نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة التكاثر آية 8
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ

التفسير الميسر ما هكذا ينبغي أن يلهيكم التكاثر بالأموال، لو تعلمون حق العلم لانزجرتم، ولبادرتم إلى إنقاذ أنفسكم من الهلاك. لتبصرُنَّ الجحيم، ثم لتبصرُنَّها دون ريب، ثم لتسألُنَّ يوم القيامة عن كل أنواع النعيم.

تفسير الجلالين
8 - (ثم لتسألن) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين (يومئذ) يوم رؤيتها (عن النعيم) ما يلتذ به في الدنيا من الصحة والفراغ والأمن والمطعم والمشرب وغير ذلك

تفسير القرطبي
قوله تعالى {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} ""روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة""، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر؛ فقال : ( ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة)؟ قالا : الجوع يا رسول الله.
قال : (وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوما) فقاما معه؛ فأتى رجلا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت : مرحبا وأهلا.
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أين فلان)؟ قالت : يستعذب لنا من الماء؛ إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، وثم قال : الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني.
قال : فانطلق، فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال : كلوا من هذه.
وأخذ المدية فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (إياك والحلوب) فذبح لهم، فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العذق، وشربوا؛ فلما أن شبعوا ورووا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر : (والذي نفسي بيده لتسألن عن نعيم هذا اليوم، يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم).
خرجه الترمذي، وقال [فيه] : (هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة : ظل بارد، ورطب طيب، وماء بارد) وكنى الرجل الذي من الأنصار، فقال : أبو الهيثم ابن التيهان.
وذكر قصته.
قلت : اسم هذا الرجل الأنصاري مالك بن التيهان، ويكنى أبا الهيثم.
وفي هذه القصة يقول عبدالرحمن رواحة، يمدح بها أبا الهيثم بن التيهان : فلم أر كالإسلام عزا لأمة ** ولا مثل أضياف الإراشي معشرا نبي وصديق وفاروق أمة ** وخير بني حواء فرعا وعنصرا فوافوا لميقات وقدر قضية ** وكان قضاء الله قدرا مقدرا إلى رجل نجد يباري بجوده ** شموس الضحى جودا ومجدا ومفخرا وفارس خلق الله في كل غارة ** إذا لبس القوم الحديد المسمرا ففدى وحيا ثم أدنى قراهم ** فلم يقرهم إلا سمينا متمرا وقد ذكر أبو نَعيَم الحافظ، عن أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، فخرجت إليه، ثم مر بأبي بكر فدعاه، فخرج إليه، ثم مر بعمر فدعاه، فخرج إليه، فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط : (أطعمنا بسرا) فجاء بعذق، فوضعه فأكلوا، ثم دعا بماء فشرب، فقال : (لتسألن عن هذا يوم القيامة) قال : وأخذ عمر العذق، فضرب به الأرض حتى تناثر البسر نحو وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول الله، إنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟ قال : (نعم إلا من ثلاث : كسرة يسد بها جوعته، أو ثوب يستر به عورته، أو جحر يأوي فيه من الحر والقر).
واختلف أهل التأويل في النعيم المسؤول عنه على عشرة أقوال : أحدها : الأمن والصحة؛ قاله ابن مسعود.
الثاني : الصحة والفراغ؛ قاله سعيد بن جبير.
وفي البخاري عنه عليه السلام : (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ).
الثالث : الإدراك بحواس السمع والبصر؛ قاله ابن عباس.
وفي التنزيل {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}[الإسراء : 36].
"" وفي الصحيح عن أبي هريرة وأبي سعيد"" قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يؤتي بالعبد يوم القيامة، فيقول له : ألم أجعل لك سمعا وبصرا، ومالا وولدا 000 )،"" الحديث.
خرجه الترمذي وقال فيه : حديث حسن صحيح.
"" الرابع : ملاذ المأكول والمشروب قاله جابر بن عبدالله الأنصاري.
وحديث أبي هريرة يدل عليه.
الخامس : أنه الغداء والعشاء؛ قاله الحسن.
السادس : قول مكحول الشامي : أنه شبع البطون وبارد الشراب،وظلال المساكن، واعتدال الخلق؛ ولذة النوم.
ورواه زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لتسألن يومئذ عن النعيم) يعني عن شبع البطون فذكره.
ذكره الماوردي،وقال : وهذا السؤال يعم الكافر والمؤمن، إلا أن سؤال المؤمن تبشير بأن يجمع له بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة.
وسؤال الكافر تقريع أن قابل نعيم الدنيا بالكفر والمعصية.
وقال قوم : هذا السؤال عن كل نعمة، إنما يكون في حق الكفار، فقد روي أن أبا بكر لما نزلت هذه الآية قال : يا رسول الله، أرأيت أكلة أكلتها معك في بيت أبي الهيثم بن التيهان، من خبز شعير ولحم وبسر قد ذنب، وماء عذب، أتخاف علينا أن يكون هذا من النعيم الذي نسأل عنه؟ فقال عليه السلام : (ذلك للكفار؛ثم قرأ {وهل نجازي إلا الكفور} [سبأ : 17].
ذكره القشيري أبو نصر.
وقال الحسن لا يسأل عن النعيم إلا أهل النار.
وقال القشيري : والجمع بين الأخبار : أن الكل يسألون، ولكن سؤال الكفار توبيخ، لأنه قد ترك الشكر.
وسؤال المؤمن سؤال تشريف، لأنه شكر.
هذا النعيم في كل نعمة.
قلت : هذا القول حسن، لأن اللفظ يعم.
وقد ذكر الفريابي قال : حدثنا ورقاء ابن أبي نجيح عن مجاهد، في قوله تعالى {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال : كل شيء من لذة الدنيا.
وروى أبو الأحوص عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن الله تعالى ليعدد نعمه على العبد يوم القيامة، حتى يعد عليه : سألتني فلانة أن أزوجكها، فيسميها باسمها، فزوجتكها).
""وفي الترمذي عن أبي هريرة"" قال : لما نزلت هذه الآية {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال الناس : يا رسول الله، عن أي النعيم نسأل؟ فإنما هما الأسودان والعدو حاضر، وسيوفنا على عواتقنا.
قال : (إن ذلك سيكون).
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أول ما يسأل عنه يوم القيامة - يعني العبد - أن يقال له : ألم نصح لك جسمك، ونرويك من الماء البارد) قال : حديث ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إذا كان يوم القيامة دعا الله بعبد من عباده، فيوقفه بين يديه، فيسأله عن جاهه كما يسأل عن ماله).
والجاه من نعيم الدنيا لا محالة.
وقال مالك رحمه الله : إنه صحة البدن، وطيب النفس.
وهو القول السابع.
وقيل : النوم مع الأمن والعافية.
وقال سفيان بن عيينة : إن ما سد الجوع وستر العورة من خشن الطعام واللباس، لا يسأل عنه المرء يوم القيامة، وإنما يسأل عن النعيم.
قال : والدليل عليه أن الله تعالى أسكن آدم الجنة.
فقال له {إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى.
وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى}[طه : 118].
فكانت هذه الأشياء الأربعة - ما يسد به الجوع، وما يدفع به العطش، وما يستكن فيه من الحر، ويستر به عورته - لآدم عليه السلام بالإطلاق، لا حساب عليه فيها، لأنه لابد له منها.
قلت : ونحو هذا ذكره القشيري أبو نصر، قال : إن مما لا يسأل عنه العبد لباسا يواري سوأته، وطعاما يقيم صلبه، ومكانا يكنه من الحر والبرد.
قلت : وهذا منتزع من قول عليه السلام : (ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال : بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، وجلف الخبز والماء)"" خرجه الترمذي"".
وقال النضر بن شميل : جلف الخبز : ليس معه إدام.
وقال محمد بن كعب : النعيم : هو ما أنعم الله علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وفي التنزيل {لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}[آل عمران : 164].
وقال الحسن أيضا والمفضل : هو تخفيف الشرائع، وتيسير القرآن، قال الله تعالى {وما جعل عليكم في الدين من حرج}[الحج : 78]، وقال تعالى {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}[القمر : 17].
قلت : وكل هذه نعم، فيسأل العبد عنها : هل شكر ذلك أم كفر.
والأقوال المتقدمة أظهر.
والله أعلم.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: أشغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها، وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر، وصرتم من أهلها، عن زيد بن أسلم قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ({ألهاكم التكاثر} عن الطاعة، {حتى زرتم المقابر} حتى يأتيكم الموت) ""أخرجه ابن أبي حاتم""، وقال الحسن البصري: {ألهاكم التكاثر} في الأموال والأولاد، وعن أُبيّ بن كعب قال: كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت: {ألهاكم التكاثر} يعني: (لو كان لابن آدم واد من ذهب) ""رواه البخاري في الرقاق""، وروى الإمام أحمد عن عبد اللّه بن الشخير قال: انتهيت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو يقول: ({ألهاكم التكاثر} يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟) ""أخرجه أحمد ومسلم والترمذي والنسائي"". وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال؛ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (يقول العبد: مالي مالي، وإنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو تصدّق فأمضى، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس) ""تفرد به مسلم"". وروى البخاري عن أنَس بن مالك قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله) ""أخرجه البخاري ومسلم والترمذي"". وعن أنَس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (يهرم ابن آدم ويبقى معه اثنتان: الحرص والأمل) ""أخرجاه في الصحيحين"". وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة الأحنف بن قيس أنه رأى في يد رجل درهماً فقال: لمن هذا الدرهم؟ فقال الرجل: لي، فقال: إنما هو لك إذا أنفقته في أجر، أو ابتغاء شكر، ثم أنشد الأحنف متمثلاً قول الشاعر: أنت للمال إذا أمسكته ** فإذا أنفقته فالمال لك وقال ابن بريدة: نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار بني حارثة وبني الحارث تفاخروا وتكاثروا، فقالت إحداهما: فيكم مثل فلان بن فلان وفلان، وقال الآخرون: مثل ذلك تفاخروا بالأحياء، ثم قالوا: انطلقوا بنا إلى القبور فجعلت إحدى الطائفتين، تقول: فيكم مثل فلان يشيرون إلى القبور، ومثل فلان. وفعل الآخرون مثل ذلك، فأنزل اللّه: {ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر} ""أخرجه ابن أبي حاتم""لقد كان لكم فيما رأيتم عبرة وشغل، وقال قتادة: كانوا يقولون: نحن أكثر من بني فلان، ونحن أعد من بني فلان، حتى صاروا من أهل القبور كلهم، والصحيح أن المراد بقوله: {زرتم المقابر} أي صرتم إليها ودفنتم فيها، كما جاء في الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دخل على رجل من الأعراب يعوده، فقال: (لا بأس طهور إن شاء اللّه)، فقال، قلت: طهور، بل هي حمى تفور، على شيخ كبير، تزيره القبور، قال: (فنعم إذن). وعن ميمون بن مهران قال: كنت جالساً عند عمر بن عبد العزيز فقرأ: {ألهاكم التكاثر . حتى زرتم المقابر} فلبث هنيهة ثم قال: يا ميمون ما أرى المقابر إلا زيارة وما للزائر بد من أن يرجع إلى منزله، يعني أن يرجع إلى منزله أي إلى جنة أو إلى نار، وهكذا ذكر أن بعض الأعراب سمع رجلاً يتلو هذه الآية: {حتى زرتم المقابر} فقال: بعث اليوم ورب الكعبة، أي أن الزائر سيرحل من مقامه ذلك إلى غيره، وقوله تعالى: {كلا سوف تعلمون . ثم كلا سوف تعلمون} قال الحسن البصري هذا وعيد بعد وعيد، وقال الضحّاك {كلا سوف تعلمون} يعني أيها الكفار، {ثم كلا سوف تعلمون} يعني أيها المؤمنون، وقوله تعالى: {كلا لو تعلمون علم اليقين} أي لو علمتم حق العلم لما ألهاكم التكاثر عن طلب الدار الآخرة حتى صرتم إلى المقابر ثم قال: {لترون الجحيم . ثم لترونها عين اليقين} هذا تفسير الوعيد المتقدم، وهو قوله: {كلا سوف تعلمون . ثم كلا سوف تعلمون} توعدهم بهذا الحال وهو رؤية أهل النار، التي إذا زفرت زفرة واحدة، خرّ كل ملك مقرب ونبي مرسل على ركبتيه، من المهابة والعظمة ومعاينة الأهوال، على ما جاء به الأثر المروي في ذلك. وقوله تعالى: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} أي ثم لتسألن يومئذ عن شكر ما أنعم اللّه به عليكم، من الصحة والأمن والرزق وغير ذلك، ما إذا قابلتم به نعمه من شكره وعبادته. روى ابن جرير، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: بينما أبو بكر وعمر جالسان إذ جاءهما النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: (ما أجلسكما ههنا؟)، قالا: والذي بعثك بالحق ما أخرجنا من بيوتنا إلا الجوع، قال: (والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره)، فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار، فاستقبلتهم المرأة، فقال لها النبي صلى اللّه عليه وسلم: (أين فلان؟) فقالت: ذهب يستعذب لنا ماء، فجاء صاحبهم يحمل قربته، فقال: مرحباً ما زار العباد شيء أفضل من نبي زارني اليوم، فعلق قربته بكرب نخلة، وانطلق فجاءهم بعذق، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (ألا كنت اجتنيت)، فقال: أحببت أن تكونوا الذين تختارون على أعينكم، ثم أخذ الشفرة، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: (إياك والحلوب) فذبح لهم يومئذ، فأكلوا فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (لتسألن عن هذا يوم القيامة أخرجكم الجوع، فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا، فهذا من النعيم) ""أخرجه ابن جرير ورواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة بنحوه"". وروى الإمام أحمد عن جابر بن عبد اللّه قال: أكل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبو بكر وعمر رطباً وشربوا ماء، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (هذا من النعيم الذي تسألون عنه) ""أخرجه أحمد والنسائي"". وروى الإمام أحمد عن محمود بن الربيع قال: لما نزلت {ألهاكم التكاثر} فقرأ حتى بلغ {لتسألن يومئذ عن النعيم} قالوا: يا رسول اللّه عن أي نعيم نسأل؟ وإنما هما الأسودان الماء والتمر، وسيوفنا على رقابنا، والعدو حاضر، فعن أي نعيم نسأل؟ قال: (أما إن ذلك سيكون) ""أخرجه أحمد"". وروى الترمذي، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (إن أول ما يسأل عنه العبد من النعيم، أن يقال له ألم نصحّ لك بدنك، ونروك من الماء البارد)؟ ""أخرجه الترمذي وابن حيان""وروى ابن أبي حاتم، عن عبد اللّه بن الزبير قال، قال الزبير: لمّا نزلت {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قالوا: يا رسول اللّه لأي نعيم نسأل عنه وإنما هما الأسودان التمر والماء؟ قالوا: (إن ذلك سيكون) ""أخرجه ابن أبي حاتم ورواه الترمذي وابن ماجة"". وفي رواية عن عكرمة: قالت الصحابة: يا رسول اللّه، وأي نعيم نحن فيه؟ وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير؟ فأوحى إلى نبّيه صلى اللّه عليه وسلم: قل لهم: أليس تحتذون النعال، وتشربون الماء البارد؟ فهذا من النعيم. وعن ابن مسعود مرفوعاً: (الأمن والصحة). وقال زيد بن أسلم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} يعني شبع البطون، وبارد الشراب، وظلال المساكن، واعتدال الخلق، ولذة النوم، وقال مجاهد: عن كل لذة من لذات الدنيا، وقال الحسن البصري: من النعيم الغداء والعشاء، وقول مجاهد أشمل هذه الأقوال، وقال ابن عباس: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} قال: النعيم صحة الأبدان والأسماع والأبصار، يسأل اللّه العباد فيما استعملوها، وهو أعلم بذلك منهم، وهو قوله تعالى: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً}. وثبت في صحيح البخاري وسنن الترمذي عن ابن عباس قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) ""أخرجه البخاري""، ومعنى هذا أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين لا يقومون بواجبهما، ومن لا يقوم بحق ما وجب عليه فهو مغبون.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি