نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة القارعة آية 11
نَارٌ حَامِيَةٌ

التفسير الميسر إنها نار قد حَمِيت من الوقود عليها.

تفسير الجلالين
11 - هي (نار حامية) شديدة الحرارة وهاء هيه للسكت تثبت وصلا ووفقا وفي قراءة تحذف وصلا

تفسير القرطبي
قد تقدم القول في الميزان في {الأعراف والكهف والأنبياء}.
وأن له كفة ولسانا توزن فيه الصحف المكتوب فيها الحسانات والسيئات.
ثم قيل : إنه ميزان واحد بيد جبريل يزن أعمال بني آدم، فعبر عنه بلفظ الجوع.
وقيل : موازين، كما قال : فلكل حادثة لها ميزان وقد ذكرناه فيما تقدم.
وذكرناه أيضا في كتاب التذكرة وقيل : إن الموازين الحجج والدلائل، قاله عبدالعزيز بن يحيى، واستشهد بقول الشاعر : قد كنت قبل لقائكم ذا مرة ** عندي لكل مخاصم ميزانه {عيشة راضية} أي عيش مرضي، يرضاه صاحبه.
وقيل {عيشة راضية} أي فاعلة للرضا،وهو اللين والانقياد لأهلها.
فالفعل للعيشة لأنها أعطت الرضا من نفسها، وهو اللين والانقياد.
فالعيشة كلمة تجمع النعم التي في الجنة، فهي فاعلة للرضا، كالفرش المرفوعة، وارتفاعها مقدار مائة عام، فإذا دنا منها ولي الله أتضعت حتى يستوي عليها، ثم ترتفع كهيئتها، ومثل الشجرة فرعها، كذلك أيضا من الارتفاع، فإذا أشتهى ولي الله ثمرتها تدلت إليه، حتى يتناولها ولي الله قاعدا وقائما، وذلك قوله تعالى{قطوفها دانية}[الحاقة : 23].
وحيثما مشى أو ينتقل من مكان إلى مكان، جرى معه نهر حيث شاء، علوا وسفلا، وذلك قوله تعالى {يفجرونها تفجيرا}[الإنسان : 6].
فيروى في الخبر (إنه يشير بقضيبه فيجري من غير أخدود حيث شاء من قصوره وفي مجالسه).
فهذه الأشياء كلها عيشة قد أعطت الرضا من نفسها، فهي فاعلة للرضا، وهي أنزلت وانقادت بذلا وسماحة.
{فأمه هاوية} يعني جهنم.
وسماها أما، لأنه يأوي إليها كما يأوي إلى أمه، قاله ابن زيد.
ومنه قول أمية بن أبي الصلت : فالأرض معقلنا وكانت أمنا ** فيها مقابرنا وفيها نولد وسميت النار هاوية، لأنه يهوي فيها مع بعد قعرها.
ويروى أن الهاوية اسم الباب الأسفل من النار.
وقال قتادة : معنى {فأمه هاوية} فمصيره إلى النار.
عكرمة : لأنه يهوي فيها على أم رأسه.
الأخفش {أمه} : مستقره، والمعنى متقارب.
وقال الشاعر : يا عمرو لو نالتك أرماحنا ** كنت كمن تهوي به الهاوية والهاوية : المهواة.
وتقول : هوت أمه، فهي هاوية، أي ثاكلة، قال كعب بن سعد الغنوي : هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا ** وماذا يؤدي الليل حين يؤوب والمهوي والمهواة : ما بين الجبلين، ونحو ذلك.
وتهاوى القوم في المهواة : إذا سقط بعضهم في إثر بعض.
{وما أدراك ما هيه} الأصل {ما هي} فدخلت الهاء للسكت.
وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وابن محيصن {ما هي نار} بغير هاء في الوصل، ووقفوا بها.
وقد مضى في سورة [الحاقة] بيانه.
{نار حامية} أي شديدة الحرارة.
"" وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة"" : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم) قالوا : والله إن كانت لكافية يا رسول الله.
قال (فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا، كلها مثل حرها).
وروي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : إنما ثقل ميزان من ثقل ميزانه، لأنه وضع فيه الحق، وحق لميزان يكون فيه الحق أن يكون ثقيلا.
وإنما خف ميزان من خف ميزانه، لأنه وضع فيه الباطل، وحق لميزان يكون فيه الباطل أن يكون خفيفا.
وفي الخبر عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أن الموتى يسألون الرجل يأتيهم عن رجل مات قبله، فيقول ذلك مات قبلي، أما مر بكم؟ فيقولون لا والله، فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون! ذهب به إلى أمه الهاوية، فبئست الأم، وبئست المربية).
وقد ذكرناه بكماله في كتاب التذكرة ، والحمد لله.

تفسير ابن كثير القارعة من أسماء يوم القيامة، كالحاقة والطامة والصاخة والغاشية وغير ذلك. ثم قال تعالى معظماً أمرها ومهولاً لشأنها {وما أدراك ما القارعة}؟ ثم فسر ذلك بقوله: {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث} أي في انتشارهم وتفرقهم وذهابهم ومجيئهم، من حيرتهم مما هم فيه كأنهم فراش مبثوث، كما قال تعالى: {كأنهم جراد منتشر}، وقوله تعالى: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش} يعني صارت كأنها الصوف المنفوش الذي قد شرع في الذهاب والتمزق، قال مجاهد: {العهن} الصوف، ثم أخبر تعالى عما يؤول إليه عمل العاملين، وما يصيرون إليه من الكرامة والإهانة بحسب أعمالهم، فقال: {فأما من ثقلت موازينه} أي رجحت حسناته على سيئاته، {فهو في عيشة راضية} يعني في الجنة، {وأما من خفت موازينه} أي رجحت سيئاته على حسناته، {فأمه هاوية} قيل: معناه فهو ساقط هاو بأم رأسه في نار جهنم، وعبّر عنه بأمه يعني دماغه قال قتادة: يهوي في النار على رأسه، وقيل: معناه فأمه التي يرجع إليها ويصير في المعاد إليها {هاوية} وهي اسم من أسماء النار، قال ابن جرير: وإنما قيل للهاوية أمه لأنه لا مأوى له غيرها، وقال ابن زيد: الهاوية النار هي أمه ومأواه التي يرجع إليها ويأوي إليها، وقرأ: {ومأواهم النار}. وروي عن قتادة أنه قال: هي النار وهي مأواهم، ولهذا قال تعالى مفسراً للهاوية: {وما أدراك ما هيه . نار حامية}، روى ابن جرير عن الأشعث بن عبد اللّه الأعمى قال: إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين، فيقولون: روّحوا أخاكم، فإنه كان في غم الدنيا، قال: ويسألونه ما فعل فلان؟ فيقول: مات أو ما جاءكم؟ فيقولون: ذهب به إلى أمه الهاوية ""أخرجه ابن جرير""، وقوله تعالى: {نار حامية} أي حارة شديدة الحر، قوية اللهب والسعير، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم)، قالوا: يا رسول اللّه إن كانت لكافية؟ فقال: (إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً) ""أخرجه مالك ورواه البخاري ومسلم بنحوه"". وفي رواية: (كلهن مثل حرها). وروى الإمام أحمد، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: (إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، وضربت بالبحر مرتين، ولولا ذلك ما جعل اللّه فيها منفعة لأحد) ""أخرجه الإمام أحمد"". وروى الترمذي وابن ماجة، عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة) ""أخرجه الترمذي وابن ماجة"". وثبت في الصحيحين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون في الشتاء من بردها، وأشد ما تجدون في الصيف من حرها) ""أخرجاه في الصحيحين"". وفي الصحيحين: (إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم).

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি