نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة العلق آية 1
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ

التفسير الميسر اقرأ -أيها النبي- ما أُنزل إليك من القرآن مُفْتَتِحًا باسم ربك المتفرد بالخلق، الذي خلق كل إنسان من قطعة دم غليظ أحمر. اقرأ -أيها النبي- ما أُنزل إليك، وإن ربك لكثير الإحسان واسع الجود، الذي علَّم خلقه الكتابة بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يكن يعلم، ونقله من ظلمة الجهل إلى نور العلم.

تفسير الجلالين
سورة العلق 1 - (اقرأ) أوجد القراءة مبتدأ (باسم ربك الذي خلق) الخلائق

تفسير القرطبي
هذه السورة أول ما نزل من القرآن؛ في قول معظم المفسرين.
نزل بها جبريل على النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو قائم على حراء، فعلمه خمس آيات من هذه السورة.
وقيل : إن أول ما نزل {يا أيها المدثر}[المدثر : 1]، قاله جابر بن عبدالله؛ وقد تقدم.
وقيل : فاتحة الكتاب أول ما نزل؛ قاله أبو ميسرة الهمداني.
وقال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه : أول ما نزل من القرآن {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم}[الأنعام : 151] والصحيح الأول.
قالت عائشة : أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الرؤيا الصادقة؛ فجاءه الملك فقال {اقرأ باسم ربك الذي خلف خلق الإنسان من علق.
اقرأ وربك الأكرم}.
""خرجه البخاري"".
وفي الصحيحين عنها قالت : أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم؛ فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء، يتحنث فيه الليالي ذوات العدد، قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك؛ ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها؛ حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال : [اقرأ] : فقال : (ما أنا بقارئ - قال - فأخذني فغطني، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني) فقال : [أقرأ] فقلت : [ما أنا بقارئ.
فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال {اقرأ باسم ربك الذي خلق.
خلق الإنسان من علق.
اقرأ وربك الأكرم.
الذي علم بالقلم.
علم الإنسان ما لم يعلم} الحديث بكامله.
وقال أبو رجاء العطاردي : وكان أبو موسى الأشعري يطوف علينا في هذا المسجد : مسجد البصرة، فيقعدنا حلقا، فيقرئنا القرآن؛ فكأني أنظر إليه بين ثوبين له أبيضين، وعنه أخذت هذه السورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق} وكانت أول سورة أنزلها اللّه على محمد صلى اللّه عليه وسلم.
وروت عائشة رضي اللّه عنها أنها أول سورة أنزلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ثم بعدها {ن والقلم}، ثم بعدها {يا أيها المدثر} ثم بعدها {والضحى} ذكره الماوردي.
وعن الزهري : أول ما نزل سورة {اقرأ باسم ربك - إلى قوله - ما لم يعلم}، فحزن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وجعل يعلو شواهق الجبال، فأتاه جبريل فقال له : [إنك نبي اللّه] فرجع إلى خديجة وقال : [دثروني وصبوا عليّ ماء باردا] فنزل {يا أيها المدثر}[المدثر : 1].
ومعنى {اقرأ باسم ربك} أي اقرأ ما أنزل إليك من القرآن مفتتحا باسم ربك، وهو أن تذكر التسمية في ابتداء كل سورة.
فمحل الباء من {باسم ربك} النصب على الحال.
وقيل : الباء بمعنى على، أي اقرأ على اسم ربك.
يقال : فعل كذا باسم اللّه، وعلى اسم اللّه.
وعلى هذا فالمقروء محذوف، أي اقرأ القرآن، وافتتحه باسم اللّه.
وقال قوم : اسم ربك هو القرآن، فهو يقول {اقرأ باسم ربك} أي اسم ربك، والباء زائدة؛ كقوله تعالى {تنبت بالدهن}[المؤمنون : 20]، وكما قال : سود المحاجر لا يقرأن بالسور أراد : لا يقرأن السور.
وقيل : معنى {اقرأ باسم ربك} أي اذكر اسمه.
أمره أن يبتدئ القراءة باسم اللّه.

تفسير ابن كثير عن عائشة قالت: أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبّب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها حتى فجأه الوحي، وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (فقلت: ما أنا بقارئ - قال - فأخذني فغطّني، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطّني الثانية، حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطّني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق - حتى بلغ - ما لم يعلم). قال: فرجع بها ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة فقال: (زمّلوني زمّلوني)، فزمَّلوه حتى ذهب عنه الروع فقال: يا خديجة: (مالي)؟! وأخبرها الخبر، وقال: (قد خشيت على نفسي). فقالت له: (كّلا أبشر فواللّه لا يخزيك اللّه أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق)، ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، وكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء اللّه أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: ابن أخي ما ترى؟ فأخبره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بما رأى فقال ورقة: هذا الناموس الذي أُنزل على موسى، ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حيًّا حين يخرجك قومك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (أو مخرجيَّ هم؟) فقال ورقة: نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي) ""أخرجه الشيخان والإمام أحمد واللفظ له"". فأول شيء نزل من القرآن هذه الآيات الكريمات المباركات، وهن أول رحمة رحم اللّه بها العباد، وأول نعمة أنعم اللّه بها عليهم، وفيها التنبيه على ابتداء خلق الإنسان من علقة، وأن من كرمه تعالى أن علّم الإنسان ما لم يعلم فشرّفه وكرّمه بالعلم، وهو القدر الذي امتاز به أبو البرية آدم على الملائكة؛ والعلم تارة يكون في الأذهان، وتارة يكون في اللسان، وتارة يكون في الكتابة بالبنان وفي الأثر: قيدوا العلم بالكتابة ذهني، ولفظي، ورسمي، فلهذا قال: {اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم}، وفي الأثر: من عمل بما علم ورّثه اللّه علم ما لم يكن يعلم.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি