نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة العاديات آية 2
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا

التفسير الميسر فالخيل اللاتي تنقدح النار من صلابة حوافرها؛ من شدَّة عَدْوها.

تفسير الجلالين
2 - (فالموريات) الخيل توري النار (قدحا) بحوافرها إذا سارت في الأرض ذات الحجارة بالليل

تفسير القرطبي
قوله تعالى‏ {‏والعاديات ضبحا‏}‏ أي الأفراس تعدو‏.
‏ كذا قال عامة المفسرين وأهل اللغة؛ أي تعدو في سبيل الله فتضبح‏.
‏ قال قتادة‏:‏ تضبح إذا عدت؛ أي تحمحم‏.
‏ وقال الفراء‏:‏ الضبح‏:‏ صوت أنفاس الخيل إذا عدون‏.
‏ ابن عباس‏:‏ ليس شيء من الدواب يضبح غير الفرس والكلب والثعلب‏.
‏ وقيل‏:‏ كانت تُكْعَم لئلا تصهل، فيعلم العدو بهم؛ فكانت تتنفس في هذه الحال بقوة‏.
‏ قال ابن العربي‏:‏ أقسم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال‏ {‏يس‏.
‏ والقرآن الحكيم‏} [‏يس‏:‏ 1‏] ‏، وأقسم بحياته فقال‏ {‏لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون‏} [‏الحجر‏:72] وأقسم بخيله وصهيلها وغبارها، وقدح حوافرها النار من الحجر، فقال‏ {‏والعاديات ضبحا‏}‏‏.
‏‏.
‏ ‏.
‏ الآيات الخمس‏.
‏ وقال أهل اللغة‏: ‏ وطعنة ذات رشاش واهيه ** طعنتها عند صدور العادية يعني الخيل‏.
‏ وقال آخر‏:‏ والعاديات أسابي الدماء بها ** كأن أعناقها أنصاب ترجيب يعني الخيل‏.
‏ وقال عنترة‏:‏ والخيل تعلم حين تض ** بح في حياض الموت ضبحا وقال آخر‏:‏ لست بالتبع اليماني إن لم ** تضبح في سواد العراق وقال أهل اللغة‏:‏ وأصل الضبح والضباح للثعالب؛ فاستعير للخيل‏.
‏ وهو من قول العرب‏:‏ ضبحته النار‏:‏ إذا غيرت لونه ولم تبالغ فيه‏.
‏ وقال الشاعر‏:‏ فلما أن تلهوجنا شواء ** به اللهبان مقهورا ضبيحا وأنضبح لونه‏:‏ إذا تغير إلى السواد قليلا‏.
‏ وقال‏:‏ علقتها قبل انضباح لوني ** وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغيرت حالها من فزع وتعب أو طمع‏.
‏ ونصب ‏{‏ضبحا‏}‏ على المصدر؛ أي والعاديات تضبح ضبحا‏.
‏ والضبح أيضا الرماد‏.
‏ وقال البصريون‏ {‏ضبحا‏} نصب على الحال‏.
‏ وقيل‏:‏ مصدر في موضع الحال‏.
‏ قال أبو عبيدة‏:‏ ضبحت الخيل ضبحا مثل ضبعت؛ وهو السير‏.
‏ وقال أبو عبيدة‏:‏ الضبح والضبع‏:‏ بمعنى العدو والسير‏.
‏ وكذا قال المبرد‏:‏ الضبح مد أضباعها في السير‏.
‏ وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى أناس من بين كنانة، فأبطأ عليه خبرها، وكان استعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري، وكان أحد النقباء؛ فقال المنافقون ‏:‏ إنهم قتلوا؛ فنزلت هذه السورة إخبارا للنبي صلى الله عليه وسلم بسلامتها، وبشارة له بإغارتها على القوم الذين بعث إليهم‏.
‏ وممن قال‏:‏ إن المراد بالعاديات الخيل، ابن عباس وأنس والحسن ومجاهد‏.
‏ والمراد الخيل التي يغزو عليها المؤمنون‏.
‏ وفي الخبر‏:‏ ‏(‏من لم يعرف حرمة فرس الغازي، فيه شعبة من النفاق‏)‏‏.
‏ وقول ثان‏:‏ أنها الإبل؛ قال مسلم ‏:‏ نازعت فيها عكرمة فقال عكرمة‏:‏ قال ابن عباس هي الخيل‏.
‏ وقلت‏:‏ قال علي هي الإبل في الحج، ومولاي أعلم من مولاك‏.
‏ وقال الشعبي‏:‏ تمارى علي وابن عباس في ‏{‏العاديات‏}‏، فقال علي‏:‏ هي الإبل تعدو في الحج‏.
‏ وقال ابن عباس‏:‏ هي الخيل؛ ألا تراه يقول ‏{‏فأثرن به نقعا‏} [‏العاديات ‏:‏ 4‏]‏ فهل تثير إلا بحوافرها‏!‏ وهل تضبح الإبل‏!‏ فقال علي‏:‏ ليس كما قلت، لقد رأيتنا يوم بدر وما معنا إلا فرس أبلق للمقداد، وفرس لمرثد بن أبي مرثد؛ ثم قال له علي‏:‏ أتفتي الناس بما لا تعلم‏!‏ والله إن كانت لأول غزوة في الإسلام وما معنا إلا فرسان‏:‏ فرس للمقداد، وفرس للزبير؛ فكيف تكون العاديات ضبحا‏!‏ إنما العاديات الإبل من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى عرفة‏.
‏ قال ابن عباس‏:‏ فرجعت إلى قول علي، وبه قال ابن مسعود وعبيد بن عمير ومحمد بن كعب والسدي‏.
‏ ومنه قول صفية بنت عبدالمطلب ‏:‏ فلا والعاديات غداة جمع ** بأيديها إذا سطع الغبار يعني الإبل‏.
‏ وسميت العاديات لاشتقاقها من العدو، وهو تباعد الأرجل في سرعة المشي‏.
‏ وقال آخر‏:‏ رأى صاحبي في العاديات نجيبة ** وأمثالها في الواضعات القوامس ومن قال هي الإبل فقوله ‏{‏ضبحا‏}‏ بمعنى ضبعا؛ فالحاء عنده مبدلة من العين؛ لأنه يقال‏:‏ ضبعت الإبل وهو أن تمد أعناقها في السير‏.
‏ وقال المبرد‏:‏ الضبع مد أضباعها في السير‏.
‏ والضبح أكثرها ما يستعمل في الخيل‏.
‏ والضبع في الإبل‏.
‏ وقد تبدل الحاء من العين‏.
‏ أبو صالح‏:‏ الضبح من الخيل ‏:‏ الحمحمة، ومن الإبل التنفس‏.
‏ وقال عطاء‏:‏ ليس شيء من الدواب يضبح إلا الفرس والثعلب والكلب؛ وروي عن ابن عباس‏.
‏ وقد تقدم عن أهل اللغة أن العرب تقول‏:‏ ضبح الثعلب؛ وضبح في غير ذلك أيضا‏.
‏ قال توبة‏:‏ ولو أن ليلى الأخيلية سلمت ** علي ودوني تربة وصفائح لسلمت تسليم البشاشة أو زقا ** إليها صدى من جانب القبر ضابح زقا الصدى يزقو زقاء‏:‏ أي صاح‏.
‏ وكل زاق صائح‏.
‏ والزقية‏:‏ الصيحة‏.
‏ قوله تعالى‏ {‏فالموريات قدحا‏}‏ قال عكرمة وعطاء والضحاك‏:‏ هي الخيل حين توري النار بحوافرها، وهي سنابكها؛ وروي عن ابن عباس‏.
‏ وعنه أيضا‏:‏ أورت بحوافرها غبارا‏.
‏ وهذا يخالف سائر ما روي عنه في قدح النار؛ وإنما هذا في الإبل‏.
‏ وروى ابن نجيح عن مجاهد ‏{‏والعاديات ضبحا‏.
‏ فالموريات قدحا‏}‏ قال قال ابن عباس ‏:‏ هو في القتال وهو في الحج‏.
‏ ابن مسعود‏:‏ هي الإبل تطأ الحصى، فتخرج منها النار‏.
‏ وأصل القدح الاستخراج؛ ومنه قدحت العين‏:‏ إذا أخرجت منها الماء الفاسد‏.
‏ واقتدحت بالزند‏.
‏ واقتدحت المرق‏:‏ غرفته‏.
‏ وركى قدوح ‏:‏ تغترف باليد‏.
‏ والقديح‏:‏ ما يبقى في أسفل القدر، فيغرف بجهد‏.
‏ والمقدحة‏:‏ ما تقدح به النار‏.
‏ والقداحة والقداح ‏:‏ الحجر الذي يوري النار‏.
‏ يقال ‏:‏ ورى الزند بالفتح يري وريا‏:‏ إذا خرجت ناره‏.
‏ وفيه لغة أخرى‏:‏ وري الزند بالكسر يري فيهما‏.
‏ وقد مضى هذا في سورة [الواقعة]‏.
‏ و‏{‏ قدحا‏}‏ انتصب بما انتصب به ‏{‏ضبحا‏}‏‏.
‏ وقيل ‏:‏ هذه الآيات في الخيل؛ ولكن إيراءها‏:‏ أن تهيج الحرب بين أصحابها وبين عدوهم‏.
‏ ومنه يقال للحرب إذا التحمت ‏:‏ حمي الوطيس‏.
‏ ومنه قوله تعالى‏ {‏كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله‏} [‏المائدة‏:‏ 64‏‏].
‏ وروي معناه عن ابن عباس أيضا، وقال قتادة‏.
‏ وعن ابن عباس أيضا، وقاله قتادة‏.
‏ وعن ابن عباس أيضا‏:‏ أن المراد بالموريات قدحا‏:‏ مكر الرجال في الحرب؛ وقاله مجاهد وزيد بن أسلم‏.
‏ والعرب تقول إذا أراد الرجل أن يمكر بصاحبه‏:‏ والله لأمكرن بك، ثم لأورين لك‏.
‏ وعن ابن عباس أيضا‏:‏ هم الذين يغزون فيورون نيرانهم بالليل، لحاجتهم وطعامهم‏.
‏ وعنه أيضا‏:‏ أنها نيران المجاهدين إذا كثرت نارها إرهابا‏.
‏ وكل من قرب من العدو يوقد نيرانا كثيرة ليظنهم العدو كثيرا‏.
‏ فهذا إقسام بذلك‏.
‏ قال محمد بن كعب‏:‏ هي النار تجمع‏.
‏ وقيل هي أفكار الرجال توري نار المكر والخديعة‏.
‏ وقال عكرمة ‏:‏ هي ألسنة الرجال توري النار من عظيم ما تتكلم به، ويظهر بها، من إقامة الحجج، وإقامة الدلائل، وإيضاح الحق، وإبطال الباطل‏.
‏ وروى ابن جريح عن بعضهم قال‏:‏ فالمنجحات أمرا وعملا، كنجاح الزند إذا أوري‏.
‏ قلت‏:‏ هذه الأقوال مجاز؛ ومنه قولهم‏:‏ فلان يوري زناد الضلالة‏.
‏ والأول‏:‏ الحقيقة، وأن الخيل من شدة عدوها تقدح النار بحوافرها‏.
‏ قال مقاتل‏:‏ العرب تسمي تلك النار نار أبي حباحب، وكان أبو حباحب شيخا من مضر في الجاهلية، من أبخل الناس، وكان لا يوقد نارا لخبز ولا غيره حتى تنام العيون، فيوقد نويرة تقدم مرة وتخمد أخرى؛ فإن استيقظ لها أحد أطفأها، كراهية أن ينتفع بها أحد‏.
‏ فشبهت العرب هذه النار بناره؛ لأنه لا ينتقع بها‏.
‏ وكذلك إذا وقع السيف على البيضة فاقتدحت نارا، فكذلك يسمونها‏.
‏ قال النابغة‏:‏ ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ** بهن فلول من قراع الكتائب تقد السَّلوقي المضاعفَ نسجُه ** وتوقد بالصفاح نار الحُباحِب

تفسير ابن كثير يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله، فعدت وضبحت، وهو الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو، {فالموريات قدحاً} يعني اصطكاك نعالها للصخر، فتقدح منه النار، {فالمغيرات صبحاً} يعني الإغارة وقت الصبح كما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يغير صباحاً ويستمع الأذان، فإن سمع أذاناً وإلا أغار، وقوله تعالى: {فأثرن به نقعاً} يعني غباراً في مكان معترك الخيول، {فوسطن به جمعاً} أي توسطن ذلك المكان كلهن جمع، روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: بينا أنا في الحجر جالساً جاءني رجل فسألني عن: {العاديات ضبحاً} فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل اللّه، ثم تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم، ويورون نارهم، فانفتل عني، فذهب إلى علي رضي اللّه عنه وهو عند سقاية زمزم، فسأله عن العاديات ضبحاً، فقال: سألت عنها أحداً قبلي؟ قال: نعم سألت ابن عباس، فقال: الخيل حين تغير في سبيل اللّه، قال: اذهب فادعه لي، فلما وقف على رأسه، قال: أتفتي الناس بما لا علم لك؟ واللّه لئن كان أول غزوة في الإسلام بدر، وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد، فكيف تكون العاديات ضبحاً؟ إنما العاديات ضبحاً من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منى، وفي لفظ: (إنما العاديات ضبحاً من عرفة إلى المزدلفة، فإذا أووا إلى المزدلفة أوروا النيران) ""أخرجه ابن أبي حاتم""، فمذهب ابن عباس أنها الخيل وإلى قول ابن عباس ذهب جمهور المفسرين، منهم مجاهد وعكرمة وعطاء وقتادة واختاره ابن جرير، وقال علي إنها الإبل. قال عطاء: ما ضبحت دابة قط إلا فرس أو كلب، وقال عطاء: سمعت ابن عباس يصف الضبح: أح أح، وقال أكثر هؤلاء في قوله: {فالموريات قدحاً} يعني بحوافرها، وقيل: أسعرت الحرب بين ركبانهن، وقيل: هو إيقاد النار إذا رجعوا إلى منازلهم من الليل، وقيل: المراد بذلك نيران القبائل، قال ابن جرير: والصواب الأول: الخيل حين تقدح بحوافرها، وقوله تعالى: {فالمغيرات صبحاً} قال ابن عباس ومجاهد: يعني إغارة الخيل صبحاً في سبيل اللّه، وقال: من فسرها بالإبل هو الدفع صبحاً من المزدلفة إلى منى، وقالوا كلهم في قوله: {فأثرن به نقعاً} هو المكان الذي حلت فيه أثارت به الغبار إما في حج أو غزو، وقوله تعالى: {فوسطن به جمعاً} قال ابن عباس وعطاء: يعني جمع الكفار من العدو، ويحتمل أن يكون فوسطن بذلك المكان جميعاً ويكون منصوباً على الحال المؤكدة، وقوله تعالى: {إن الإنسان لربه لكنود} هذا هو المقسم عليه، بمعنى أنه لنعم ربه لكفور جحود، قال ابن عباس ومجاهد: الكنود الكفور. قال الحسن: الكنود هو الذي يعد المصائب وينسى نعم اللّه عليه، وقوله تعالى: {وإنه على ذلك لشهيد} قال قتادة والثوري: وإن اللّه على ذلك لشهيد، ويحتمل أن يعود الضمير على الإنسان فيكون تقديره: وإن الإنسان على كونه كنوداً لشهيد، أي بلسان حاله، أي ظاهر ذلك عليه في أقواله وأفعاله كما قال تعالى: {شاهدين على أنفسهم بالكفر} وقوله تعالى: {وإنه لحب الخير لشديد} أي وإنه لحب الخير وهو المال {لشديد}، وفيه مذهبان: أحدهما أن المعنى وإنه لشديد المحبة للمال، والثاني وإنه لحريص بخيل من محبة المال، وكلاهما صحيح، ثم قال تبارك وتعالى مزهداً في الدنيا، ومرغباً في الآخرة، ومنبهاً على ما هو كائن بعد هذه الحال، وما يستقبله الإنسان من الأهوال {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور؟} أي أخرج ما فيها من الأموات، {وحصّل ما في الصدور} يعني أبرز وأظهر ما كانوا يسرون في نفوسهم، {إن ربهم بهم يومئذ لخبير} أي لعالم بجميع ما كانوا يصنعون، ومجازيهم عليه أوفر الجزاء، ولا يظلم مثقال ذرة.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি