نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة البلد آية 19
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ

التفسير الميسر والذين كفروا بالقرآن هم الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات الشمال إلى النار.

تفسير الجلالين
19 - (والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة) الشمال

تفسير القرطبي
قوله تعالى {ثم كان من الذين آمنوا} يعني : أنه لا يقتحم العقبة من فك رقبة، أو أطعم في يوم ذا مسغبة، حتى يكون من الذين آمنوا؛ أي صدقوا، فإن شرط قبول الطاعات الإيمان بالله.
فالإيمان بالله بعد الإنفاق لا ينفع، بل يجب أن تكون الطاعة مصحوبة بالإيمان، قال الله تعالى في المنافقين {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله}.
[التوبة : 54].
وقالت عائشة : يا رسول الله، إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم الطعام، ويفك العاني، ويعتق الرقاب، ويحمل على إبله لله، فهل ينفعه ذلك شيئا؟ قال : [لا، إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين].
وقيل {ثم كان من الذين آمنوا} أي فعل هذه الأشياء وهو مؤمن، ثم بقي على إيمانه حتى الوفاة؛ نظيره قوله تعالى {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى}[طه : 82].
وقيل : المعنى ثم كان من الذين يؤمنون بأن هذا نافع لهم عند الله تعالى.
وقيل : أتى بهذه القرب لوجه الله، ثم آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وقد قال حكيم بن حزام بعدما أسلم، يا رسول الله، إنا كنا نتحنث بأعمال في الجاهلية، فهل لنا منها شيء؟ فقال عليه السلام : [أسلمت على ما أسلفت من الخير].
وقيل : إن {ثم} بمعنى الواو؛ أي وكان هذا المعتق الرقبة، والمطعم في المسغبة، من الذين أمنوا.
{وتواصوا} أي أوصى بعضهم بعضا.
{بالصبر} أي بالصبر على طاعة الله، وعن معاصيه؛ وعلى ما أصابهم من البلاء والمصايب.
{وتواصوا بالمرحمة} بالرحمة على الخلق؛ فإنهم إذا فعلوا ذلك رحموا اليتيم والمسكين.
قوله تعالى {أولئك أصحاب الميمنة} أي الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم؛ قال محمد بن كعب القرظي وغيره.
وقال يحيى بن سلام : لأنهم ميامين على أنفسهم.
ابن زيد : لأنهم أخذوا من شق آدم الأيمن.
وقيل : لأن منزلتهم عن اليمين؛ قاله ميمون بن مهران.
{والذين كفروا بآياتنا} أي كفروا بالقرآن.
{هم أصحاب المشأمة} أي يأخذون كتبهم بشمائلهم؛ قال محمد بن كعب.
يحيى بن سلام : لأنهم مشائيم على أنفسهم.
ابن زيد : لأنهم أخذوا من شق آدم الأيسر.
ميمون : لأن منزلتهم عن اليسار.
قلت : ويجمع هذه الأقوال أن يقال : إن أصحاب الميمنة أصحاب الجنة، وأصحاب المشأمة أصحاب النار؛ قال الله تعالى {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين، في سدر مخضود}، وقال {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال.
في سموم وحميم}[الواقعة : 42].
وما كان مثله.
ومعنى {مؤصدة} أي مطبقة مغلقة.
قال : تحن إلى جبال مكة ناقتي ** ومن دونها أبواب صنعاء مؤصده وقيل : مبهمة، لا يدري ما داخلها.
وأهل اللغة يقولون : أوصدت الباب وأصدته؛ أي أغلقته.
فمن قال أوصدت، فالاسم الوصاد، ومن قال آصدته، فالاسم الإصاد.
وقرأ أبو عمرو وحفص وحمزة ويعقوب والشيزري عن الكسائي {موصدة} بالهمز هنا، وفي {الهمزة}.
الباقون بلا همز.
وهما لغتان.
وعن أبي بكر بن عياش قال : لنا إمام يهمز {مؤصدة} فأشتهي أن أسد أذني إذا سمعته.

تفسير ابن كثير روى ابن جرير عن ابن عمر في قوله تعالى: {فلا اقتحم} أي دخل {العقبة} قال: جبل في جهنم، وقال كعب الأحبار: هو سبعون درجة في جهنم، وقال الحسن البصري: عقبة في جهنم، وقال قتادة: إنها عقبة قحمة شديدة فاقتحموها بطاعة اللّه تعالى، {وما أدراك ما العقبة}؟ ثم أخبر تعالى عن اقتحامها فقال: {فك رقبة . أو إطعام}، وقال ابن زيد: {فلا اقتحم العقبة} أي أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير، ثم بينها فقال تعالى: {وما أدراك ما العقبة . فك رقبة}، عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (من أعتق رقبة مؤمنة أعتق اللّه بكل إرب - أي عضو - منها إرباً منه من النار حتى إنه ليعتق باليد اليد، وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج)، فقال علي بن الحسين: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ فقال سعيد: نعم، فقال علي بن الحسين لغلام له أفره غلمانه: ادع مطرفاً، فلما قام بين يديه، قال: اذهب فأنت حر لوجه اللّه) ""أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي والإمام أحمد"". وعند مسلم أن هذا الغلام الذي أعتقه علي بن الحسين زين العابدين كان قد أعطي فيه عشرة آلاف درهم، وعن عمرو بن عبسة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (من بنى مسجداً ليذكر اللّه فيه بنى اللّه له بيتاً في الجنة، ومن أعتق نفساً مسلمة كانت فديته من جهنم، ومن شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة) ""أخرجه أحمد"". وفي الحديث: (من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله اللّه الجنة بفضل رحمته إياهم، ومن شاب شيبة في سبيل اللّه كانت له نوراً يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل اللّه بلغ به العدو أصاب أو أخطأ كان له عتق رقبة، ومن أعتق رقبة مؤمنة أعتق اللّه بكل عضو منه عضواً منه من النار، ومن أعتق زوجين في سبيل اللّه فإن للجنة ثمانية أبواب يدخله اللّه من أي باب شاء منها) ""أخرجه أحمد أيضاً"". وهذه أسانيد جيدة قوية وللّه الحمد. وقوله تعالى: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة} قال ابن عباس: ذي مجاعة وكذا قال عكرمة ومجاهد والضحّاك وقتادة وغيرهم والسغب: هو الجوع، وقال النخعي: في يوم الطعامُ فيه عزيز، وقال قتادة: في يوم مشتهى فيه الطعام، وقوله تعالى: {يتيماً} أي أطعم في مثل هذا اليوم يتيماً {ذا مقربة} أي ذا قرابة منه، كما جاء في الحديث الصحيح: (الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان، صدقة وصلة) ""أخرجه أحمد ورواه الترمذي والنسائي وإسناده صحيح"". وقوله تعالى: {أو مسكيناً ذا متربة} أي فقيراً مدقعاً لاصقاً بالتراب، وهو الدقعاء أيضاً، قال ابن عباس: ذا متربة هو المطروح في الطريق، الذي لا بيت له ولا شيء يقيه من التراب. وفي رواية: هو الذي لصق بالدقعاء من الفقر والحاجة ليس له شيء، وقال عكرمة: هو الفقير المدين المحتاج، وقال سعيد بن جبير: هو الذي لا أحد له، وقال قتادة: هو ذو العيال، وكل هذه قريبة المعنى، وقوله تعالى: {ثم كان من الذين آمنوا} أي ثم هو مع هذه الأوصاف الجميلة الطاهرة مؤمن بقلبه، محتسب ثواب ذلك عند اللّه عزَّ وجلَّ، كما قال تعالى: {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً}، وقوله تعالى: {وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة} أي كان من المؤمنين العاملين صالحاً، (المتواصين بالصبر على أذى الناس، وعلى الرحمة بهم)، كما جاء في الحديث: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). وعن عبد اللّه بن عمرو يرويه قال: (من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا) ""أخرجه أبو داود""، وقوله تعالى: {أولئك أصحاب الميمنة} أي المتصفون بهذه الصفات من أصحاب اليمين، ثم قال: {والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة} أي أصحاب الشمال، {عليهم نار مؤصدة} أي مطبقة عليهم فلا محيد لهم عنها، ولا خروج لهم منها، قال أبو هريرة {مؤصدة} أي مطبقة، وقال ابن عباس: مغلقة الأبواب، وقال مجاهد: أصد الباب أي أغلقه، وقال الضحّاك: {مؤصدة} حيط لا باب له، وقال قتادة {مؤصدة}: مطبقة فلا ضوء فيها ولا فرج ولا خروج منها آخر الأبد، وقال أبو عمران الجوني: إذا كان يوم القيامة أمر اللّه بكل جبار وكل شيطان، وكل من كان يخاف الناس في الدنيا شره، فأوثقوا بالحديد، ثم أمر بهم إلى جهنم ثم أوصدوها عليهم أي أطبقوها، قال: فلا واللّه لا تستقر أقدامهم على قرار أبداً، ولا واللّه لا ينظرون فيها إلى أديم سماء أبداً، ولا واللّه لا تلتقي جفون أعينهم على غمض نوم أبداً، ولا واللّه لا يذوقون فيها بارد شراب أبداً ""أخرجه ابن أبي حاتم"".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি