظ القرآن الكريم
- تلاوة القرآن الكريم
- كتاب عدد آي القرآن وكلمه وحروفه ومعرفة خموسه وعشوره ومكيه ومدنيه
- ألف سؤال وجواب في القرآن
- مشروع القرآن الكريم
- أذكار وأدعيـة الصلاة
- كيف تحفظ القرآن
- حفظ سورة البقرة
- كتاب فقه السنة
- صحيح البخاري
- تغريدات #السيرة_النبوية
- قصص اﻷنبياء
- تاريخ الخلفاء للسيوطي
- العلاج بالأغذية والأعشاب
- منتخب الكلام في تفسير الأحلام
- ملاحظاتكم - الشبكة الاسلامية
- أدعية مختارة باللغتين العربية والانجليزية
- الثقافية
- الجغرافية
- الاجتماعية
- آراء
- وظائف
- خريطة الموقع
- اتصل بنا
- التسجيل
نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها
سورة المائدة آية 32
مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ
التفسير الميسر
بسبب جناية القتل هذه شَرَعْنا لبني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير سبب من قصاص، أو فساد في الأرض بأي نوع من أنواع الفساد، الموجب للقتل كالشرك والمحاربة فكأنما قتل الناس جميعًا فيما استوجب من عظيم العقوبة من الله، وأنه من امتنع عن قَتْل نفس حرَّمها الله فكأنما أحيا الناس جميعًا؛ فالحفاظ على حرمة إنسان واحد حفاظ على حرمات الناس كلهم. ولقد أتت بني إسرائيل رسلُنا بالحجج والدلائل على صحة ما دعَوهم إليه من الإيمان بربهم، وأداء ما فُرِضَ عليهم، ثم إن كثيرًا منهم بعد مجيء الرسل إليهم لمتجاوزون حدود الله بارتكاب محارم الله وترك أوامره.تفسير الجلالين
32 - (من أجل ذلك) الذي فعله قابيل (كتبنا على بني إسرائيل أنه) أي الشأن (من قتل نفسا بغير نفس) قتلها (أو) بغير (فساد) أتاه (في الأرض) من كفر أو زنا أو قطع طريق أو نحوه (فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها) بأن امتنع عن قتلها (فكأنما أحيا الناس جميعا) قال ابن عباس: مِنْ حيثُ انتهاكِ حرمتها وصونها (ولقد جاءتهم) أي بني إسرائيل (رسلنا بالبينات) المعجزات (ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون) مجاوزون الحد بالكفر والقتل وغير ذلك
تفسير القرطبي
قوله تعالى {من أجل ذلك} أي من جراء ذلك القاتل وجريرته.
وقال الزجاج : أي من جنايته؛ يقال : أجل الرجل على أهله شرا يأجل أجلا إذا جنى؛ مثل أخذ يأخذ أخذ.
قال الخنوت : وأهل خباء صالح كنت بينهم ** قد احتربوا في عاجل أنا آجله أي جانيه، وقيل : أنا جاره عليهم.
وقال عدي بن زيد : أجل أن الله قد فضلكم ** فوق من أحكأ صلبا بإزار وأصله الجر؛ ومنه الأجل لأنه وقت يجر إليه العقد الأول.
ومنه الآجل نقيض العاجل، وهو بمعنى يجر إليه أمر متقدم.
ومنه أجل بمعنى نعم.
لأنه انقياد إلى ما جر إليه.
ومنه الإجل للقطيع من بقر الوحش؛ لأن بعضه ينجر إلى بعض؛ قاله الرماني.
وقرأ يزيد بن القعقاع أبو جعفر {من أجل ذلك} بكسر النون وحذف الهمزة وهي لغة، والأصل {من إجل ذلك} فألقيت كسرة الهمزة على النون وحذفت الهمزة.
ثم قيل : يجوز أن يكون قوله {من أجل ذلك} متعلقا بقوله {من النادمين}[المائدة : 31] ، فالوقف على قوله {من أجل ذلك}.
ويجوز أن يكون متعلقا بما بعده وهو {كتبنا}.
فـ {من أجل} ابتداء كلام والتمام {من النادمين}؛ وعلى هذا أكثر الناس؛ أي من سبب هذه النازلة كتبنا.
وخص بني إسرائيل بالذكر وقد تقدمته أمم قبلهم كان قتل النفس فيهم محظورا - لأنهم أول أمة نزل الوعيد عليهم في قتل الأنفس مكتوبا، وكان قبل ذلك قولا مطلقا؛ فغلظ الأمر على بني إسرائيل بالكتاب بحسب طغيانهم وسفكهم الدماء.
ومعنى {بغير نفس} أي بغير أن يقتل نفسا فيستحق القتل.
وقد حرم الله القتل في جميع الشرائع إلا بثلاث خصال : كفر بعد إيمان، أو زني بعد إحصان، أو قتل نفس ظلما وتعديا.
{أو فساد في الأرض} أي شرك، وقيل : قطع طريق.
وقرأ الحسن {أو فسادا} بالنصب على تقدير حذف فعل يدل عليه أول الكلام تقديره؛ أو أحدث فسادا؛ والدليل عليه قوله {من قتل نفسا بغير نفس} لأنه من أعظم الفساد.
وقرأ العامة {فساد} بالجر على معنى أو بغير فساد.
{فكأنما قتل الناس جميعا} اضطرب لفظ المفسرين في ترتيب هذا التشبيه لأجل أن عقاب من قتل الناس جميعا أكثر من عقاب من قتل واحدا؛ فروي عن ابن عباس أنه قال : المعنى من قتل نبيا أو إمام عدل فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياه بأن شد عضده ونصره فكأنما أحيا الناس جميعا.
وعنه أيضا أنه قال : المعنى من قتل نفسا واحدة وانتهك حرمتها فهو مثل من قتل الناس جميعا، ومن ترك قتل نفس واحدة وصان حرمتها واستحياها خوفا من الله فهو كمن أحيا الناس جميعا.
وعنه أيضا.
المعنى فكأنما قتل الناس جميعا عند المقتول، ومن أحياها واستنقذها من هلكة فكأنما أحيا الناس جميعا عند المستنقذ.
وقال مجاهد : المعنى أن الذي يقتل النفس المؤمنة متعمدا جعل الله جزاءه جهنم وغضب عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما؛ يقول : لو قتل الناس جميعا لم يزد على ذلك، ومن لم يقتل فقد حيي الناس منه.
وقال ابن زيد : المعنى أن من قتل نفسا فيلزمه من القود والقصاص ما يلزم من قتل الناس جميعا، قال : ومن أحياها أي من عفا عمن وجب له قتله؛ وقاله الحسن أيضا؛ أي هو العفو بعد المقدرة.
وقيل : المعنى أن من قتل نفسا فالمؤمنون كلهم خصماؤه؛ لأنه قد وتر الجميع، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، أي يجب على الكل شكره.
وقيل : جعل إثم قاتل الواحد إثم قاتل الجميع؛ وله أن يحكم بما يريد.
وقيل : كان هذا مختصا ببني إسرائيل تغليظا عليهم.
قال ابن عطية : وعلى الجملة فالتشبيه على ما قيل واقع كله، والمنتهك في واحد ملحوظ بعين منتهك الجميع؛ ومثاله رجلان حلفا على شجرتين ألا يطعما من ثمرهما شيئا، فطعم أحدهما واحدة من ثمر شجرته، وطعم الآخر ثمر شجرته كلها، فقد استويا في الجث.
وقيل : المعنى أن من استحل واحدا فقد استحل الجميع؛ لأنه أنكر الشرع.
وفي قوله قوله تعالى {ومن أحياها} تجوز؛ فإنه عبارة عن الترك والإنقاذ من هلكة، وإلا فالإحياء حقيقة - الذي هو الاختراع - إنما هو لله تعالى.
وإنما هذا الإحياء بمنزلة قول نمروذ اللعين {أنا أحيي وأميت}[البقرة : 258] فسمى الترك إحياء.
ثم أخبر الله عن بني إسرائيل أنهم جاءتهم الرسل بالبينات، وأن أكثرهم مجاوزون الحد، وتاركون أمر الله.